تمكن عبد الحميد ابو عود الذي يشتبه في أنه العقل المدبر لهجمات باريس والذي قتل في المداهمة الأمنية لحي سان دوني في باريس ، من تجنيد أخيه الأصغر يونس وهو لماّ يتجاوز بعد سن الثالثة عشرة.
أين هو الآن يونس شقيق عبد الحميد أبا عود؟

في عام 2014 جند من يشتبه في أنه العقل المدبر لهجمات باريس أكثر أقاربه قابلية للتأثر : شقيقه الأصغر . والآن ، وبعد مرور سنتين ، لا تتوفر عائلة أبو عود على أي خبر ليونس الذي يبلغ من العمر حاليا 15 عاما.
 
 كان الطفل في عمر الثالثة عشرة ، عندما تمكن شقيقه الأكبر من تسفيره إلى سوريا. كيف تمكن الشقيق الأكبر من تخطي الحدود وهو الذي يوجد اسمه لا لائحة المطلوبين للمخابرات البلجيكية.؟  أمر غريب.

عبد الحميد نجح على كل حال في الذهاب إلى أخيه مطلع  2014 ، والانطلاق معه نحو تركيا عبر ألمانيا. كما تمكن من مراوغة والديه من خلال قصة جديدة ، أقسم لهما فيها بأنه أنهى علاقته بالتطرف.. بل أنه وعدهما ببدء حياة جديدة مشيرا إلى أنه سيزور المغرب لرؤية جده ، ليختفي في الواقع شقيقه الأصغر في سوريا.
 

لقد أخطأت المخابرات البلجيكية . وبرحيله لم يبق لها سوى شقة فارغة للمنحرف الذي أصبح متطرفا، وهي الشقة التي عثرت السلطات بداخلها على أدوات  مختلفة :  خنجر ورذاذ مشل ، وأدوات لاقتحام المنازل (قناع ، قفاز ومطرقة) إلى جانب ثلاث لوحات لترقيم السيارات.. وعلى باب الشقة حفرت شعارات تمجد داعش ورسم لعلم داعش.

"رجل حقيقي"

اختفى الشقيقان من بلجيكا ولكنهما سرعان ما ظهرا على الانترنت من سوريا.. عبد الحميد المدمن على فيسبوك ظهر على صفحته بزي عسكري وببسمة مربكة يصلى تارة أو يؤدي دور القايد وهو يحمل أسلحة، تارة أخرى. وبعد شهر على رحيلهما، ظهرت صورة ليونس على وسائل الاتصال الاجتماعي.
 كان ظهوره بالزي العسكري ورشاش بطوله..مصحوبا بتعليق بسيط : ما شاء الله رجل حقيقي.
 

عبد الحميد جر العار على العائلة.. حياتنا دمرت

زملاء يونس في المدرسة أصيبوا بالدهشة. واستأثرت القصة التي لا تصدّق باهتمام الصحف العالمية. أما الأب ، عمر، فأصيب بانهيار. وفي غياب معلومات عن ولديه ، لم يخف يأسه وهو يقر بعجزه عن إدراك ما حصل.
عمر الموجود حاليا في المغرب، كلف محاميته بالتوسط لدى السلطات الفرنسية ، ويريد الأب الآن الحصول عن معلومات عن الابن يونس ومعرفة ما إذا كان لازال على قيد الحياة.