قال مصدر أمني مالي، اليوم الجمعة، إنّ شمال البلاد شهد ولادة مجموعة مسلحة جديدة "للدفاع الذاتي" للطوارق، تنتمي إلى قبيلة "إيمغاد"، وتسمّى "غاتيا"، وتعتبر مقرّبة من حكومة "باماكو".

وأضاف المصدر الأمني للأناضول، مفضلا عدم الكشف عن هويته، أنّ هذه المجموعة المسلّحة الجديدة تدّعي امتلاكها لقوّة تتألّف من نحو ألف مقاتل، إضافة إلى قاعدة بين مدينتي "غاو" و"كيدال" (شمال).

وتعارض "غاتيا" جميع أشكال الحكم الذاتي شمالي البلاد، وخصوصا في منطقة "كيدال"، بحسب المصدر نفسه الذي لفت إلى أنها مقرّبة من الجنرال "آلاجي غامو"، والذي ينتمي إلى قبيلة "إيمغاد"، وهو من المتمرّدين السابقين خلال السنوات 1990 إلى 1995، قبل أن يتمّ إدماجه صلب الجيش المالي.

وبحسب خبراء فإن "إيمغاد" هي عبارة عن قبيلة ذات غالبية بين الطوارق في مالي، وتضم أكثر من نصف مليون شخص من إجمالي 16.5 مليون نسمة.

كما تسعى "غاتيا" إلى المشاركة في محادثات الجزائر حول الأزمة في مالي، والتي من المنتظر أن تستأنف في العاصمة الجزائرية، في الأول من سبتمبر/ أيلول القادم، وذلك بعد أن كانت مقرّرة في 17 أغسطس/ آب الجاري، بحسب ذات المصدر.

وكان وزير الشؤون الخارجية والتكامل الأفريقي والتعاون الدولي في مالي "عبد الله ديوب" وافق، أمس الخميس، خلال مؤتمر صحفي، على تأجيل الجولة الثانية من المفاوضات حول السلام في شمال مالي من 17 أغسطس/آب إلى الأول من سبتمبر/ أيلول القادم.

وجرت المرحلة الأولى من محادثات السلام، خلال الفترة الممتدة من 16 إلى 24 يوليو/ تموز 2014 في الجزائر العاصمة، بين وفد مالي بقيادة وزير الشؤون الخارجية والمجموعات المسلحة الرئيسية شمالي مالي.

ووفقًا لمصادر عسكرية مالية ودبلوماسية أجنبية مقيمة في العاصمة "باماكو"، فإنّ "غاتيا" "لن تكون مستعدّة، في الوقت الراهن"، للجلوس حول طاولة واحدة مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد، ومجموعة الطوارق الأكثر ظهورا على الصعيد الإعلامي، والتي تطالب، بشكل رئيسي، بالحكم الذاتي في منطقة "أدرار" بـ "كيدال".

ويتعرّض أفراد قبيلة "إيمغاد"، خلال الأشهر الأخيرة، إلى هجمات انتقامية من طرف الحركة الوطنية لتحرير أزواد، وذلك ردّا على استهداف الأخيرة من طرف القوات المسلّحة في مالي، بقيادة الجنرال "غامو".

وفي تصريح للأناضول، لفت دبلوماسي غربي، فضّل عدم الكشف عن هويته، إلى أنّ "أفراد إيمغاد لم يكونوا من بين الموقّعين على خارطة طريق الجزائر (بين المجموعات المسلّحة شمالي مالي وباماكو)، في حين أنّهم يشكّلون عنصرا أساسيا من طوارق الشمال".

ووقّع على خارطة الطريق كلّ من "الحركة الوطنية لتحرير أزواد"، و"المجلس الأعلى لوحدة أزواد"، إضافة إلى "الحركة العربية الأزوادية"، و"الحركة العربية للأزواد المنشقة"، وتنسيقية شعب أزواد، إلى جانب "تنسيقية الحركات والجبهات الوطنية للمقاومة".

ولم يسجّل أي رد فعل رسمي فيما يتعلق بالمولود الجديد (غاتيا)، سواء من جانب الحكومة في باماكو أو من حركات التمرد، وفي مقدمتها الحركة الوطنية لتحرير أزواد، خصوصا وأنها المستهدفة من  قبل الجموعة المسلحة الجديدة للطوارق