القـُراء الأعزاء.. بعد توقف سنوات، عن كتابة المقال، و الاكتفاء بإدراج البوستات محدودة الكلمات.. عُدنا، لنبدأ بالقول> خلال ما قارب عُقـد من الزمان، شغلناه بمباريات قتل بعضنا و دمار وطننا و التفريط في ثروات شعبنا المقروح و تمزيق نسيجه الاجتماعي، غير مآسي التـنـّـزيح و التهجيـر، و سلوكنا كل دروب (مرمطة) هيبة وطننا والمسح بكرامته الأرض.

عِبنا علي (الطاغية؟!) أنه بقي 42 عاماً، وها نحن نقترب منها؟؟؟!!!.. قبل ان نُشكّل حكومة (وحدة) واحدة (حسب المعايير) المُتعارف عليها دولياً، حتي كتابة هذه السطور.. نعم.. وغير الموت و الخراب.. لم نفعل شء، ولم نقطع (أي خطوة إيجابية جدّية) تُجـاه بناء الدولةُ ((ولو دام هذا الحال)) فأن بناء الدولة و إعداد خطط التنمية و وضع (فقط) حجر الأساس لها (وليس الانتهاء من تنفيذها) قد يحتاج وحده مِنـَّا، ما يربو علي الـ42 عاماً؟!.

الآن و بعد أن تذكـّرت الدولتان العُظميان سامحهم الله، أهمية لعب دوراً لهما، تُجاه ما نمُر به من مآسي (رهيبة مُدمّرة) لتصدرا أمرهما (لنا العُبثاء) بوقف عبثـنـا القتالي، بعد أن تأكدوا، و شعوب الأرض قاطبةً معهم، وقفت شاهدةٌ بأم أعيُنها، علي (عدم أهليتنا لأدراك ما يضرنا؟؟؟!!!) حتي إننا، نكاد نرتطم بقاع الهاوية.. و أكبر الأسباب في ذلك، هو: ما صنعناه و ضَخـَّـمـنـاه خلال هذه التسعة العُجاف، من رفض، رهيب لبعضنا البعض.. نعم مرض الرفض اللعين الذي ضرب عقولنا..  فأنسانا أنفُسنا والوطن.. وحقوقهما علينا. 

الرفض القاهر، الساحق الماحق، الذي تنامي و تضخم مُتدحرجاً بيننا (ككُرة ثلج) حتي وصل الأمر  بكل ليبي مِنـَّا، أن يرفض الليبي الآخر؟؟؟!!! الأمر الذي لا يمكن أن يسمح لنا معه، بالاتفاق علي (أي شيء) فما بالك بالاتفاق علي، بناء دولة. 

يا سادتي أخوتي الليبيين.. من كلّ عرقياتنا وتوجهات كوكتيل أيدولوجياتنا.. تعالوا نعترف.. أنه وبعبثنا الهمجي (ألا) عاقل ولا معقول> خلال التسعة العُجاف الفارطة.. ثبت أن لا ((بصيص))> أمل ((بالمُطلق)) في القضاء علي رفضنا النهائي لبعضنا البعض (حتي ولو انتهينا علي بكرة ابينا؟!) نعم، ذلك هو حالنا الكئيب المزرى (العدم) الذي وصلنا إليه اليوم.

لذلك و بذلك وما خفي كان أعظم.. و كما ساعدونا الكبيران، الأسبوع الماضي تحديداً، فأمرونا (وكأننا عيال جُهلاء بمصلحة أنفسهم) أن نوقف القتال والقتل، فتوقفنا صَاغرين دون أن ننطق ببنت شَفة.. ولم نفعل ذلك من تلقاء أنفـُسنا (بدون أمر الكبيران) مما يُعتبر دليل قاطع، علي أننا (معشر الليبيين) لا يمكن أن نوقف ضررنا لأنفسنا من (تلقاء أنفُسنا) لكن نفعله و فقط (بالعين الحمراء) أي عين  (الأسياد) وما ينكر ذلك، إلا متنطعٌ زنيم، مشاءً بنميم.  

والحال هذه.. و مادامت نجاتنا من بعضنا.. تكمن.. (و فقط).. عند الكبيران العُظميان.. فأنه وبكل صراحة (معادش فيها يا باتي) وقبل أن يفني شعبنا بتقاتلنا الغبيّ.. إذاً فالأشرف لشعبنا المخدوع فينا، أن يطلب مُباشرة عون القوتين العظميين (تحديداً)> (بريطانيا و أمريكا) بأن يُكملا جميلهما، و يصدرا لنا في هذه الأيام (فتفوتة أمر) نحن الرفضة (العاقـِّـين)>لوالدتنا ليبيــا المقروحة بأفعالنا.. لنتحرك و (حسب) أمر الكبار لنا>أن نقوم باستبدال مجلس التسعة (رؤس؟!)>إذ يبدو أن رقم (التسعة) لعنة علينا.. بمجلس جديد  بثلاثة رؤوس> (رئيس ونائبين) و تشكيل حكومة (تكنوقراط حقيقية) مُؤقتة مُوحـّـدة واختيارنا بأنفسنا، لرئيس ونائبي المجلس.. ورئيس الحكومة، الذي له وحده إختيار أعضاء حكومتة، لزوم نجاحها، وهي الأصول المُتّبعة. 

ويوحّد المجلس (الثلاثي الجديد) الجيش تحت قيادته، مع شرطة يحميها الجيش.. يقوم الأول بجمع السلاح الثقيل من كلّ ليبيـا وحماية حدود الوطن وتقوم الحكومة بجمع السلاح الخفيف (من آيادينا الآثمة) و حفض الأمن و الأمان لنا>الذي معه وبه، تستطيع الحكومة، بدأ توفير أولويات حاجات المواطن من الغذاء والصحة و التعليم وصيانة الطرق و المباني وشبكة النهر الصناعي و الكهرباء.. الخ.

وبالتدريج تصل الحكومة القادمة بإذن الله.. الي تحقيق احلامنا المُرتقبة، وكلّ  مُتطلبات العيش الكريم لشعبنا الليبي.. الذي كفاه عذاب و تعذيب و أبنة عمّهما المرمطة.. دون نسيان قيامها بتسريح السياسيين وغيرهم، من المُفرج عنهم، و تحويل نُزلاء السجون (الخاصة.. ببعض المدن؟؟؟!!!) الي مقرّات الإصلاح والتأهيل التابعة لها، وتفعيل القضاء ليُسرّع بمحاكمة من لم يُحاكم و دعم تأسيس السلطة الرابعة>(الصحافة الحرّة المُلتزمة) لتُراقب كل مسئول ليبي بأي دائرة، وتفضح أي تجاوز من قبل رجال الدولة و من قبلنا نحن المواطنين أيضاً عند مُخالفة القوانين.. فلا عاصم لأحد من ذلك.

متمنياً، وأقله بفترة حكومتنا القادمة، علي التوقف عن النقد الهدام، علي صفحات التواصل.. و ترك ذلك السلوك لصحافتنا الحرة، التي ستولد علي أيادي حكومتنا الوليدة القادمة، التي هذا شأنها دون غيرها.

وتسير حكومتنا ونسير معها.. وليست خلفها.. وصولاً الي موعد الانتخابات الرئاسية النزيهة، تحت إشراف الأمم المُتحدة، ومنظمة الوحدة الأفريقية و الجامعة العربية، والمنظمات ذات العلاقة.. مُتعهدين بقبول من تأتي به صناديقها كائنٌ من كان (ملكىً أو سبتمبريٌ أو فبرايوريٌ أو من خارجهم) لا فضل لليبيٌ علي الآخر، إلا بحبه للوطن والعطاء المميز له.. من أي ركن كان من أركان ليبيا المُباركة.. وفي حُبّ الوطن والإخلاص له فيتنافس المُتنافسين حـُـكّـاَمٌ و مواطنين. 

ستكون بإذن الله، حكومـة رشيـدة، تتكون قيادتها من صفوة تكنوقراط ليبيــا مُغلـَّـفـةٌ عقولهم بالفكر و الخبرة العملية العلمية>(علي الأرض) وليست شهادات (لزوم زينة الحوائط) حكومة حالها حال شجرة الزيتون، التي وصفها سُبحانه في كتابه الحق "بلا شرقية ولا غربية" حكومة ليبية مُوحّدة، لله و الوطن.

وحيث أن الأخبار ((المؤكدة)) بدأت فعلاً تُطالعنا، أن ميلاد هذه الحكومة، سيري النور (قريباً جدَّاً) وفور التأكد من الوقف الكامل لأطلاق النار، وانتهاء المفاوضات (المُختصرة) لربما خلال عدّة أسابيع.. وتنتهي، بإذنه ترتيبات قيامها خلال قُـُـل شهرين أو ثلاثة>علي الأكثر.. و هي التي ستكون فريدة من نوعها.. وتختلف اختلافً كاملاً وجذرياً، علي ما سبقها، إبان هذه التسعة العُجاف.

بالخصوص.. ولنضمن كينونتها، كحكومة تكنوقراط مُتميزة.. فأنني نُهيبُ بكل تكنوقراط ليبيـا، في كلّ المجالات و بكلّ التخصصات.. ومن جميع أطياف شعبنا المقروح، بكل عرقياتها و مذاهبها و مُعتقداتها.. علي حدٍ سواء.. دون إقصاء ولا تهميش لأحد.. علي مبدأ (أنت و أنا) وليست مبدأ (أنا أو أنت) أن يستعدوا للمُساهمة في هذه الحكومة العتيدة، مُساهمة عملية فعّالة.. 

نعم.. علينا و فور إعلانها.. نفض السلبية المُدقعة المقيتة، التي غلفت قلوبنا المُنهكة.. حتي لا يُترك الميدان (لبعض)>العساكر سوسة مِـنَّـا> أن يتسلقوها  مثلما حذت في سواها خلال التسعة.. ونرجع بعدئذ (لا سمح الله) الي موّال البُكاء و (الولولة) علي حظـّـنا التعيس العاثر، بينما ((نحن وبسلبيتنا الدائمة)) هـُم حجر العثرة (الفعلي) في طريق حظنا، بما جعلنا نستمرّ خلال هذه التسعة اللعينة، كأعداء لأنفُسنا وهي الحقيقة المُرّة (حسبنا الله ونعم الوكيل في أنفسنا). 

كان الله من وراء القصد.. والي عودة قريبة لكم قُـُـرائي الأعزاء.. لندعو سوياً> باللهم أجمعنا علي كلمة سواء.. اللهم أرفع عنا كلّ هم و فـُرقة وبلاء.

 اللهم قد بلّغت.. اللهم فأشهد.

الاراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة