قالت مبعوثة الأمم المتحدة بالإنابة إلى ليبيا ستيفاني ويليامز إن وقف إطلاق النار الذي أعلنه الخصوم الليبيون قد يفتح أخيرًا المحادثات المتوقفة لإنهاء الحرب الأهلية التي أغلقت حقول النفط وجذبت الجيوش الأجنبية.
وأضافت ويليامز في مقابلة مع وكالة بلومبيرج إن الدعوات المتبادلة يوم الجمعة لوقف القتال واستئناف إنتاج النفط لقيت ترحيبًا من الدول التي تدعم الأطراف المتصارعة في الصراع، لكن لا يزال هناك عمل يتعين القيام به.
ويشمل ذلك اتفاقات مراقبة الهدنة، ومنطقة منزوعة السلاح في مدينة سرت المتنازع عليها ، وترتيبات أمنية في الهلال النفطي الشرقي حيث يسيطر الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على الكثير من المحطات والموانئ النفطية الليبية.
وتعثرت المحاولات السابقة لبناء دفعة مستمرة من أجل حل دبلوماسي للاضطرابات الليبية مما أدى إلى إطالة أمد انعدام الأمن الذي سمح في الماضي للمسلحين والجماعات الإرهابية بتهريب الأفارقة الفقراء نحو أوروبا بازدهار.
"لحظة مهمة"
وبدأت الحرب الأخيرة في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا في أبريل 2019 عندما هاجمت قوات الجيش الوطني الليبي طرابلس للإطاحة بحكومة الوفاق وساعد تدخل عسكري تركي هذا العام في إجبار قواته على الانسحاب إلى مدينة سرت وسط البلاد، بوابة حقول النفط والموانئ التي أغلقت منذ يناير بتكلفة بلغت نحو ثمانية مليارات دولار من الإيرادات المفقودة.
وقالت ويليامز "إنها لحظة مهمة لا ينبغي أن تضيعها". وأضافت "أعتقد أن هذه هي المرة الأولى منذ فترة طويلة التي نرى فيها استعدادًا من قبل اثنين من القادة الرئيسيين لصياغة ما يمكنني قوله حقًا أنه حل ليبيا" في إشارة إلى رئيس وزراء حكومة الوفاق في طرابلس فايز السراج ومنافسه رئيس البرلمان عقيلة صالح هما من أطلاقا المبادرة.
وتابعت ويليامز "لقد تمكنوا من التوصل إلى توافق حول بعض القضايا الأساسية التي بدأت في كسر الجمود وتمهيد الطريق لاستئناف عملية سياسية شاملة جادة".
قال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري أمس الأحد إن الجيش الذي يتحالف مع صالح عرض من قبل وقف إطلاق النار في يونيو ولا يزال ملتزما به. لكن هناك علامة على انعدام الثقة سيتعين على الوسطاء التغلب عليها إذ شكك المسماري في ما إذا كانت الحكومة المدعومة من تركيا تعتزم حقًا إلغاء هجوم على سرت.
احتجاجات ضد السلطة
لم يكن هناك قتال منذ يونيو وقد صرح مسؤولون كبار في الإدارة التي تتخذ من طرابلس مقراً لها ودبلوماسيون غربيون لوكالة بلومبيرج للأنباء أنه تم إلغاء هجوم على سرت بعد أن حشد حفتر قوات في المدينة، بينما هدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بتدخل عسكري إذا جرى شن هجوم على المدينة.
وقالت وليامز إن مكالمات الأسبوع الماضي تظهر أن هناك جمهور يريد السلام في بلد يمزقه الصراع منذ أطاحت أحداث عام 2011 بدعم من حلف شمال الأطلسي بالزعيم معمر القذافي. وقالت إن ردود الفعل الدولية كانت "إيجابية للغاية، بما في ذلك تبني الرئيس السيسي المبكر والإيجابي للغاية للبيانات وبالطبع الرد التركي الإيجابي".
ودعا الجانبان إلى استئناف إنتاج النفط الذي انخفض بشكل حاد من 1.3 مليون برميل يوميًا العام الماضي، على الرغم من أن القرار يقع على عاتق حفتر. وقالت المؤسسة الوطنية للنفط الليبي إنها سترفع حالة القوة القاهرة إذا انسحبت القوات المسلحة من المنشآت النفطية.
وقالت ويليامز "يوجد الآن إجماع محلي ودولي كبير على أن هذا يجب أن يحدث ولدينا إلحاح إضافي للأزمات الحرجة مثلا لنقص الكهرباء" وتراكم الأمونيا المخزنة في ميناء البريقة.
وواجهت قوات الأمن أمس محتجين غاضبين من انقطاع التيار الكهربائي في طرابلس. وقالت إن المظاهرات كانت بمثابة تذكير بـ "هشاشة الوضع".