وداد عاشوراكس

سنحت الفرصة للشعب، وان كانت غير منسقة إداريا ومنهجيا لفقرمفهوم تشغيل الوقت الثمين واستخدامه باحترام، للقيام باللإجراءات الانتخابية بكل اركانها السياسية والمهنية والقانونية. ولهذا فإن ميزان نجاحها من عدمه كان يتأرجح دائما لعدم إنضباط  مكيال الوقت، والهمة والأمانة المهنية الواجبة لسيراعمالها بتفوق، وزد علي ذلك لم تتبعها حكمة وطنية بارزة لنجاحها! بهذا اهملت منذ بداية تشكيل الحكومة الملفقة التي سميت بالوحدة الوطنية (لعبا بعقول الشعب) والتي تناست عنصر سبب حشرها بين الشعب، لكونها أتت بدون موافقته مثلها مثل حكومة (الا) وفاق و قبلهما حكومات اخريات بمسميات مضحكة ولغرض لائيم. والاحداث المتتابعة الفوضوية، وغياب الامن داخليا، والتدخل المزري من كل غريب طامع خير دليل!  اي يكاد أن يكون المشهد العام روتيني ومؤلوف بوقائع واحداث تثير الجدل، مع إنعدام الاستقرارالذي ليس له نهاية، وشغب يلازم الشعب!  إضطراب وزعزعة بأيدٍ استصاغت العبث بالارواح والارزاق، ونمت علي الفتنة والفساد ولا نظام. بل اهمها اهمال الوطن الذي اصبح وظيفة ربح   يستسيغها ويتعامل بها لمن ليس له احترام لذاته ولبلده. وبقي الوطن بذلك اداة استرزاق غير شرعي لمن يريد الملك والامتلاك والتمركز والحكم بدون حق! هذا يحدث لاشباع رغبات ذاتية شيطانية مليئة بروح ماكرة ومخادعة، لا تعرف معني سيادة وطن وكرامة شعب، لأنها تعيش لنفسها ولذاتها بانانية لا تجد مثلها عند أمة الطيور والحيوانات!

يدركون جيدا، هذا النوع من البشر، انه عندما يُخلق محيط انساني صحي وديمقراطي ستكون فرصة ليست بهينة ولا في صالحهم، ولا تنفعهم بل تضر بمصالحهم!  مصالح ومراكز لم ينالونها بطرق عادلة او يستحقونها بعرق الجبين والهمة والاجتهاد والجهد بضميروطني. بل أقيمت علي نهب حقوق الشعب، "والفانتازيا" الخيالية   بفرض الاوامر الغير منطقية وإنشاء قوانين تتغير وتُفصل علي كل ذوق شرس جبان، وعقول فاسدة لا تنفع الناس ولا حتي نفسها!   فتهيئة واقامة الاجواء الانتخابية النزيهة كثقافة جديدة في المجتمع، ستنهي فرص الاستحواذ والسرقة والفساد العارم، والتلاعب بالقوانين. كما أن الاستهتار بالمستندات والعقود، وبالمال العام والتملك بقوة السلاح سيثور عليها الشعب، وسيقف لها القضاء بميزان العدل وبالمرصاد!  كما أن الجلوس علي كراسي الحكم  بدون علم وفهم ودراية لموازين ونظم إدارة وطن ستبرزها الاتنخابات النزيهة ايضا كنوع من الفساد ولابد من منعه! اي سيفسد كل هذا عليهم فرصتهم الجهنمية للبقاء الدائم في نفس المكان، لوقت مطاطي يتمطط ويتمدد بغيرحق، كالعادة بالغش والافتراء!  فانتخاب من يخدم الشعب ما هي الا فرصة ثمينة وقيمة لكل فرد في المجتمع. هذا اذا فاز بالخدمة والوظيفة لمن هو مؤهل انسانيا وعلميا للعمل وبالحق القانوني في ذلك. فرصة للشعب بأن تكون له اسبقية في اختيارالحاكم المنتظر لتحقيق أمانيه في رفع معنويات نفسه وكرامته وانعاش ارضه داخليا وخارجيا!  اي تحقيق حلمه، ومن حقه ان يحلم بوجود من يخدمه وباختياره الوحيد هذه المرة ولأول مرة!  فهذا الحدث الديمقراطي المنتظراذا حدث سيُفهم بانه حدث تاريخي، وسيكتب في سجل تاريخ بلاده باقلام وطنية عدة، التي قد انتظرته منذ زمن، و سيُخط بخطوط عريضة مفتعلة مبتهجة نشطة، بل قد تكون حتي مستغربة نفسيا للحدث، هذا اذا تحقق فعلا!  فبالتالي فرصة اعطاء رأيه يرسل رسالة واضحة وليس ضمنية فقط، الي كل من المتطفل علي الحكم عنوة، والمعتمد علي قواه وفتوته بحمل السلاح، والمفتري علي حقوق الشعب، والمستهلك لأمواله، ومن يعبث في ارضه، ولأي نوع من هذا الارهاب السياسي، بان   له الحق في انتخاب من يخدمه حقا. اي ستكون هذه الفرصة الفريدة مفتاح سياسة وثقافة جديدة في احترام الذات الشعبية، اي ذاته كفرد واحد من مجموعة الكل.

فإذن، إختيارالخادم الذي يلبي احتياجاته واحتياجات ارضه، هي من أسس الديمقراطية الحقة التي يريدها و يتمناها، وليست بالقول والأماني بل بتحقيقها واقعيا وعمليا. اي ستكون تحت راية واضحة وبند واضح في دستور بلاده، التي هي بالاحري من بنود حقه الانساني في الاختيار، قبل ان تكون من احدي البنود السياسية المخترعة والمتلاعب فيها والمغشوشة. وذلك عبراستعمالهم  لسياسة الارهاب الدولي المستفز، من خلال "الكلام المعسول" اي النفاق المتعارف عليه في سياسة الانتهازية، وفي كيفية طرق الاستحواذ علي  ثروات ارض مثل ارضه!  اي ما هي الا لعبة سياسية في استغلال الشعوب الضعيفة لكونها عاشت منذ زمن غابر تحت سيادة انسان واحد، وحاكم " مفتري" وجاهل والذي لا يريد التنحي عند فشله، والتخلي عن الكرسي" المعوج".  بل مالك ومتملك حتي عقولهم بالقوة و بدون تغيير سياسته المعكوسة انسانيا، مما ادي الي سهولة انتهاك حرمات الوطن.  فالشعب يري ويسمع ولكن السلاح لعثم لسانه وخدش ادميته، وجرح اكباده، قهرا  كمن لا حيلة له. فسياسة الغرب يراها إلا كأداة استفزاز لحاكم ضعيف البنية الوطنية والانسانية بكل المعاني، و جرح لكرامته كشعب ولسيادة وطنه بسبب حاكم فاشل مما افشل معه شعبه! اي هذه السياسة التي تستعملها دول الغرب في قعر ارضه، ما هي الا أداة حشرأنوف كلما ارادوا ومتي خططوا لذلك، اوعندما تري نفسها في مأزق وتضخم مالي في بلادها، او في امس الحاجة لاصلاح ديونها المتراكمة، او لتجنب مظاهرات وغضب شعوبها مما يجري معهم داخل بلادهم.  فتلجأ الي تشتيت افكارهم، وتبعدهم عن الوضع الراهن لديها بهذه السياسات الخارجية الارهابية! وبها تهلك بلدان بوازع استمراية تفكيك بنيانها ونشرالشغب فيها ليس الا! للأسف هناك الكثير من الرؤساء الجهلاء الذين بسبب التمسك بالكرسي، والامتيازات الغير مشروعة الملازمة له مع حب التملك، افسدوا واستباحوا أرض شعوبهم واوطانهم بدون تردد، حيث استعملوا شعوبهم كقطيع بدون صوت وحتي بدون روح !

فنظرا لفقدان الضمير الانساني والحسي واساليب الحكم العادل، وإنعدام حقوق الانسان الديمقراطية في مثل هذه الدول، أُخذت بذلك كلعبة سهلة وكمرتزق لمن يريد استغلال سذاجتهم  بتقديم المساعدة الوهمية، وذلك عن طريق تسلق سلم الديمقراطية، وحقوق الانسان كما حدث سابقا ويحدث الان بشكل مستمر. فهذا هو النفق السحري للدخول فيهم وبينهم ومن كل الجهات البرية والبحرية والجوية وفي ادمغتهم التائهة عن الحقيقة كذلك!   فاستعمال حجة افتقار الديمقراطية في البلدان الهشة والغنية بثرواتها، إذن ما هي إلا  للتوغل والتسيطر والتأمرعلي مثل هذه الدول البائسة والضعيفة اداريا وسياسيا ومنهجيا وانسانيا في الحكم.  مما يساعدهم هذا كثيرا في التحكم فيها وفي قراراتها الداخلية بكل جراءة المستعمر، لإستغلال ثرواتها في صالحهم وليس حبا في الارتقاء بشعوبها. فهي تستعمل لغاية محددة ومسبب من الاسباب للدخول وحشر انفسهم والتطفل علي بلادهم الهشة خدشا  لكبرياءهم وإضمحلالا ً لعزتهم.  مما اصبح التدخل في قرارتها وقوانينها الداخلية شيء ملزم وروتيني بنظرية الغرب، ولكن اياك ثم اياك ان تعاملهم بالمثل!  بل عملا بسياسة الغبن لديهم هذه، أستخلصوا بذلك نظرية عن الشعوب المغلوبة علي أمرها والمضطهدة، وذلك من خلال منظق واسلوب حكم وسياسة الفشل فيمن يترأسهم، بإنها شعوب مثله غبية فكريا، بسيطة في الفهم والادراك ،او ساذجة جدا لحد "العباطة"!  و كذلك   ينقصها الوعي لتقدم الذات، والحس الوطني والانساني لتستيقض وتقاوم، وتغير مسارما افسده حكامها السابقون. هذا فكرهم واعتقادهم في اجمله وبنوه لا شك علي ما ارسخه فيهم حكام كراسي الجهل والفساد!  ذهب عن أذهانهم بأن اذا كان الحاكم فاسدا وغبيا، لا يعني  بان شعبه لا يبالي اوهو علي ناصرته وجهله او مذهبه!

فمنهج ومفهوم هذه السياسة ما هي الا من احدي المسرحيات الدولية  السياسية في هذا العصرالتي يعتمد عليها الغرب وبدون تزحزح عنها، بل قد تكون مسرحية   لممثل محترف مصدقا اياها لحقيقة دواعيها.   ولكن في حقيقة الامر، وعلي مر كل هذه السنين الضائعة، تبين للسائل وللقارئ وللمطلع وللوطني الحرعلي ما يجور حواليه في الكون. بأن سياسة الغرب هذه في الاصل ما هي ،حقا، الا لعبة سياسية من الطراز الذي لُف وغٌطي و تزركش " كطاقية الاخفاء" بالأماني الانسانية لتسويقها، ولكنها خدعة من فِكرمن له حنكة السياسي، والمراوغ والمجادل المخضرم الذي يرسم هدفه لينتصر!  اي في مضمونها تستعمل دوما علي شعوب مغلوبة ولا تعرف نهاية النفق، والمقاومة عندها تفتقرجدا للمداومة الجادة، والاستمرارية في معظمها بسبب الاضطهاد والتعسف، او حتي أخذ حق وطنهم بالكفاح المستمر، ولو اخذتهم سنين طوال لينالوا استقلاليتهم، و بكل ما لديهم من قوة وجهد متين كأجدادهم من المكافحين الصابرين، ومن الشيوخ المناصرين الاكفاء، لاسترداد سيادة وطنهم. المجاهدون هم الذين غلبوا وانتصروا علي الاستعمار، بانواعه وشروره الارهابية،  ولم يفرطوا في شبرٍ واحدٍ من ارضهم. كانوا شعبا مكافحا لم يحيدوا عن هدفهم، او ينشغلوا   بسياسات متطرفة فارغة ترهقهم، او لعبوا علي اوتار حساسة لا تعنيهم ولا تنفعهم.  بل قد تشغلهم في دفاعهم عن ارضهم، مثل الجهوية والقبلية، وحمل السلاح ضد ابناء الشعب الواحد.  او امتلاك مليشيات تافهة تسترزق من خيرات البلاد ولا تدافع عنه، حبا في الشهرة والمال. واصطياد الفرص والحكم المزيف الفاشل بكل المعاني!  فهم انحازوا ولم  يبتعدوا عن اصل هدف الكفاح والجهاد الا لوطنهم وارضهم، يريدونه كوحدة متوحدة، ويد متماسكة قوية، لينتصروا علي كل طامع غاوي مستبد واستعماري وقد كان!  

ولذا سلاح الديمقراطية الآتي من الغرب قد اُستهلك لمعانه وغايته، لانه اتضحت نواياه! حيث القبه بدون تردد بالاستعمار الضمني. لأنهم معتمدين بشدة علي قوة اقتصادهم وعتادهم وجيشهم. حيث يستعملون هذه القوة في القضاء ومحو بلدان علي اذواقهم  بكل جراءة واستفزاز في اي وقت وفي كل حال، واهمها العريقة في مجدها والقوية في بنيانها!   بلدان عُرفت بقوة  ذكاء علمائها وعراقة شعبها، وصلابة جأش جيشها ، وبلدان اخري تمتاز بجانب ذلك بمخازن ثرواتها واحجارها الثمينة المدفونة.  لماذا يا تري؟!  آخوفا من نهضتها ونجاحها وتفوقها اوتزاحمها معهم، او لغاية استعمارية حتي لا يبقي لها نفوذ توازيهم وتنافسهم في اي مجال كان، ام هو مجرد احتكار فقط  وكسب العالم لأنفسهم  للبقاء، ومثلها اخرون في القارات كقوة كبري في كل المعمورة، يسيرون علي نفس منهج الاعتداء والقتل والتدخل الغير مبرر والغير مشروع.  اليس هذا ظلم وجور ومكر، سكتت عليه وبلعته الشعوب ليومنا هذا؟!   ولذا لعبة رسخ ومساعدة الشعوب علي إنشاء ثقافة وسياسة الديمقراطية، والتي هي حقا  (لا تمت الي معناها ولا ترتقي بان تسمي باسمها المتعارف عليه دوليا)، ما هي الا مطية ودليل للاقتناص والتسلل فيهم! وذلك لكونها تشوبها ضبابية فكرية وميل كبير للتفرقة العنصرية. اي غيرصادقة عند الفعل والعمل بها في البلدان النامية خاصة، او بما تنص عليه انسانيا وكمبدأ.  وذلك لعدم الحيادية وفاعليتها كحق من الحقوق الانسانية للشعوب كاملة بدون تمييز او تحيز اوتفرقة!  

يجعلك بسبب هذا المنطق الساخرعلي إنسانية الشعوب تستنفر وتستهجن غاضبا لهذه الجراءة البينة!  ثم ينقبض قلبك في كل مرة، هلعا و استغرابا من حكام بعقول فارغة تافهة وخائفة علي نفسها، ولم تخف و لم تعارض او تدافع عن سيادة وعزة تربة الوطن!  لكونهم اشباه إنسان. لأنهم ليسوا بمستوي النخوة والوطنية والشجاعة، للدفاع عن كرامة وعزة وطنهم وشعبهم، وحتي عن كرامة انفسهم!  اذن بهذه النظرة الخالية من الاحترام جاء الغرب بعنطزيته متذمرا ، بسبب افتقارالبلدان النامية الهشة وضعيفة البنية من النظام السياسي الديمقراطي.   ونظرا لإفتقار هذه الدول ايضا الي قوة جيش جأش ثابت عند الشدائد، ودفاع مثين يدافع عن حقوق وسيادة ارضه بداءوا   يسوقونه لهم. وأستعمل بذكاء كأداه ولعبة مراوغة وسياسة تمويه، ثم استمر اي الغرب، إستخدامه كسيف احتجاج دولي وسيطرة علي عقول ضعيفة ساذجة لا تعرف الحكم الرشيد، وقرروا التوغل فيهم بطريقتهم ! وذلك بسبب   نسيان هذه الدول الضعيفة او تغاضيها عن مبادئ دينهم والشرع الذي يحث علي الشوري ويبين قواعد حقوق الانسان بكل التفاصيل. ولكنها لم تعمل بمبادئه لتقوم لها قائمة وتنهض وتزدهر، او حتي كيفية ادارة الشعوب بالعدل والاحترام للنفس البشرية!  ولذا   اصبح العالم الاخرلا يبالي بأعطاء قيمة لاي حاكم في مثل هذه البلدان التي تسمي بالنامية!  وبالتالي جاءوا " بالعكازة الخرافية المشعوذة" للارتكاز عليها، وللتدخل بكل احترافية وحق غير مكتسب في اراضي الدول الرخوة البنيان والضعيفة جيشا وشعبا وحكومة. وذلك استهزاءا بالشعب بسبب تخلف عقول الجالسين عنوة علي الكراسي العتيقة الخاوية، والذين لم يأتوا إليها عن طريق صناديق الاقتراع مثلهم، بل هم نفس الوجوه التي لم تتغير وكأن الوطن لم يلد غيرهم! او لأنهم هم  اصحاب كلام المرواغة الرخيص الخالي من الافعال القيمة، لأن الكذب لعبتهم فاصبحوا ”بنوكيو العصر”!

هؤلاء ايضا يعلمون جيدا بان عند إدلاء الشعب بصوته الحر، سيكون بمثابة العصا الجبارة التي سيكسر بها سيوف من يحارب جهرا او سرا اخماد صوته من الان فصاعدا، او يغيرتوقيت الانتخابات و يبعدها عنه، او يستهجن بهذه الفرصة الثمينة. هناك افاعي من نوع الانسان الغير سوي تلتوي مع اي تيار يناسب تكوين شخصيتها الضعيفة، حيث لا تستطيع العيش بدون بث سمها في الاخرين حسدا وظلما واستمساكا بفسادها. او ليس لديها القدرة العقلية الثابتة علي توجية فكرها واستعماله في منفعة الوطن. ووضع نشاطاتها الايجابية الغير مستهلكة في خدمة الوطن، والذي هم بدونه اجسام خاوية من غير ملجأ يحويهم!  فبنيتهم الفكرية والقدرة علي التدبر وتقدير الامور تبقي لديهم ناقصة او لا وجود لها.   حيث لا ترتعش حتي ابدانهم علي فكرة امكانية ضياع الوطن بسببهم، بل لوقاحتهم يوجهون اصابع الاتهام لغيرهم، لتغفوا اجفانهم، والهلاك يحوم عندها في كل اجواء الوطن  ينتظر إفساد معيشة من يسكن ترابه!  ولذا فمن ينال وظيفة خدمة الوطن و يفوز بتصويت الشعب له، يجب عليه ان يصون ويحترم اصواتهم ويقدرانتخابهم له بجدية تامة، فهي ثقافة بلد جديدة وعليه الالتزام بها ويعمل بها باحترام شديد.  وبهذا   عليه بأن يكون من نوع الانسان الذي لا يراوغ  ولا يكذب ولا يخون العهد، اي إنسان سليم ذو التزام وتعهد حتي تكفي البلاد شره ومن فساده.

وعليه، فإنتخاب الانسان الحاكم لابد من ان يتخلق بميزات الانسان السليم ذو قيادة وخلق واخلاق وأفق واضح . لابد ان يكون له كفاءات ثقافية عقلانية منطقية ومعرفة يستطيع بها ان يميز بين الخيانة والاخلاص لتربة ارضه، ولا يرضي ولا يقبل ببيعه لاشباع ثقل جيوبه وغروره ونزواته!  وان له النباهة واليقظة السياسية الذكية لمعرفة موازين الحياة من ضعف وقوة.  ليزن بها الامورمن غير انحراف وجهل وسذاجة عقل، حتي لا يرمي بالوطن الي الهاوية كما حصل.

وهنا يأتي السؤال في كيفية معرفة هذا عن شخصيته وما اذا كانت حقا مناسبة للمنصب و للمسؤولية؟!  هذا يقع علي عاتق المنتخب، لان هذه هي من احدي واجباته الوطنية.  ولذا يجب ألا يستهان بأهمية دور الفرد من الشعب، اي أن له مسؤولية كبيرة في كيفية التمييز بين الاشخاص عند الاختيار في جولة الانتخابات. وبذلك، فلابد من حسن الانتقاء والاصطفاء واضعا بلاده الاساس الاعظم في  قواعد اختياره. وذلك  نرجوا الا   تكون فقط بالاطلاع علي سيرته العمليه، اي المراكز والوظائف التي ارتقاها او اعطت له، او من خلال  تقدمه في حياته الاكاديمية والمعرفية والعملية وشهاداته الجامعية فحسب ( علما بان منهم من لا يفقه شيئا مهما درس، او لم يتعلم  بعض الامور الاساسية مما قراءه ودرسه في فصول المدارس ومدرجات الجامعات!)  ولذلك يجب وضع جل الاهتمام علي بنية شخصية رئيس ورائد المستقبل. بمعني يتعرف علي شخصيته الحقة ويجمع عنه ما يريده لحسن الاختيار، وذلك عن طريق اساتذته، وزملاء العمل، وزملاء المعرفة، وجيرانه، و خاصة البقال الذي يلبي احتياجاته ويتعامل معه مثلا ...الخ، و ايضا معارفه . ولكن ليس المتقربون منه عن قرب، بل الذين لا يواصلهم مرارا، وهذا لغرض إمكانية وجود الحياد، لان الحياد عند الاهل والاقرباء جدا منه  يكاد يكون مفقودا!  بالاضافة لما سبق، علي الفرد ان يتحري عنه من خلال علاقاته الانسانية، وهذا اقل من واجب عليه الالتزام به، ليكفي بلاده زيادة  معاناة وشدة وبؤس.

فكفي من زج شخصيات فاسدة وغير صالحة وكأننا في سوق المواشي من غير راعي صادق نبيل!  اي كفي من ضياع لقيمة الوطن وفسادا لعزته. فلابد من أخذ مصالح البلاد الي ارقي مستوي وبجدية فائقة من الان  فصاعدا! وذلك بالتحري والاهتمام الرزين بذلك. بمعني علي الشعب ان يسعي  بجدية الي معرفه من سينتخبه  ليكون خادما له ولبلاده  بامانة: أهو إنسان جيد وواضح، او منافق او عميل او من فئة الارهابيين. هل من حرفيته وعاداته الكذب والافتراء والتحايل، او انه نبيل وصادق. وهل هو من فئة رواد السجون، وسراق البيوت والارزاق، وأسلاك الكهرباء، وحرق ممتلكات الدولة من ابار البترول الي مطاراتها، او أن سجله نظيف! فلابد ألا يكون "نصابا ومحتالا" وذلك عبر استعمال ادوات عدة، اولها واهمها معرفة معاملات هذا الشخص تجاه الناس عمليا وليس نظريا. حتي يحصل علي اوضح  بوادر شخصيته الحقيقية وانسانيته من خلال من يعرفه عن قرب: كمثلا  هل هو من النوع الذي في امكانه أن يبذر اموال الشعب غباءً و فسادا لأغراض شخصية له ولعائلته، لان قد يكون التبذير من احدي خصاله وعاداته الغير حميدة.   وسيعلم ايضا ما اذا كان ذو قلب وضمير حقا، ولا يقبل الرشاوي، وهذا من خلال مساعداته ومعاملاته اليومية مع الناس عامة، وهل من شيمته الصدق والوطنية، وجادا في الحفاظ علي سيادة وطنه وعزته، وهذا عبر افعاله وعلاقاته اليومية مع زملاء العمل. اي من تاريخه الانساني يمكن ان تؤخذ منه إحدي البراهين التي يريدها وتكون له كقائمة عند الاختيار. فإذا ما وجدت في الشخص كمية لا بائس بها من رموز الشخصية الحميدة، فستؤهله كمرشح ثم إمكانية اختياره كرئيس .بالاضافة الي برنامجه واهمية اجندته العملية والسياسية التي سينتخب بها. وما سيقدمه اليهم كشعب ووطن من مشاريع واعمال عملية فعالة وبناءة مع كيفية تنفيذها (وليس باستعمال سياسة “سوف” المستقبلية بحيث ليس لها واقع علي وجه الارض)!

فالتمسك والعمل بهذه الخصال الجيدة وغيرها ستساعده في أن يبقي في مكانه في المدة المقررة له. ولذا فمدة الخدمة يجب الا تقدر اكثر من اربعة سنوات ولكنها قابلة للتجديد لنفس المدة، هذا بالطبع اذا نجح في الانتخابات الاولي والتالية ايضا، وصان العهد الاول ولم يخونه، ولزم  بالعمل وخدم شعبه بأمانة ومصدقية وشفافية حسب قوانين البلاد المحلية. أهذا   النوع من البشر موجود في عصرنا و يرزق؟! ام هذا النوع من الشخصية  في بلد المختار بعيدة المنال الان يا تري؟!

حيث تري في واقع البلد المعاصر نماذج مؤلمة، كخيانة الوطن، وإذلال الشعب، والضعف الاداري والفشل في نظم الحكم.  وعدم الوفاء بالعهود والامانة، وافتقار الشفافية في حكم البلاد عند من ترأسها   للأسف سابقا وعما يحدث الان وهذا قليل من كثير!  انها مُسطرة في تاريخ بلاده والعالم باكمله في ملفات قد تُدرس في علوم الادارة والقيادة الفاسدة. وكنماذج في كيفية تفادي أخذ الوطن الي منجرف جارف بلا عودة،  لجهالة الحاكم بمنطق الوطنية والاخلاص،و بإستنتاج معرفة المنطق والادراك، والحق و ميزان العدل، وحقوق سيادة وعزة الوطن والشعب!  اي يجب ان يكون انسانا ذو رشد غير منحرف لشهوات ذاته، وطني حق يضع بلاده في الصفوف الاولي من الاهتمام والاحترام والرقي في العلم. وتوجيه النشأ ليخلق شعبا وطنيا صحيح البنية والفكر، و يرقي وينهض به كإنسان   فلما لا!  فهذه قواعد مهمة ليبني معه الوطن، ويحسنه بمؤسسات كثيرة ومهمة.   هذا من اهم الفرص الملحة التي بها ستنهي سفاهة وظلم فرض الحكم الواحد علي الشعب، وبداية لنهاية وإزالة ثقافة الاستفزاز النفسي و تبذير الاموال، وتولية الحكم لمن هب ود ب، او بأمر واختيار وتصنيف وتدخل أممي وخارجي!

ومن خصائص خادم الشعب  ايضا ان يحافظ  اولا علي حقوق المواطن، وان كل  فرد مهم في مجموعة الافراد التي تمثل شعبه  العريق. اي عليه أن يحترم كل صوت من الاصوات التي أهلته واعطته الحق بأن يحضي بكرسي بلاده.   بمعني أن كل صوت من اصوات الشعب في مدينته وقريته وضواحيها مهم وضروري، ولا يستهزء بمدي قوة أهمية ذلك الصوت.  فهذه ثقافة جيل جديد برؤية ناضجة تصاحبها بناء وتفوق في كل شيء، وان الشعب مهم والوطن له حرمة مقدسة. فقد حان الوقت الان وليس بعد، لكي نبدي احتراما فائقا لشعوبنا!  فبتصويت الشعب له، عليه ان يفقه بان الشعب له الحق في تنحيته وعزله من الحكم عند الفشل في مهمته المنصوبة اليه! فهو مستأجره ليخدمه اي موظف عنده، ويجب أن يكون في خدمة بلاده وليس لخدمة نفسه واهله، ولا بإستحقاقات غير مستحقة، ولا بمميزات خاصة له شخصيا ولأسرته، ولا براتب خيالي لمجرد جلوسه علي كرسي الحكم كعادة من العادات السيئة التي اعتاد عليها من كان قبله، ويعتقد بأن الحال سيبقي علي ما كان عليه!  فكل هذا يجب ان يكون في  بنود دستور بلاده  بكل وضوح للقيام بمسؤلياته تجاههم. فعند عدم توفيقه في الوفاء بعهوده التي من خلاها اُنتخب، سيكون للفرد الذي هو من مجموعة الشعب الرؤية الواضحة عنه وبكفائته، او بعدمها. اي بعدم  جدارته وقدرته في المهمة من خلال حقوقه وواجباته وحقوق وطنه. وبصوته ايضا له الرأي في عدم امداده  بفرصته الثانية، او حتي قبل انتهائه من مدته الاولي، حرصا علي القوانين المتبعة في ذلك. فلابد من القضاء علي لعبة تغفيل الشعب، لانه اوهموه بانه لا يحق له ان يسمع صوته، ومن ثم   فرضوا عليه امورا قاسية وظالمة و لا يمكنه ان يعترض صونا لحياته. واجباره علي ما لا يريده او ما لا يراه انسانيا، او حتي ما يحدث من فساد في ارضه.  ولذا فبصوته هو السيد ولولاه لا تبني الاوطان ولا يبقي هناك شعبا!  هذا  من اجمل حقوق الديمقراطية للمواطن الحرالذي له رأيه و يوُخذ به، والذي به سيحافظ علي وطنه من اي حاكم فاسد.  فهذا هو أصل حقه الديمقراطي، والذي من خلاله يشعره بانه انسان، وعنصر فعال و له كرامته و سيادته في بلاده. وله حقوقه وواجباته الانسانية ايضا،  كغيره من شعوب العالم التي تفوقت عليه بمراحل.  بسبب حكام جعلوه رقما وليس روحا، ومحوا حقوقه جبرا وظلما.    لابد من استحداث وتنشأة  ثقافة صلبة  لكرامة وسيادة الفرد في بلاده وفي الخارج.  فالذي يحترم الفرد سيخلق شعبا متعلما ناضجا متفهما ويحترم انسانيته،، وسيكون له كرامة وسيادة محليا ثم عالميا ،وهي اشارة لا شك برقي مبادئ وسياسة الوطن نفسه.   الشعب هو الوطن والوطن هو الشعب، وكلاهما يحتاجان لبعض، وكرامتهما لا تنفرد عنهما، اي يكملان بعض ويعيشان مع بعض!

لابد من تجديد  وفورا مفهوم الاعتماد علي القوة المادية الرخيصة كحمل السلاح، واستبدالها بحمل القلم والتفقه بالقراءة والتزود بالعلم باوسع ابوابه. والتخلص من سفاهة اي فكر ضئيل السائد الان والمتداول وذلك بالتنوير والتعليم.  ومن التمركز في وظائف بدون مؤهلات او المقدرة عليها، بحيت لا  تساعد علي الرقي بالوطن او حتي الفرد نفسه، بل العمل بثقافة وضع الانسان المناسب في المكان المناسب!  اي ارساخ ثقافة السعي الي العلم والتعلم واستعمال العلوم الادارية والاقتصادية الجيدة، مع الاطلاع  المستمر لتقوية وتجديد البديهة.  اي اكتساب معرفة قيمة الوطن والعمل بقيم طيبة انسانية، فبقوة الضميرالوطني ونزاهة الضميرالانساني، مع قلب يقظ هي احدي المفاتيح السليمة والمهمة والمحتاجة لخدمة الشعب ولحاكم رشيد عادل. اي بدلا من حكم الكرسي المملؤ بالعلة والعلو والكبرياء والتعالي والمسخرة والفشل الذريع.  والمن علي افراد الشعب بدنانيرلا تغني عن جوعه، وكأن المال اوراثوه عن ابيهم او اجدادهم والمال مال الشعب! اي عليه ان يجعل من الكرسي اداةٍ  نمو و واعمار وافعال مربحة لخدمة الوطن والشعب وليس لنفسه! ولذا، فمن يطبل ويصفق لفراعنة العصر، هم اشبال الفرعون نفسه، فكيف اذن تتغير سياسة الجبابرة والقمع والمذلة الي حقوق فرد ثم افراد ثم الي كرامة شعب باكمله، ثم الي ثقافة بلد بحقوق ديمقراطية انسانية؟!

وبهذا فميزة اختيارمن يجلس علي كرسي الحكم بطريقة ديمقراطية، هو انه اُختير بصوت الشعب، والشعب يبقي هو المسؤول في اختياره. اي لم يلفق له الكرسي والمركز من خلال سياسة القوة والسلاح، و ايضا السيطرة من حكومات ورؤساء غرباء قلبا وقالبا عن البلاد وشعبها، كما يحدث الان و مر الكثير بمثله سابقا. فهم، اي الغرب، المستفيدون من بقاء التشتت والفوضي القائمة و المصطنعة في بلاده، ويريدونها هكذا في تمزق وعدم استقرار للتغلب والتسيطرعليها وعلي امثالها! هذه السيطرة لم تأتي من فراغ  فأسبابها تنبع من حكم رؤوساء فاسدين فقدوا احترام العالم قبل ان يفقدوه محليا.  مما ادي الي فقدان السيطرة علي حقوق اوطانهم   كوطن حر، يريد سيادته واستقلاليته بحكم حر وبإختيار افراد من شعبه بحرية مثلهم  تماما.  ففرصة  انتخاب من يخدم الشعب بصوت الشعب اذن يجب ألا يستهان بها ابدا، حيث انها ستنهي وتقلع من جذورها   سياسة الحكم بقوة السلاح وشراسة اخلاق واعتداء.  فثقافة تربع المستغل والسفيه في الكرسي لكونه قادر بقوة السلاح علي فعل ذلك لابد ان تنتهي، وتستبدل بحضارة قوة عقل سليم  وحسن   فهم، وعلم في كيفية ادارة الشعوب، والحرص علي سيادة الوطن!  فالعادات الفاسدة التي سحقت الشعوب كمن يستمر الحاكم، في اي مركز كان، وفي حكم الكرسي كأنه يملكه ولا أحد يستحقه غيره ويتشبت به، او لا يقلع منه الا بموته او مرض او ثورة غاضبة، ثقافة لابد من انقراضها.  انها ثقافة فاشلة ومريضة ورافضة لحكم الفرد الواحد، من انسان واحد جاثم علي قلوبهم ويريد الخلود لنفسه، وينفرد بالقرارات ويشرد شعبه لسنيين عجاف. اي الحكم بالوراثة او بالتبني، المتداول من نفس الاسرة الجاثمة علي قلوب الناس، والتي هي من اخطر سياسات الجوع القائمة ضد اي إانسان اي كان، في اغلب بلدان الكون، فلا يجب ان يكون لها محل الان. ولا يرضي بها اي انسان عاقل وطني يحترم نفسه ووطنه. اي لابد من اتباع ثقافة وسياسة  التصويت الانتخابي مع  منظومة سلم واستلم باحترافية وشفافية وصدق.   فنحن نعلم أنه لمجرد وقت حيث ينقلب السحرعلي صانعه ويضيع السحر والساحر معا ، ولكن الوطن سيبقي وطن! التاريخ له لنا في هذا قصص تاريخية وحكايات لمن يعتبر!