بقصر الثقافة مفدي زكريا (الجزائر العاصمة)، صبيحة يوم الثلاثاء 28 ديسمبر 2021 تم تنظيم يوم دراسي حول "حقول الأدب الجزائري 2010/2020 الراهن والتحولات". اليوم الدراسي أشرف على تنظيمه "مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية" بوهران و"مركز الدراسات المغاربية".
افتتحت أشغال اليوم الدراسي بعرض قدمته الدكتورة ليلى موصدق حول المشروع، حيث قدمت حوصلة للمنجز العلمي الذي حققه المشروع إلى اليوم ومخرجات البحث التي يعمل الفريق على إنهائها والنشاطات المبرمجة لسنة 2022. وكذا المنصة الخاصة بالأدباء الجزائريين التي يعمل عليها الباحثون بالشراكة مع مركز الدراسات المغاربية CEMA. البروفيسور محمد داود (من جامعة وهران) ركز في مداخلته على المفاهيم النظرية التي تؤطر البحث ضمن المشروع. وفي مداخلتها قدمت الدكتورة بوغنجور فوزية (رئيسة المركز) نماذج عن الكتّاب الشباب في الجزائر، مركزة على إشكاليات النشر والمقروئية والوسائط الإلكترونية الفاعلة في هذا السياق. الدكتورة نادية بنطيفور في مداخلتها حول أدب الناشئة تناولت مضامين الكتاب الموجه للناشئين، الكتّاب المشتغلون في هذا الأدب وكذلك سياقات النشر التي يحتكم إليها سوق الادب الموجه للأطفال في الجزائر. من جهته لخص الروائي أحمدطيياوي انطلاقا من تجربته رهانات الأدب المرتبطة بالجوائز الأدبية، الوطنية والعربية وتأثيرها في المشهد الأدبي الجزائري. واختتمت الجلسة الصباحية بمداخلة الأستاذة بلال حكيمة من جامعة تيزي وزو التي عرضت حوصلة شاملة حول النشر في حقل الأدب الأمازيغي وما يرتبط به من سياقات الإبداع والترجمة من وإلى الأمازيغية.
الجلسة الثانية التي خصصت للنقد الأدبي: منصات وفاعلون، تركزت فيها مداخلات المشاركين على أهمية الصحافة الأدبية المكتوبة والمرئية والمسموعة. حيث تناول النقاش الذي اثاره كل من الأستاذ أمزيان فرحاني والروائي اسماعيل يبرير دور الملاحق الأدبية وأهمية النقد الصحفي المتخصص في إثراء المشهد الأدبي، هذه المداخلات وتعقيبات الحضور تركزت على المقارنة بين واقع الصحافة الأدبية اليوم وما كانت عليه سنوات السبعينات والثمانينات التي شهدت ازدهارها وتأثيرها الواسع.
اللقاء اختتم بعرض رزنامة النشاطات العلمية القادمة التي تنفتح على مختلف جامعات الوطن، وتعمل على تكريس رؤية الراحل حاج ملياني في البحث والتكوين، لاسيما التكوين الدكتورالي في طبعته الثانية والذي سينتظم نهاية السداسي الاول من سنة 2022.
جاء هذا اليوم الدراسي تكريما للراحل حاج ملياني وفي إطار استكمال المشروع الذي أسس له برفقة ثلة من الأكاديميين. ووفق الحوار الذي أجرته معه السيدة نبيلة سكندر صيف 2020 بموقع (algeriecultures.com)، يتمثل المشروع الذي أطلق عليه "النسق الأيكولوجي، أو النسق البيئي الأدبي الجزائري" (L’ÉCOSYSTÈME LITTÉRAIRE ALGÉRIEN) في كونه يشتغل بشكل متزامن على الألسنة الثلاث (الأمازيغي، والعربي والفرنسي)". وقد شدد على أنه "يجب أن يكون هناك تفاعل"بين جميع الفاعلين في هذا النسق و"يجب على كل طرف أن يقوم بعمله". والنسق البيئي الأدبي وفق الراحل يشمل نسقيا كلا من الإنتاج الأدبي المنشور، مكان النشر، والمكتبة وجميع المؤسسات التي تأخذ بعين الاعتبار الأدب (التعليم، الميديا، الإنترنت) وكذلك النشاط الأدبي (النوادي الأدبية، مبيعات التوقيعات، المؤتمرات، المهرجانات، المعارض، إلخ.).