دعا بيان صادر عن القبائل الليبية في موقف لافت الى تسليم جثامين العقيد الراحل معمر القذافي وعدد من رموز نظامه الى قبائلهم لدفنها في مناطقهم الأصلية ،وإعتبرت ذلك شرطا من شروط المصالحة ، كما طالبت بالكشف عن مصير المغيبين وإطلاق سراح السجناء وعودة المهجرّين في الخارج والداخل ،وقالت القبائل أنها مستعدة لتحمّل تبعات رحلة 42 عاما من حكم القذافي مقابل أن يتحمل الطرف الثاني تبعات الأعوام الثلاثة الماضية

يأتي ذلك في الوقت الذي بدأت  فيه القبائل الليبية الموالية لنظام العقيد الراحل معمرّ القذافي تلملم جراحها وتبحث عن منفذ لتجاوز النفق الذي وقعت فيه البلاد ،وفي ظل حالة عامّة من عجز الدولة وفشل السلطات الحاكمة على مواجهة الإنفلات الأمني و إنتشار السلاح وإتساع نفوذ الميلشيات المسلحة والجماعات المتطرفة ، تبدو القبائل الليبية وقد إتجهت لتنسيق المواقف فيما بينها ،وخصوصا في المناطق الوسطى والغربية والجنوبية التي كان أغلب قراها ومدنها قد حافظت على ولائها للنظام السابق حتى الإطاحة به ومقتل القذافي في العشرين من أكتوبر 2011، ولا تزال الى اليوم ترفض الإعتراف بتبعات سقوط النظام بما في ذلك العملية السياسية التي يجمع المراقبون المحليون والدوليون على فشلها .

الفيديو:http://on.fb.me/RzpiVm

وقال بيان صادر عن ملتقى القبائل الليبية المجتمعة في حمى قبائل ورشفّانة تضامنا مع المهجرين بالداخل والخارج أن لا مجال للإعتراف بما سمّاها نكبة فبراير، وجاء في البيان «  ونحن نختتم الملتقى الاول لقبائل ليبيا المتضامنة مع المهجرين في الداخل والخارج بسبب نكبة فبراير المشؤومة ، نعلن الآتي : 

أولا : عدم اعتراف قبائلنا الشريفة بمايسمى ب 17 فبراير واعتبار كل مابني على اساسها باطلا شرعآ وقانونا

ثانيا: ان القبائل المجتمعة توجه النداء لكل المهجرين خارج الوطن بضرورة الاسراع في العودة الى حضن الوطن وهي تتحمل المسؤلية الكاملة في توفير الحماية لكل العائدين وتضع كافة امكانيات القبائل في خدمة اهلنا حتى يتم استقرارهم يشكل طبيعي في المدن التي هجروا منه

ثالتا : تدعو المليشيات بضرورة اطلاق سراح كافة السجناء المدنيين والعسكريين والسياسيين دون قيد او شرط وتتحمل القبائل مسؤلية تسليمهم لجهات الاختصاص عند عودة الدولة ومؤسساتها

رابعا : لامصالحة مع من تحالف مع الناتو لتدمير ليبيا ،ونطالب كل الوطنيين في ليبيا بضرورة القبض على كل من شارك في خراب الوطن ومحاكمته بتهمة الخيانة العظمى بعد عودة الدولة ومؤسساتها القضائية

خامسا : تتحمل القبائل الليبية الموقعة على البيان مسؤلية اخطاء 42 عام من حكم الزعيم البطل معمر القذافي وتطالب حكام فبراير بأعلان تحملهم مسؤلية 3 سنوات من الارهاب المتواصل

سادسا : تطالب القبائل الليبية حكام فبراير يضرورة تسليم جثامين كلّ من  اللواء ابوبكر يونس جابر القائد العام لقوات الشعب المسلح و المعتصم بالله معمّر القذافي وجثمان العقيد معمر القذافي لأهلهم وذويهم ليتم دفنها وفق الشريعة الإسلامية »ودعا البيان «القبائل الشريفة لضروة الإستعداد للمرحلة القادمة » 

ويرى المراقبون أن هذا البيان يعتبر الأقوى الذي يصدر عن القبائل الليبية الرافضة للعملية السياسية الحالية منذ الإطاحة بنظام القذافي ، في حين أكدت مصادر مطلعة ل « بوابة افريقيا الإخبارية » أن تنسيقا جرى بين القبائل ومنها ورشفانة وورفلة وترهونة والصيعان والمشاشية والنوايل والعجيلات والأصابعة والرياينة والقذاذفة والمقارحة والطوارق والتبو وغيرها على التواصل مع قبائل الشرق في إطار البحث عن حل ليبي \ ليبي لتجاوز الأزمة التي تمر بها البلاد ، وأن قبائل الشرق الليبي التي كانت بادرت بالحراك الشعبي ضد النظام السابق باتت على إستعداد للتحالف مع قبائل الوسط والغرب والجنوب لتكريس الحلّ القبلي التي تحدده القيادات الإجتماعية ، كما أنها موافقة على تجاوز إشكاليات الماضي والتأسيس لخطة عملية يتم من خلالها إستقبال المهجرين في الخارج والذين يتجاوز عددهم ثلث الشعب الليبي 

وفي هذا الإطار أكدت مصادر ليبية للبوابة أن بعض الأسر المهجرّة الى تونس عادت بالفعل الى التراب الليبي عبر مطار طرابلس الدولي ومعبرو ذهيبة وازن الحدودي ،وقد ساعد ثوار الزنتان على تأمين دخولهم الى البلاد في حين تكفّلت قبائل ورشفانة بتأمين السكن لهم 

وشهدت قاعة المؤتمرات الشعبية بمدينة الزهراء شهدت إجتماعا لأعيان قبائل ورشفانة ،تم خلاله تدارس توفير مساكن وسبل عيش للأسر المهجرة وضمان كرامتها كما تم البحث عن أفضل الطرق لإستقبالها سواء عن طريق البر أو الجو ، وعلمت « بوابة افريقيا الإخبارية » أن القيادات الإجتماعية لقبائل الزنتان أعطت أوامرها لأبنائها المسلحين الذين يسيطرون على مطار طرابلس والطريق إليه ومعبر راس ذهيبة وازن بتأمين عودة المهجّرين 

وكانت قبائل ورشفانة قد عرضت قرارها بتأمين عودة المهجرين الى بلادهم على مكتب الأمم المتحدة بطرابلس في خطوة وصفها المراقبون بالحاسمة في ظل العجز الحكومي ،وتمتلك قبائل ورشفانة والقبائل المتحالفة معها العدّة والعتاد لحماية العائدين وقال أحد شبان القبيلة للبوابة : «مستعدون لأية مواجهة مسلحة تفرض علينا من الميلشيات الإرهابية وغرفة ثوار الإخوان ودروع الإرهاب ، والقبائل الشريفة معنا ، وقبائل الزنتان إتخذت موقفا شريفا لدعم عودة أبنائنا من الخارج »

ويوجد خارج ليبيا حوالي مليونين و300 ألف مهجر من أنصار النظام السابق من بينهم 500 ألف في تونس وأكثر من مليون و200 ألف بمصر الى جانب عشرات الألاف في الجزائر والمغرب ومالي والنيجر وتشاد والسودان ودول الخليج وأوروبا وأمريكا اللاتينية  

وفي خطوة مهمة نجحت قبيلة ورشفانة ووفد مفاوضيها الذي يقوده النائب المستقيل من المؤتمر الوطني العام جمعة السايح في حل الخلاف القائم منذ أكثر من عامين بين قبيلتي الزنتان والمشاشية والوصول الى إتفاق على تبادل الأسرى بين القبيلتين وكان شباب القبائل الليبية عقد إجتماعا في مدينة العزيزية التابعة لقبيلة ورشفانة للبحث في سبل ضمان عودة المهجرين وإنقاذ البلاد من الوضع الذي باتت عليه