توفيت فاطمة حمية والدة الإستشهادية اللبنانية سناء محيدلي في العاصمة الليبية طرابلس في ظل صمت رهيب بعد أن كانت حظيت بالتكريم من قبل العقيد الراحل معمر القذافي وأختارت الإقامة في ليبياحوالي 30 عاما
ويوم الأربعاء الماضي دفن جثمان المرحومة والدة الشهيدة سناء المحيدلي بمقبرة في منطقة السراج بطرابلس وتم نقل جثة الفقيدة من منزل الأسرة الذي بالمدينة السياحية خلف معهد النفط وبالقرب من مسجد أبي أيوب الأنصاري
وأقيم في بلدة كفرحتى البنانية حفل تابيني للفقيدة حضره وفد مركزي ضم عضوي المجلس الأعلى الأمناء قاسم صالح وعاطف بزي وعدد من المسؤولين في منفذيتي صيدا الزهراني والمتن الجنوبي.
الوفد القومي قدم التعازي باسم رئيس الحزب الأمين أسعد حردان والقيادة المركزية، وأشاد بالدور النضالي الذي أدّته الراحلة الى جانب زوجها، في تأسيس عائلة تؤمن بقيم الحق والخير والجمال وبخيار المقاومة، وهي العائلة التي شكلت الاستشهادية الرفيقة سناء محيدلي ايقونتها، وأضحت بعمليتها الاستشهادية البطولية ايقونة الأمة كلها.
وتخلل الحفل التأبيني كلمات ومجلس عزاء.
وكانت عروس الجنوب الشهيدة سناء محيدلي قامت بأول عملية استشهادية لفتاة تناقلت عمليتها وسائل الإعلام المحلية والعالمية، والتي نفذتها بتجمع لآليات العدو على "معبر الذل" في باتر جزين . فعند الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الثلاثاء الواقع في 9 ابريل 1985 قامت عروس الجنوب الشهيدة سناء محيدلي، من بلدة عنقون في الجنوب، مواليد 14 أغسطس 1968، بعملية استشهادية بطولية، استهدفت تجمعاً لقوات العدو على "معبرالذل" في باتر - جزين حيث كانت تتجمع أعداد كبيرة من الشاحنات والدبابات والآليات المجنزرة، والعديد من المشاة المنسحبين من تلال الباروك ونيحا، وذلك بإقتحامها القوة العدوة، بسيارة مجهزة بـ 200 كلغ من مادة الـ "ت.ن.ت" الشديدة الانفجار.
وقد أوقعت العملية الاستشهادية خسائر كبيرة في جنود العدو قدر عددهم بحوالي 50 قتيلاً وجريحاً، بالإضافة إلى إعطاب وحرق عدد من الآليات، وإلى حالة الهستيريا التي دبت في صفوف جنود العدو، الذين بدأوا بإطلاق النار عشوائياً.
وقد وجهت الرفيقة سناء قبل تنفيذها للعملية الاستشهادية الكلمة التالية التي تناقلتها أجهزة التلفزة في لبنان والشام وقبرص نقلاً مباشراً يالصوت والصورة ، لآخر ما قالته البطلة سناء وهي تودع أهلها وشعبها وتستعد لعمليتها الاستشهادية التي أكدت فيها أن شعبنا يملك مخزوناً هائلاً من البطولات عناه سعاده عندما قال " أن فينا قوة لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ « .
وقامت ليبيا في عهد القذافي بتكريم أسرة سناء المحيدلي وإستضافتها للإقامة في طرابلس