تمر على الشعب الليبي السنة العاشرة للمؤامرة الدولية التي شاركت فيها قوى ظلامية وعملاء ليبيين ضد ليبيا وشعبها اﻵمن وزج بالأبرياء فيها بطرح شعارات براقة خادعة من خلال حملة اعلامية نفذتها ماكينات إعلامية ضخمة إقليمية ودولية ، حسمها تدخل عسكري سافر أستمر ثمانية أشهر في أضخم وأطول عملية عسكرية نفذها حلف الناتو بعد الحرب العالمية الثانية ، نجم عنها دمارا شاملا بالبنى التحتية المدنية والعسكرية ، ولقد صمد الشعب الليبي في وجهها وقاومها ببسالة منقطعة النظير وبامكانياته المحدودة مقدما عشرات الآلاف من الشهداء .
لقد تمكن أعداء الشعب الليبي بمساعدة قوات الناتو العسكرية والامكانيات الدعائية الدولية وأموال الدول العربية الرجعية من السيطرة على ليبيا ، ونفذوا عمليات قمع واسعة النطاق لم تسلم مدينة او قرية او عائلة ليبية منها ، وأقاموا مئات المعتقلات التي أشرف عليها مجرمون حاقدون عانى فيها الشرفاء الليبيون أبشع اصناف العذاب ، وهجرت مئات الالاف من الأسر الليبية ودمرت بيوتهم ومدنهم وقراهم ، وقتل الآلآف من الليبيين بدم بارد ، وأنتهكت الاراضى الليبية من قبل كل أجهزة الإستخبارات الدولية والمنظمات الإرهابية والعصابات الإجرامية ، وتمكن الإرهابيون والمجرمون من مفاصل الدولة وحولوا ليبيا الي قاعدة للإرهاب الدولي ووكر للجريمة المنظمة .
كما أنهارت كافة القطاعات الخدمية بشكل مروع ، وعادت حياة الليبيين الي ما كانت عليه في الخمسينات والستينات من القرن الماضي ، لا كهرباء ولا دواء ولا غداء ولا نقود .
إن ما يعانيه شعبنا من ضيق وضنك في كل مناحي الحياة هو نتيجة لتلك المؤامرة التي كان من أهدافها إذلال الشعب العربي الليبي وتركيعه وإستباحة أراضيه ونهب ثرواته، لا يمكن تجاوزها الا بوحدة الشعب العربي الليبي في وجه المؤامرة و الكفاح الجماعي حتى إسقاطها .
لقد شكلت فبراير حقبة سوداء في التاريخ الليبي ادرك شعبنا مبكرا خطورتها فأستمر في مقاومتها بكل الوسائل، حتى تمكن في مايو 2014  من اعادة بناء جزء من القوات المسلحة التي أطلقت عملية الكرامة لإستعادة الوطن من الفوضى والإرهاب والعبث الأجنبي ونجحت بمجهودات ذاتية في تحرير أجزاء واسعة من ليبيا من قبضة الإرهاب والإجرام ... وتمكنت ايضا القوى الوطنية فى هذه الظروف الآمنه التى هيئتها القوات المسلحة العربية الليبية من النهوض بدورها والدعوة الى مشروع انقاذ وطني بعيدا عن عبث الأيادي الأجنبية ، يتأسس على قاعدة ليبيا دولة موحدة مستقلة والخروج من دائرة الصراع حول الماضي للبحت فى معالجات جادة لأزمة الوطن، والمساواة التامة بين الليبيين ، وإزالة آثار المؤامرة ، من خلال مؤسسات وطنية واحدة بعيدا عن الاستقطابات الأيديولوجية والجهوية والقبلية، والدعم الكامل للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية لطرد المرتزقة والارهابيين وبسط الأمن وفرض الاستقرار الذي هو شرط لأي حل سياسي يتوافق عليه الليبيين، والتأكيد على إنه لاحوار وطني ولا حل سياسي بدون الافراج الفوري على كافة الاسرى المعتقلين في سجون الميليشيات ، واعادة النازحين والمهجرين الى بيوتهم ومدنهم وقراهم وجبر الضرر ورد المظالم، والغاء كافة القوانين الاقصائية، ورفض اي حوار مع الإرهابيين والتنظيمات المتسترة بالدين ، كما ترفض كل المحاولات البائسة لإعادة تدويرهم ودمجهم في العملية السياسية .
الحرية للوطن والسيادة للشعب

الآراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة