عثرت شرطة مدينة بوردو، الأحد الماضي، على جثة سيدة في العقد الثالث من العمر في حالة تعفن داخل منزلها بدائرة المدينة، وبدا عليها من المعاينة الظاهرة آثار تعذيب، وأن الوفاة حدثت قبل أربعة أيام من تاريخ إبلاغ الجيران عن انبعاث رائحة كريهة من المنزل مرجحين وفاة أحد سكانه وخاصة أنهم مختفون منذ فترة، وبالبحث والتحري واعتقال الزوج اعترف بأنه تشاجر مع زوجته قبلها بعدة أيام، فقامت بـ«عضه» من فخذه محدثةً به إصابة زادت من غضبه فقام بضربها ضرباً مبرحاً فارقت إثره الحياة.
وقال نيكولا لافونتين، مدير شرطة بوردو، إن شرطة النجدة تلقت بلاغاً من سكان حي راشنوار بالمدينة يفيد بانبعاث رائحة كريهة من داخل أحد المنازل ما يرجح وجود متوفّى داخل المنزل، وبانتقال فريق البحث عثر على ربة المنزل وتدعى «إلودي. م» في العقد الثالث من العمر، وتبدو على جسدها آثار ضرب، كما توجد إصابة ظاهرة في الرأس أحدثت نزيفاً دموياً كبيراً، كما بدا من معاينة المنزل وجود تحطم للأثاث والأواني المنزلية ما يؤشر نحو وجود مشاجرة كبيرة قبل الوفاة، وبسؤال الجيران أكدوا أن المجني عليها تعيش مع زوجها بمفردهما في المنزل وأنه مختفٍ منذ أيام.
وأضاف لافونتين، بتكثيف البحث تم ضبط الزوج في أحد الفنادق بمدينة سانت إميليون وفور اعتقاله اعترف بأنه ارتكب الجريمة عن طريق الخطأ، حيث تشاجر مع زوجته مشاجرة عادية من تلك المشاجرات الروتينية، ولكنها قامت بـ«عضه» من منطقة الفخذ محدثةً له ألماً شديداً قام إثره بضربها بعصا كانت معلقة على الحائط بشكل هستيري أفقدها الوعي فسقطت وارتطم رأسها بالحائط محدثاً جرحاً كان ينزف بغزارة وتحت وطأة الخوف فر هارباً تاركاً زوجته حتى فارقت الحياة.
وأكد لافونتين، أن الزوج (مارسيل. أ 34 عاماً)، اعترف بجريمته أمام سلطات التحقيق ودعم أقواله تقرير الطب الشرعي، وأحيل إلى النيابة التي تباشر التحقيق، ووجهت إليه تهمة العنف المفضي إلى القتل والهرب من المسؤولية، وهو حادث بات معتاداً في فرنسا مؤخراً، حيث تشير الأرقام إلى مصرع ما لا يقل عن 126 امرأة في فرنسا بأيدي أزواجهن خلال سنة 2019، ما يعني ارتفاع الظاهرة بنسبة 7 في المئة على 2018، ويعد قتل النساء المرحلة الأخيرة من مراحل العنف المنزلي والزوجي، فيما تشكل حالات الانفصال الدافع الأول لارتكاب هذه الجرائم.