قالت وكالة "شينخوا" الصينية للأنباء، إن الجزائر سلمت للحكومة الليبية، صورا وخرائط إلى جانب معلومات تتعلق بانتشار المليشيات المسلحة الليبية على طول الحدود بين البلدين.
ونقلت الوكالة الصينية، عن مصادر قالت إنها جزائرية، آن المساعدة اللوجيتسية الجزائرية، للسلطات الليبية جاءت ساعات فقط، بعد الزيارة التي قام بها الوزير الأول عبد المالك سلال إلى طرابلس، وكانت محصلتها التوقيع على مذكرة تفاهم تتضمن التعاون في قضايا الدفاع، وتأمين الحدود ومكافحة تهريب الأسلحة والمهاجرين غير القانونيين، وكذا تسهيل إجراءات التأشيرة بين البلدين، فضلا عن التعاون المالي والتجاري وفي مجال النقل أيضا.
ويأتي تحرك الجزائر لمساعدة السلطات الليبية، التي ظهرت أنها غير قادرة على مواجهة "تغوّل" المليشيات المسلحة التي تنصّب نفسها الآمر الناهي على مناطق واسعة من التراب الليبي، متحججة في ذلك، بأن لها الفضل في تحرير ليبيا من قبضة القذافي، زيادة على ارتفاع عددها فجأة من 50 ألف غداة سقوط نظام العقيد، إلى أزيد من 200 ألف حسب آخر الإحصائيات، كما يشكل تسلح تلك المليشيات تخوفا لدى الجزائر، وتشير تقارير أمنية حديثة إلى اعتبار السلاح الليبي، أهم مورد لمافيا المتاجرة بالسلاح والذي يباع للجماعات الإرهابية ولعصابات التهريب، كما تعد المساعدة اللوجيستية من الجزائر لليبيا أولى فصول التعاون بينهما، بعدما أوقفت الجزائر قبل أشهر التنسيق الأمني مع ليبيا لمراقبة الحدود البالغ طولها حوالي ألف كيلومتر، لعدم سيطرة الحكومة المركزية في طرابلس على هذه الحدود.
وأوضحت مصادر استنادا إلى "تقارير أمنية" أن "كتائب ليبية سلفية متشددة تسيطر على الحدود البرية بين الجزائر وليبيا"، وحسب هذه التقارير، فإن "14 فصيلا مسلحا يسيطر على أجزاء مهمة من الحدود البرية بين البلدين، وأن أغلب هذه الفصائل "لا تخضع للسلطة المركزية في طرابلس".