قريبا وبحول الله سيتم الإعلان عن تشكيلة الحكومة الليبية الجديدة في تونس بعد مخاض طويل ومرير، الأمم المتحدة اتخذت قرارها وحزمت امرها بعد ان اخذت الضوء الأخضر من امريكا ولا تراجع ، وهذا ما يطمئن كل باحث عن مخرج للأزمة الليبية التي طالت وتعقدت، لا اخفي انني كنت اعتقد ان منظمة الأمم المتحدة هي منظمة دولية بحكم انتماء دول العالم لها لكن متابعتي لمسارات الأزمة الليبية خلال 9 سنوات جعلتني اصل الى قناعة ان منظمة الأمم المتحدة مجرد شعار واسم عام فهي واقعيا منظمة للدول الكبرى واكثر من ذلك ان المحرك الاساسي لها هي امريكا اكثر من غيرها من الدول المؤثرة ويأتي ذلك تبعا لنسبة التمويل الغير عادلة والتي تتحمل امريكا وحدها النسبة الآكثر فيها ولهذا دائما ابحث عن المال لتعرف كيف تسير الأمور وأين؟!

اذا هاهي السيدة الأمريكية "ستيفاني وليامز" اليوم تقود جهودا كبيرة للوصول الى تلك الأهداف، فبعد أن نجحت في تقريب وجهات نظر الفريق العسكري (5+5) مما ترتب عنه اتفاق دائم لوقف اطلاق النار بين الفرقاء في ليبيا وقع بجنيف بتاريخ 23 اكتوبر 2020 م، هاهي تستعد ليوم اللقاء المنتظر بوفد الحوار السياسي الذي تم اختياره من قبلها والذي سيعقد اجتماعاته بتونس يوم 9 نوفمبر القادم والذي سوف يتم من خلاله الإعلان عن تشكيلة الحكومة الجديدة الموحدة والتي يؤمل ان تنهي سنوات من الانقسام السياسي وبالتالي تلاشي وجود حكومتي الثني والسراج في آن واحد.

الذين يعترضون على وفد الحوار السياسي ويحاولون عرقلته اقول لهم من باب المسؤلية كفى تضييعا للوقت فالأمور محسومة مسبقا ولا مجال الآن للتأخير وبغض النظر عن انتماءات اعضاء الوفد وتوجهاتهم فهم ليبيون ويكفي انهم وقعوا على تعهدات بعدم المشاركة في الحكومة المرتقبة وهو ما يحسب لهم لا عليهم ، ان ما وصلنا اليه من وضع مأزوم اقتصاديا وماليا وسياسيا يجعلنا نتعلق بأي أمل للخروج من النفق واعتقد أنه آن الأوان لذلك ولا ينبغي تضييع الفرصة المتاحة الآن فكل مشوار يبدأ بخطوة واول خطوة في مشوارنا كليبيين هو توحيد الحكومة ومؤسساتها.

ان الإعلان المرتقب عن الحكومة الجديدة في تونس ليس هو الهدف في ذاته انما الهدف الأسمى هو تحقيق الاستحقاقات الكبيرة المطلوبة والمتمثلة في اعادة السيادة للدولة من خلال بناء قواتها المسلحة وقواتها الأمنية والشرطية الموحدة التي تخضع لسلطة واحدة للأمر لا متعددة، ومن الاستحقاقات المهمة ايضا اعتماد دستور دائم للبلد للدخول بأقصى سرعة في انتخابات برلمانية ورئاسية دائمة تنهي فترات الانتقال السيئة السمعة والأثر على المجتمع الليبي منذ 2011م.

فهل سينجح الليبيون هذه المرة في اعادة هيبة وسيادة دولتهم؟! ومن ثم ولوج مرحلة الإعمار الشامل الذي تأخر كثيرا لنقول جميعا شكرا "ستيفاني" أم أننا سنظل نجدف عكس التيار ونضيع هذه الفرصة الثمينة التي لن تتكرر ونكون بذلك قد ساهمنا في استمرار رهن مصير بلدنا بأيد القوى الخارجية وجلبنا لانفسنا عارا جديدا يضاف لما سبق من تفريط في السيادة ونكوص عن الواجب وارتهان مشين للأجنبي !


عبيد احمد الرقيق  [email protected]

الآراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة