كل متابع للطريقة والاسلوب . الذى تقدم به السيد دونالد ترمب . للترشح لرئاسة . الولايات المتحدة الامريكية في ولايته الاولى . كان يرى وبوضح  ومند اللحظة الاولى  . الاسلوب الغير تقليدي . الذى انتهجته حملته الانتخابية . بغرض الوصول به الى الجلوس على كرسي الرئاسة  . اولا . جاء وظهر هذا . في  ترشّحه كمستقل من خارج المؤسسة الحزبية التقليدية .  وثانيا . في تعاطيه وتفاعله ومناكفته للأعلام . الذى يُعتبر أداة رئيسية تقليدية . لكل من يرغب للتسويق لنفسه والترويج لها . ليصبح رئيسا لأقوى دول العالم في العصر الحديث  . ولما لهذه المؤسسة ايضا من دور هام . في انجاح كل من يسعى  . نحو تعتّب باب البيت الابيض . حيت المكتب الذى تُدار منه شئون العالم . سياسيا . اقتصاديا . عسكريا . امنيا . الخ . كل هذا كان يحدث في ارقى دول العالم .  بمقاييس عصرنا الحديث . 

     كنت احاول الوصول الى القول . بان هذا الذى نشاهده يحدث وامام اعيننا . لا يحدث في دوله من دول العالم المتخلف . بل داخل دولة تحكمها مؤسسات . تتكئ في اتخاد قرارتها على دراسات لمراكز ابحاث متخصصة  . وتدار بكفاءات جاءت بها . اعرق الجامعات في العالم . 

    فهل هذا الذى  نشاهده  . لا يتخطى في شيئي عن . مقدمة لإرهاصات وتحولات . تحدث في الاسلوب والنهج الانجلوسكسونى التقليدي . لإدارة شئون العالم  . الذى دشنته واسست له واختطته اليد الانجليزية . في زمن ما عرف بالمرحلة الكولونيالية , ومن ثم الى ما عرف بالكولونيالية الجديدة . واستمر سائدا حتى يومنا هذا . 

       وهنا ينهض الاستفهام القائل :- هل عملت واجتهدت  الانجلوسكسونية في وجها الإنجليزي . على استمرار نهجها هذا . من خلال وعبر مؤسساته الدولية والاقليمية والمحلية التقليدية العميقة .  حتى بعدما انتقلت ادارة العالم الى اليد الامريكية , عشية الحرب العالمية الثانية , والشروع في اعادة اعمار اورويا, من خلال مشروع مارشال .   

       وهل في هذا القول الكثير من الحقيقة . اذا ما دهبنا الى الماضى . بغرض البحت والتقصي .  عن ما يدعم  ما دهبنا اليه .  ووجدنا ذلك بين دفتيّه . في ما جاء على لسان رئيس وزراء انجلترا تشرشل حينما شاهد امريكا بأفعالها . وهى تضع يدها بعد الحرب العالمية الثانية . على كل الفضاء الانجلوسكسونى وملحقاته وذيوله وتوابعه  . فأستفز ذلك ( تشرشل ) فاندفع متوّجه بالحديث حينها مخاطبا . رئيس الولايات المتحدة الامريكية . قائلا :- انك تسعى يا سيادة الرئيس . لثرت املاك من لايزال على قيد الحياة ! ! . وهل سيكون وراء هذا القول ما وراءه . عندما نعرف بانه لم يأتى من نكرة , ويصدر عن غُفل . بل جاء على لسان دوله لها ماضى عريق . في مسيرة استعمارية طويلة لشعوب اخرى . حتى صار وترسخ ووقر في دهنها . بان هذه الشعوب وما على جغرافيتها الطبيعية وتحتها . هى جميعها من ممتلكاتها . كما تعتقد ومن وموّروثاتها ايضا . كما جاء على لسان رئيس وزرائها  .  

   ولكن هل نستطيع القول . بان هذه الارهاصات في هذه التحولات . التى ظهرت امام الجميع . خلال المرحلة الرئاسية الاولى للرئيس الامريكى ترمب . والتى كانت - في تقديرى - تشى   بتحرك العالم . نحو نهج  يتخطي النهج التقليدي  . بصيغة امريكية تؤسس لنهج واسلوب جديد . جاء بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي . والاحتكاك  المباشر مع الشرق - شرق المتوسط وجنوبه – من خلال مع اصطلح عليه بالفوضة الخلاّقة . 

     التى جاءت لتغطى فسيفساء شرق وجنوب المتوسط . على يد وبدعم توجّه الانجلوسكسونية التقليدية .   في محاولة منها  لإعادة انتاج ما عرف بالكولونيالية الجديدة . في وجه جديد . لترتدي هذه المرة عمامة , بعدما تتخلى عن البريه بنزعه .  

       وهل ومن خلال تعاطى النهج الامريكى الجديد . عبر المرحلة الرئاسية ( لترمب ) وتفاعله مع مفردة الفوضى الخلاّقة من وعلى جغرافية شرق المتوسط وجنوبه . تبيّن لهذا النهج الامريكى الجديد . بان التعاطى مع شئون العالم . على النهج التقليدى في وجهه الانجليزى . سيكلف العالم وامريكا  . اعباء واحمال لا يجب تحمّلها . 

      من جهة . المسؤوليته الاخلاقية  تجاه تصدّر الولايات المتحدة الامريكية  . لهذه المرحلة من تاريخ العالم . فهو عصر امريكى بامتياز . وثانيا . ما  ينتج عنه من اثقال لا ضرورة . ان يتحمّلها المواطن الامريكى . 

    واخيرا . هل يؤكد كل ما دهبنا اليه من قول . وحتى اللحظة . ما جاء به مؤشران اثنان . اولهما . في مقاربة النهج الامريكى الجديد . للمرّتكز الرئيسى . الذى تنهض عليه وتتفرع منه . كل علل منطقة شرق المتوسط وجنوبه . التى تتحدث العربية ولغة الاسلام . المتمثل في القضية الوطنية الفلسطينية . عندما سلك هذا الامريكى . سبيل مختلف للتعاطى والتفاعل مع تفكيكه . والذى سينتهى بانهيار كل منظومة (سايس- بيكو) ذات الصياغة الانجليزية . التى كانت تعمل وتشدّ فسيفساء شرق المتوسط وجنوبه . الى تأزمها الى تخلّفها المزمن . 

    وثانى المؤشرين . نلمسه ونحسه في داخل الجغرافية الليبية . من خلال تعاطى ودخول النهج الانجلوسكسونى الجديد في وجهه الامريكى . وتفاعله مع التأزم الليبي . عبر مندوبة امين الهيئة الاممية بليبيا . والتى كانت تتقلد مناصب بالخارجية الامريكية , قبل انتدابها لهذا المنصب . وبدعم ايضا ومباشر وملحوظ . من سفير امريكا الحالى بليبيا .  وما ترتب علي كل هذا . من نتائج . اهمها الحضور واللقاء المباشر بين الاطراف الليبية . وظهور ملامح ايجابية جادة على مساره . 

    ولكن وفى الخاتمة . هل يستسلم النهج الانجلوسكسونى التقليدى في وجهه الانجليزى . ومن خلال المؤسسات الدولية والاقليمية والمحلية العميقة وروافدها . والذى كان من اهم مؤسسيها وقتها . ويتراجع امام هذا التطور الايجابى بداخله . ليتخذ صيغة وصبغة ووجه امريكى . ولكن . هل ما تمور به الولايات المتحدة الامريكية في وقتنا هذا . يحمل في مضمونه اجابة على التساؤول السابق ؟ ! .      

الآراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة