ان التدخل الدولي الذى اذكى ولا زال يذكى وبلا كلل . هذا العبث الذى تَمُور به ليبيا . ويؤسس لتمدّده ايضا . الى داخل الإقليم الجغرافي الذى يحتويها  . جاء به من شرّعن له .  في مؤتمر الصخيرات العتيد . وسعى الى توّظف المضلّة الاممية لتمرير مشروعه مدعوما بصبّغة دولية . 

      فالصخيرات وعرّابها . هو من سعى واسس وثبت ذلك . عبر التفافه على خيار الليبيين في اعتمادهم واختيارهم  البرلمان وقاعته لا غيرها .  كمنتدى ومكان وحيد . يُتداول بداخله شأنهم العام ما كبر منه وما صغر . فجاء الصخيرات سحب ونقل التداول بالحوار والنقاش من داخل قاعة البرلمان الى خارجه . الى دهاليز اجسام  موازية وبديلة . جيء بها مع الصخيرات لتحتكر ادارة ليبيا ولتتصرف في شئونها . بعيدا عن ارادة الليبيين ومصلحتهم . 

       الليبيون الذين بذلوا الكثير في سبيل افتكاك بلادهم من أيادي محّتكريها خلال انتفاضة 2011 م . واملهم ان يتوجهوا بالبلاد . نحو التأسيس وعبر آلية ديمقراطية . لكل ما يؤمّن لهم تداول سلمى على السلطة .  ويمكّنهم  من توظيف موارد بلادهم في خدمة بلادهم . كل هذا فى إطار لدولة ليبية مستقله ذات سيادة . 

       كنت احاول ان اقول . ان كل هذا الذى يعصف بليبيا . قد جاء عبر بوابة مؤتمر الصخيرات . ولإيقاف هذا العبث والحؤول دون انتشاره واستشرائه في المحيط الليبيى . يتطلب من جميع المتضررين . محليا . اقليما . دوليا . السعي الى قفل هذه البوابة  . والبحث عن مدخل اخر . وليكن المدخل عبر الجغرافية الليبية  في جميع وجوهها . الدولى . الاقليمى . المحلى . لنصل عبر هذا المدخل الجغرافى .  الى احتواء وترويض وتدجين هذا العبث وانهائه . واعتقد بان في هذا . ما يجب ان يكون من اولويات مؤتمر برلين القادم . اذا كان يسعى بجد الى احتواء ما يجرى بليبيا . 

      فمؤتمر الصخيرات . سعى لتَخلّقه في دنيا الوجود وظهوره على دنيا الواقع . الى اسّتلهام مؤتمر الطائف . فهو وفى الكثير منه  . نسخة لطائف بوجه ليبيى . غير ان مؤتمر الطائف . جاء لاحتواء حرب عصفت بكيان لبناني مركّب التكّوين . تُغطّى جغرافيته نتوءات طائفية  . كانت هذه من الفواعل الرئيسية . التى اتكأت عليها الحرب لتُأجيج من سعِيرها . ولتتمدّد وتتسع فى انتشارها . فجاء مؤتمر الطائف بالسعودية . لاحتواء الحرب وايقافها . فذهب الى استدعاء مفردة التوافق واشتقاقاتها . واعتمدها كأداة له . لخلق مساحة وارضية ينطلق منها نحو جر الاطراف المتنازعة الى الحوار والتفاوض . وانتهى الطائف باتكائه على مفردة التوافق الى تقسيم لبنان  مُحاصصة بين هذه النتوءات والاجسام الطائفية . بعيدا عن مصلحة لبنان واللبنانيين  . ولكن الا يفصح . واقع الحال بلبنان  صوت وصورة . عن سيرورة كل صيغة تسعى وتعمل لتنتهي بالوطن . ليكون حِكّر ومحاصصة بين  فئوية مقيتة  .  

    اما مؤتمر الصخيرات وعرّابه . فقد جاء بوجه اكثر تعقيدا من سالفه . جاء ليتعاطى مع كيان ليبيى بسيط الترّكيب . ليضع له - ولأمر في نفسه -  الاسس التى تساعد على نقّله من كيان بسيط الى مرّكب .  من خلال صناعة وبث اجسام وهياكل داخل جغرافيته . جل نُوات هذه الاجسام وما يدور في فلكها . قد ُشكّلت وصِيغت في حواضن بعيدة عن الفضاء الثقافي الليبي . في افغانستان . وباكستان والسودان مرورا بمانشستر والاردن واليمن . ومن المعروف ومن خلال الواقع المعاش . بان جميع هذه المسمّيات . كانت ولا زالت حواضن تُفرّيخ وتغذّى . كل ما يُرّبك مسيرة الحياة على هذا العالم البائس   .  فهل غفل او تغافل عرّاب مؤتمر الصخيرات . عن خطورة جلب هذه الثقافة . وتمّكينها  داخل الجغرافية الليبية . وانها وبها  ستتحول  ليبيا حاضنة . على المتوسط وفضاءه الإقليمي  .   

     وكما استدعى مؤتمر الطائف . ذهب مؤتمر الصخيرات الى استدعاء مفردة الوفاق واشتقاقاتها . ولكن ليتدثر ويتزمّل بها عرّابه . كى يكون حاضر وعلى نحو مباشر . كرئيس   وضابط ايقاع للوفاق . في مراحل تعاطى وتفاعل الصخيرات في مخرجاته . مع واقع الحياة داخل البلاد وخارجه   . ليذهب به الى ما يُريد . وكيف ما يُريد . وهو على ذلك مند ثلاث سنين . وحتى يومنا هذا .  . 

 وفى النهاية اقول . ان تخطى المأزق الليبيى . يأتي ابتداء  في قفل بوابة الصخيرات التى جلبت كل ما تَمُور به ليبيا من عبث وسفه في حاضرنا .  ومن تم . المرور عبر الجغرافية الليبية . لاحتواء ومعالجة الإقليمي والدولي . عبر تقّعيد ليبيا في فضاءاتها الجغرافية الطبيعية . واعادة تداول الشأن الليبيى في ما صغر منه وكبر . الى داخل قاعة برلمان يتحلّى بحد ادنى من النضج والسلوك المسئول . يؤمن كل هذا. و في حده الادنى قانون انتخابي مسؤول وصارم . وايضا الابتعاد عن الادارة المركزية للبلاد . والذهاب الى النظام اللامركزي . وذلك بالاتكاء على الفضاءات الجغرافية الثلاث لليبيا في تقاسم عادل للثروة والسلطة بالبلاد . 

 الآراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة