مازال مصير السفير الأردني  في طرابلس فواز العيطان يكتنفه الغموض حتى الساعة فقد أعلنت الحكومة الأردنية عن عدم وجود أي اتصال مع الجهات التي قامتا باختطاف السفير بليبيا ، مشيرة إلى توجه وفد لطرابلس لبحث القضية.

و قال المتحدث باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، في تصريحات صحافية اليوم : "إن أولوية الحكومة الان هي تأمين إطلاق سراح السفير الأردني في طرابلس فواز العيطان، مشيرا إلى أن قضية تخفيض تمثيل البعثة الدبلوماسية هناك سيتم تقييمه لاحقا."وأضاف الناطق: "للان لا يوجد اتصالات مع الجهات الخاطفة.. أولا يهمنا تأمين السفير وإطلاقه سراحه بدون أي أذى وسنقوم بتقييم كل ما جرى حينها واتخاذ الاجراءات المناسبة فيما يخص التمثيل الدبلوماسي هناك."

من جهته أكد رئيس الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأردني، حازم قشوع، قيام الجانب الاردني بتشكيل وفد للتوجه إلى ليبيا اليوم، لبحث قضية اختطاف السفير الاردني هناك فواز العيطان.وأكد قشوع في تصريح لموقع CNN بالعربية: "إن هناك اتصالات جرت مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الليبي لترتيب الزيارة،" ولم يعرف للان عضوية الوفد، وفيما إذا كان سيضم دبلوماسيين أو أمنيين أو ممثلين رسميين عن الحكومة الأردنية.

فيما أكدت مصادرٌ طبية بمستشفى طرابلس المركزي، أن سائق سفير الأردن لدى ليبيا أُجريت له عملية جراحية بالمستشفى المركزي، وأن حالته الصحية مستقرة.وأفادت أن الحالة الصحية لسائق السفير ليست خطرة، وأنه قد يخرج من المستشفى مساء اليوم.وأُصيب سائق السفير خلال حادث الاختطاف ، صباح اليوم الثلاثاء، في منطقة قريبة من وسط العاصمة طرابلس.

و كان مصدر أمني ليبي قد أعلن في ساعة مبكرة من نهار اليوم ، بأنه تم اختطاف السفير الأردني في ليبيا وإصابة سائقه من قبل مسلحين مجهولين.وأكدت وزارة الخارجية الليبية أختطاف السفير الأردني في ليبيا، فواز العيطان، اليوم في منطقة قريبة من وسط العاصمة طرابلس وأن سيارتين بدون لوحات إحدهما "بي إم دبليو" يقودها مجهولين ملثمين هاجموا السفير وسائقه واقتادوا السفير إلى جهة غير معروفة، وأن سائق السفير أصيب جراء الهجوم برصاصتين وهو متواجد في أحد المستشفيات في طرابلس لتلقي العلاج.

التوجه إلى مجلس الأمن

وكان وزير الخارجية الأردني ناصر جودة قد أعلن صباح اليوم بإن "البعثة الأردنية في نيويورك، ستطلب من مجلس الأمن الدولي إصدار بيان يدين اختطاف السفير الأردني بليبيا فواز العيطان".وأعرب جودة خلال حديثه للتلفزيون الأردني الرسمي اليوم، عن "رفضه الشديد لهذا الحادث الذي استهدف المملكة الأردنية الهاشمية وتمثيلها الدبلوماسي بليبيا".

وقال إن "كل كوادر وزارة الخارجية وبالتنسيق مع كل الاجهزة المعنية والمؤسسات المعنية في اجتماع دائم، منذ وصول الخبر ونتابع الموضوع مع كل الجهات المعنية بتفاصيله وحسب تطورات الأحداث، لافتا الى أن هذا الحادث يشكل منعطف خطير".واضاف "لم تصل حتى اللحظة أي اتصالات من الجهات الخاطفة، وطلبت من وزير خارجية ليبيا (محمد عبد العزيز)، أن تقوم المؤسسات والجهات المعنية ببذل كل جهدها للعثور على مكان احتجاز السفير والعمل على الإفراج عنه فورا".

ونقل جودة عن الوزير الليبي تأكيداته بأن "الوضع الامني صعب جدا هناك، ولكنهم لن يدخروا أي جهد في هذا المجال"، مشددين حرصهم على العلاقات الطيبة مع الأردن التي كانت من اكبر الداعمين وما زالت لليبيا.وتعرض العيطان، واثنان من مرافقيه للاختطاف صباح اليوم الثلاثاء، وأصيب سائقه بجروح إثر تعرضهم لهجوم من قبل مسلحين مجهولين بالعاصمة طرابلس.

قطع الرحلات الجوية

وفي سياق متصل ألغت شركة الخطوط الجوية الملكية الاردنية (الناقل الرسمي)، رحلتها  التي  كان مقررا أن تتجه إلى  العاصمة الليبية طرابلس، اليـــوم الثلاثاء، وذلك عقب اختطاف السفير الأردني بليبيا .وقالت الشركة، في بيان صحفي، أنها تتابع الوضع في ليبيا بعد اختطاف السفير الأردني في ليبيا، لاتخاذ القرار المناسب بشأن الرحلات الجوية التي تشغلها الشركة بين البلدين .وأضافت الشركة أن الاتصالات ما زالت جارية بينها وبين الجهات المعنية في البلدين للوقوف على آخر المستجدات بهذا الخصوص واتخاذ القرار المناسب لتسيير رحلاتها الجوية بين عمان وكل من طرابلس وبنغازي ومصراته.وأشار البيان إلى أن الخطوط الجوية الملكية الأردنية تشغل عشر رحلات أسبوعيا إلى طرابلس وأربع إلى بنغازي ورحلتين إلى مصراته .

حول أسباب الاختطاف

و في السياق ذاته نفت وزارة الداخلية الليبية الأنباء المتداولة عن إطلاق سراح السفير الأردني لدى ليبيا، فواز الغيطاني، والذي تم اختطافه صباح اليوم من قبل مسلحين مجهولين.وقال رامي كعال، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، إن الأخبار المتداولة حول إطلاق سراح السفير الاردني في ليبيا، فواز الغيطاني، عارية تماما من الصحة، داعيا وسائل الإعلام المختلفة تحري مصدقية أخبارها.وأضاف "كعال" أن الداخلية الليبية تبذل مجهودا كبيرا مع أجل التوصل لمختطفي السفير الأردني، لافتا أن هناك تنسيقا بين وزارتي الخارجية والداخلية الليبية مع نظيرتهما بالأردن.

هذا و كشف رئيس تحرير صحيفة ليبيا الجديدة، محمود المصراتي، أن المجموعة التي اختطفت السفير الأردني صباح اليوم في طرابلس، ترغب في الضغط على الأردن من أجل إطلاق السجين الليبي في الأردن، محمد سعيد النص، الذي أضرب عن الطعام أخيرًا تضامنًا مع السجناء الليبيين في العراق.وقال المصراتي، في تصريح لـ"بوابة الوسط": "إن السفير الأردني كان مراقبًا طوال اليومين الماضيين من طرف خاطفيه".وأضاف أن المعلومات التي أدلى بها أكدها فيما بعد العميد جمعة المشري من البحث الجنائي وآمر كتيبة الحسم.

هذا و أشار محللون و مراقبون أمنيون بأن عملية الاختطاف ربما تأتي كردة فعل من جماعات متطرفة ليبية علي اعتقال الاجهزة الامنية الاردنية لبعض الاسلاميين الليبيين المشتبه فى انتمائهم لمجموعات متشددة و العائدين من سوريا عبر الاردن فى الاونة الاخيرة.

الجدير بالذكر ان الاردن تعتقل منذ سبعة سنوات " محمد سعيد النص الدرسي " أحد اعضاء تنظيم القاعدة اثناء تسلله الى الاراضي الاردنية قادما من العراق و قد حكم عليه بالسجن مدي الحياة في عدة قضايا تتعلق بالارهاب ، هذا و قد نقل النص في الاونة الاخيرة الي المستشفي بعد اضرابه عن الطعام احتجاجا على تنفيذ السلطات العراقية حكما بالاعدام بحق رفيقه " عادل الشعلالي " في احدي السجون العراقية بتهم تتعلق كذلك بالارهاب .

قد تحولت ليبيا إلى مسرح لردود الأفعال الجهادية خول ما يصيب نظرائهم خارجها ،ففي أغسطس 2012  هددت جماعة أنصار الشريعة في بنغازي بذبح سفير بورما خلال مظاهرة لها مظاهرة لمساندة المسلمين في بورما و ما يتعرضون له و قال أحد المتحدثين باسم أنصار الشريعة إن الجماعة ستذبح السفير البورمي إن لم تتوقف عمليات الإبادة ضد المسلمين ،كذلك تم قتل السفير الأمريكي في بنغازي السفير ، جي كريستوفر ستيفنز و ثلاثة موظفين  خلال الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأميركية في بنغازي ونفذه مسلحون جهاديون احتجاجاً على فيلم أميركي اعتبروه مسيئاً للإسلام،وأعلن تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية في بيان له حينها أن الهجوم جاء انتقاماً لمقتل الشيخ أبو يحيى الليبي، أحد قادتها في غارة جوية بطائرة من دون طيار في حزيران/يونيو الماضي2012.

و في السياق ذاته في يناير 2014 تم اختطاف خمسة موظفين مصريين في السفارة المصرية بطرابلس من بينهم  الملق الثقافي والملحق الإداري بالسفارة المصرية ،و جاء هذا الاختطاف ردا على اعتقال السلطات المصرية للرئيس السابق لغرفة ثوار ليبيا شعبان هدية، الملقب بـ"أبو عبيدة الزاوى" والمتهم بتفجير مبنى مديرية أمن القاهرة،و قد تم تحريرهم مع مفاوضات عسيرة، تم إطلاق سراحهم تزامناً مع قيام السلطات المصرية بالإفراج عن أبو عبيدة الزاوي.

و قبلها و تحديدا في شهر يونيو 2012 قام مسلحون جهاديون بالهجوم على مقر القنصلية التونسية ببنغازي  احتجاجا على نشر لوحات بمعرض العبدلية بالمرسى تسيء إلى المقدسات الإسلامية،على حد تعبيرهم و لم يوقع الهجوم أي خسائر بشرية،غير أن الهدف كان انتقاما لاعتقال عدد من عناصر جماعة أنصار الشريعة التونسية آنذاك.إذا و بناء على هذه المعطيات،يرى مراقبون أن اختطاف السفير الأردني فواز العيطان اليوم (الثلاثاء) في العاصمة طرابلس لم يكن بالأمر البرئ أو ذا دوافع إجرامية لو لطلب فدية مالية.

و في مؤشر مهم على رجاحة هذه الفرضية ،فاثر انتشار خبر الاختطاف ،وعلى الفور كتب الجهادي الليبي السابق نعمان بن عثمان الخبير في الحركات الجهادية تغريدة على تويتر قال فيها " منذ  أسابيع وانا والأخ رجب لدينا التفاصيل المملة حول خطف السفير الأردني ، أي كذب من السلطات الرسمية غير مقبول وأضاف بن عثمان في تغريدة أخرى " منذ أسبوعين حذرت الحكومة من خف شخصية دبلوماسية في طرابلس والخميس أرسلت الرسالة للحكومة مع الدكتور رمضان بن زير .. يبدو أنها وقعت اليوم ".كما أطلقت في الاونة الاخيرة التنظيمات الجهادية في المنطقة حملة على مواقع التواصل الاجتماعي و على المنابر الجهادية الافتراضية تحت شعار "فكوا العاني" أي فكاك الاسرى لدى ما تعتبرها أنظمة طاغوتية ،و حرضت فيها على كل أنواع الأعمال الانتقامية من أجل ذلك .