لقي رجلان حتفهما غرقا، بعد أن جرفتهما السيول الناجمة عن الأمطار الرعدية، التي شهدتها مناطق جنوب ولاية سيدي بلعباس (الغرب الجزائري)، ليلة أمس الثلاثاء، بينما تمكنت مصالح الحماية المدنية من إنقاذ شخص ثالث من الموت المحقق.
وكشفت مصالح الحماية المدنية أن الرجلين وهما في العقد السادس من عمرهما، كانا على متن سيارة نفعية، أين حاصرتهما مياه الوادي بالقرب من بلدية مزاورو ما أجبرهما على النزول ومحاولة الابتعاد عن الخطر، إلا أن السيول الناجمة عن الأمطار الرعدية الغزيرة التي شهدتها المنطقة، تسببت في هلاكهما وجرف جثتيهما إلى منطقة تيغاليمات المجاورة.
مصالح الحماية المدنية تدخلت على اثر الحادث، وبدعم من سكان المنطقة تمكنت من انتشال جثتيهما وتحويلهما إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى تلاغ. بالموازاة مع ذلك، نجحت فرق الحماية المدنية في إنقاذ رجل ستيني من الهلاك غرقا بضواحي بلدية سيدي علي بن يوب، بعدما انقلب الجرار الذي كان على متنه ما أبقى عليه عالقا بضفاف الوادي.
كما شهدت المنطقة الجنوبية لولاية تلمسان، في ساعات متأخرة من يوم الثلاثاء تساقط كميات معتبرة من الأمطار الموسمية، فاجأت ساكنة بلدية القور، ممّا حول شوارعها إلى مجرى للمياه التي حملت معها بعض رؤوس الحيوانات، من دون تسجيل أية خسائر بشرية.
بينما طالت المساكن الواقعة بمحاذاة الوادي خسائر كبيرة، وأكد شهود عيان أن الأمر لم يستغرق سوى دقائق قليلة فقط، حيث تفاجؤوا بغيمة سوداء كبيرة غطت البلدية قبل أن تبدأ التساقطات المطرية بغزارة شديدة، وما هي إلاّ دقائق معدودات حتى ارتفع منسوب المياه بدرجة كبيرة لتعجز البالوعات والجسور الصغيرة المنجزة في احتوائها لتسيل عبر الشوارع مسببة رعبا حقيقيا لدى المواطنين، وبحدود الساعة السابعة مساء، ارتفع منسوب مياه وادي سلوقية ببلدية سبدو الأمر الذي تسبب في قطع الطريق الوطني رقم 22 في شقه الرابط بين بلديتي سبدو وأولاد ميمون.
وتنقل عناصر الوحدة الرئيسية للحماية المدنية رفقة السلطات المحلية نحو المكان من أجل المساهمة في فتح البالوعات وطمأنة المواطنين، خاصة وأن الوادي يقع على مقربة من المحطة البرية ويقع في طريق حيوي تكثر فيه الحركة.
ورفعت عناصر الحماية المدنية تأهبها لأقصى درجاته، قبل أن تنحسر مياه الوديان رويدا رويدا بعد سويعات قليلة من تساقط الأمطار، تاركة سكان بلدية القور غارقين في الأوحال ويعددون الخسائر التي طالت ممتلكاتهم، مجددين مطالبهم للسلطات وتساؤلاتهم حول بقاء مشروع تهيئة الوادي دون تجسيد.