كشف وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو عن توقيف ما يقارب أربعة آلاف شخص من المنتمين إلى المجموعات الإرهابية والمشتبه في تمويلهم للإرهاب وعناصر شبكات تهريب المقاتلين إلى سوريا.

وقال بن جدو في حوار لصحيفة "الخبر" الجزائرية، نشر السبت، إن "مصالح الأمن التونسية أوقفت في عام 2013 ما يقارب 1350 إرهابي، وفي 2014 أوقفنا 2700 بين إرهابيين ومشتبه بهم أو عناصر خلايا نائمة ومتهمين بالجرائم الإرهابية وشبكات تهريب الجهاديين إلى سوريا".

وكشف بن جدو أن العدد الاجمالي لعناصر المجموعات الإرهابية في تونس، والموزعة على ثلاث مجموعات في الكاف والقصرين وجندوبة، لا يفوق عددها 110 إرهابيين، بينهم 20 من جنسية جزائرية ملاحقين من قبل العدالة الجزائرية.

وأكد نفس المصدر أن قوات الأمن التونسية قتلت 21 إرهابيا من عناصر أنصار الشريعة منذ بداية السنة الجارية 2014، مشيرا إلى أن الضربات التي وجهتها قوات الأمن، والجيش للمجموعات الإرهابية "دفعت عناصر المجموعات الارهابية التي تعاني في الجبال من البرد والجوع، الى النزول إلى المدن والقرى ومهاجمة السكان القرويين لافتكاك المؤونة".

ونفى بن جدو أن تكون السلطات التونسية بصدد تسليح السكان القرويين، تجنبا لجعلهم هدفا للمجموعات المسلحة، وقال "لم نطلب من المواطنين أكثر من المساعدة بالمعلومات والتبليغ، وهذا يكفينا ويفيدنا في ملاحقة المجموعات الإرهابية".
استراتيجية جديدة

وأعلن بن جدو ان استراتيجية مكافحة الإرهاب الجديدة مبنية على عامل مفاجأة الإرهابيين في مواقعهم، وقال "قوات الأمن والجيش ستتحول للصعود إلى الجبال لملاحقة الإرهابيين، مع أن الأمر يتطلب الحصول على المدرعات والطائرات التي تقصف ليلا، وبدأنا في الحصول على هذه التجهيزات لصالح الجيش ونحن بصدد الحصول على باقي التجهيزات خاصة أجهزة تعقب الاتصالات بشكل دقيق، كما أننا أصبحنا نعمل بالكمائن كون الأمر يتعلق بحرب عصابات".

وأكد بن جدو أن الخلايا النائمة لتنظيم أنصار الشريعة ليست لها القدرة على العمل الارهابي، مشيرا إلى أن التنظيم الإرهابي ما زال يحاول عبر الأنترنت تجنيد مزيد من العناصر، لافتا إلى أن التنظيم نجح عبر الأنترنت خلال ستة الأشهر الماضية، في استقطاب النساء المقاتلات اللواتي تم القضاء عليهن في في عملية وادي الليل، وكذا الخلية الإعلامية لأنصار الشريعة التي كانت تقودها طالبة في كلية الطب.
حرب على مواقع الأنترنت

وأكد بن جدو أن السلطات التونسية تعمل الآن على تعقب المواقع التكفيرية وحذفها وملاحقة مستعمليها واعتقالهم، وكذا منع المواقع التي تحرض على العنف والتطرف.

وكشف بن جدو أن السلطات التونسية "منعت منذ شهر مارس 2013 ما يقارب تسعة آلاف شخص من التوجه إلى ساحات القتال في سوريا"، مشيرا إلى أن "التونسيين الذين نجحوا في السفر الى سوريا يتراوح عددهم بين 2500 إلى ثلاثة آلاف تونسي منذ جانفي 2011، بينهم 500 شخص قتلوا هناك".
اختراق الجماعات المتشددة

وقال نفس المصدر أن تونس تحاول عبر المكتب الإداري الذي فتحته في دمشق معرفة مصير التونسيين في سوريا، ووضع قاعدة بيانات لمتابعتهم حال عودتهم الى تونس.

وكشف بن جدو عن رغبة الحكومة في تنقيح ومراجعة قانون الإرهاب بما يتيح تقنين حماية الشاهد وتمكين المحامي من حق إفشاء السر المهني في حال إن كان الأمر يتعلق بالتبليغ عن عمليات إرهابية بغرض حماية الأرواح، وكذا تقنين عملية اختراق أعوان الأمن داخل المجموعات المتشددة لمعرفة مخططتها وحماية عون الأمن المندس، والتصنت وتقنين التصنت"، مشيرا إلى أن هذه التعديلات لا يجب أن تمس بحقوق الإنسان والحريات الشخصية.
12 طائرة ليبية مفقودة

وعبر بن جدو عن قلقه من الوضع المتأزم في ليبيا وتأثيراته على الوضع الأمني في تونس، وقال إن "الوضع في ليبيا مقلق خاصة مع تهريب السلاح المتدفق، ليبيا قنبلة موقوتة في وجهنا ووجه الجزائر، نحن نتحدث على سيارات رباعية الدفع، متوفرة لدى المتشددين في ليبيا كالألعاب، ومعسكرات تدريب، وصواريخ سام 7 مفقودة، والقذائف الموجهة، وقذائف الأربي جي 7 والطائرات".

وكشف بن حدو عن "معلومات تفيد بفقدان 12 طائرة في ليبيا يمكن أن تستخدمها المجموعات الارهابية للقيام بعمليات استعراضية ضد تونس أو الجزائر"، مشيرا إلى أن ذلك دفع السلطات التونسية إلى "وضع شريط حدودي عازل يمتد على 300 كيلومتر يمر على جندوبة والكاف في مناطق الجنوب القريبة من الحدود مع ليبيا، لمنع تسلل الإرهابيين التونسيين والليبيين نحو التراب التونسي للقيام بعمليات إرهابية، ولمنع تهريب السلاح".

وأكد بن جدو وجود تعاون أمني وعسكري واستخباراتي وثيق بين الجزائر وتونس التي أرسلت فرقا من الشرطة الفنية للتدريب في مجال مكافحة الإرهاب.

وأعلن نفس المصدر استعادة السيطرة على 1500 مسجد كانت خارج الرقابة، فيما يجري العمل على استعادة بين 4 إلى 20 مسجد ما زالت خارج السيطرة، لمنع المتشددين من استعمالها.
لا وجود لداعش في تونس

ونفى بن جدو أي وجود فعلي لتنظيم داعش في تونس، عدا إعلان جناح فيما يسمى بكتيبة "عقبة بن نافع" المتمركزة في جبل الشعانبي عن ولائها للتنظيم داعش، مشيرا إلى أن هذا الاعلان "أحدث انقساما داخل كتيبة عقبة بن نافع، بين التونسيين من صغار التجربة والسن، الذين تأثروا بتجربة داعش وسارعوا إلى إعلان الولاء، وبين المنتمين إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، من الجزائريين والمغاربة الذين يسيطرون على القيادة، وهو خلاف يتطور".

وقال بن جدو إن "آخر المعلومات بشأن زعيم تنظيم أنصار الشريعة أبو عياض، تفيد بأنه موجود في منطقة درنة في ليبيا، والتي تسعى لتكون أول إمارة تعلن ولائها لداعش، وأبو عياض نفسه يسعى لذلك".

وبشأن استمرار مطالبات الجبهة الشعبية بالكشف عن قاتل شكري بلعيد، رغم إعلان الداخلية قبل أشهر عن إلقاء القبض على متورطين فيها، قال بن جدو "إنها مطالبات سياسية، والداخلية حققت إنجازا أمنيا بعد تفكيك الخلية المتورطة في العملية، والتي تضم فيها 14 موقوفا اعترفوا بالتورط في العملي ، وتصفية أربعة منهم، بينهم كمال القضقاضي قاتل شكري بلعيد، إضافة إلى ثلاثة يوجدون في حالة فرار بينهم أبو عياض".