في خطوة مفاجئة وغير معلنة مسبقًا، رست السفينة الحربية الأمريكية "يو إس إس ماونت ويتني" في ميناء طرابلس اليوم الأحد، في زيارة أعلنت عنها السفارة الأمريكية في ليبيا عبر صفحتها الرسمية.

ورافق وصول السفينة نائب الأدميرال "جيه. تي. أندرسون"، قائد الأسطول السادس للبحرية الأمريكية، والسفير "ريتشارد نورلاند"، المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا، و"جيريمي برنت"، القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية. وذكرت السفارة أن الهدف من هذه الزيارة هو "مناقشة سبل التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وليبيا، وتعزيز الأمن الإقليمي، والتأكيد على دعم الولايات المتحدة لوحدة ليبيا".

إلا أن هذا الإعلان، وما صاحبه من غموض حول طبيعة "التعاون الأمني" المطروح، يثير العديد من التساؤلات في ظل الأوضاع الليبية الهشة والانقسام السياسي المستمر. ففي الوقت الذي تتصاعد فيه الدعوات إلى الحوار وتوحيد المؤسسات الليبية، يرى مراقبون أن مثل هذه التحركات العسكرية المفاجئة قد لا تخدم بالضرورة جهود الاستقرار، بل قد تُفسر على أنها محاولة لفرض أجندة خارجية أو دعم طرف على آخر.

وينتظر مراقبون ما ستسفر عنه هذه "المناقشات الأمنية" وما إذا كانت ستساهم فعلاً في تعزيز وحدة ليبيا وأمنها الإقليمي، أم أنها مجرد خطوة أخرى تزيد من تعقيد المشهد الليبي وتعمق حالة عدم الثقة بين الأطراف الفاعلة.