البديل او الاحتياطى هو الجالس على دكة الغياب في الانتظار . وانه ليس من الاساسيين الفاعلين في الحدث على نحو مباشر او غير مباشر . ربما هذا من احد الاسباب التى دفعت بالبديل . للقول بانه كان حاضر وبقوة - اكثر من غيره - داخل رقعة الحدث . وبيده حيّد وازاح ما يزيد على عشريين حجر من على رقعة الشطرنج الحربية بأفغانستان  . وافسح بذلك فرصة للتقدم بالحدث . ولو بقدر ضئيل على ساحة الرقعة الحربية .  هذه العبارة - كما بدأ لى  - وان ظهرت في شكل مناكفة مغلّفة في ما بين ساكني قصر بكنغهام .  كما نقلتها وتفاعلت معها بعض من وسائل الاعلام المتلفزة . في تفاعلها مع الاصدار المعنون ب(البديل) السيرة الذاتية للأمير الانجليزى هاري . كانت تقول وتبين الكثير عن المملكة المتحدة . في تمايزها شكلا وموضوعا . عن باقي الممالك الدستورية بالغرب الأوربي . ليس لأنها وفقط تنتمى  للغرب الاطلسى صنو الغرب الاوربى . بل لأن الدولة بإنجلترا . لم تذهب في اتجاه وتَوَجّه الممالك الدستورية المعاصرة . التى اوْكلت لممالكها مهام شرفية مراسمية وفقط . بل ذهب الانجليز نحو توظيف الهيئة الملكية .  في خدمة الغايات البعيدة والقريبة للدولة  . وبهذا كان للهيئة الملكية  حضور في المشهد العام . محلى . اقليمى . دولى وبفعالية كبيرة وملّفته . لا تقل في نشاطها وتأثيرها عن باقي نشاط مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية والعسكرية . في تعاطيها وتفاعلها مع ظروف الحياة العامة  . ولكن كل هذا كان يحدث - في تقديرى - من تحت توجيه وتوجّه وغايات وسيادة الدولة . 

      ولكن لماذا اختار الانجليز الذهاب بمملكتهم  نحو هذا التمايز عن باقى ممالك الغرب الاوربى الدستورية ؟ . واتخذوا سبيل الوصول اليه . عبر تحّميل الهيئة الملكية و تحّملها مهام تجعلها في صميم معترك الحياة العامة . مما يضعها في مرتبة باقى الاجهزة التنفيذية بالدولة  من حيث الاهمية والنشاط والفعالية .  

     ولكن دعنا نقول بصيغة اخرى اكثر تحديدا . هل الإبقاء على الهيئة الملكية . كخيط ناظم لفضاء منظومة دول الكومنولث . التى تتشكل مما يُقارب (70) دولة . بعد انضمام عضوين افريقيين لهذا الكتلة الاقتصادية السياسية اخيرا  . والعمل على ترسيخها كراس اعلا للكنيسة الأنغليكانية . واعتماد الملك  قائد لقوات الجيش  .  كان يهدف الى ربط حاضر المملكة بماضيها الإمبريالي . الذى لا تغيب عنه الشمس ؟ . بغيت استدعاء ذلك الارث الغابر . كى يكون ماثلا وحاضرا في الان المعاش من حياة المملكة .  ومن الطبيعى . سيصاحب هذا الاستدعاء . ان حدث واُشّتغل على تفّعيله .  بعث وخلق حالة معنوية . تكون حافز لإحياء ونشؤ وتشكّل دهنية امبريالية ذات نهج استعماري بغيض . كتلك التى انتجت وصاحبت تلك المرحلة الغابرة . التى انتجت بدورها واجترحت واضافت الى مفردات القاموس السياسى  مفاهيم ومصطلحات عدّة . على سبيل المثال منها لا الحصر .  وزارة المستعمرات . حرب الافيون الاولى والثانية . الشرق الاوسط . رابطة الشعوب البريطانية اقول الشعوب البريطانية . سايس - بيكو . مشكلة الشرق الاوسط .  وغيرها . ويبدو ان هذه الدهنية قد اُحيت من جديد او لم تدفن . وقد عبّرت عن نفسها جهّرتا  . في اخر مُداخلة  لرئيس الوزراء البريطانى الاسبق . في قوله من امام مدخل (10 داون استريت)  . بانه يجلس على كرسى اعظم وظيفة في العالم . 

    كنت احاول القول . ان دهنية ممالك ما قبل الدستورية . لا ترى في شعوبها سوى رعيّة في خدمتها . وما خرج عن ذلك من شعوب العالم . ليس وفى نظرها . غير مشروع رعية قادم . متى سنحت الفرص . وما جغرافية  العالم الطبيعية في مُعتقد ممالك ما قبل الدستورية . سوى اطيان واقيان مسخرة لخدمتها . وما خرج من جغرافيته عن ذلك . ليس غير مشروع لشرق اوسط قادم   . متى سنحت الفرص . وبالتالى ليس من الغريب ان تعترض السفارة الانجليزية على اى محاولة ناجحة للليبيين . تمكنهم من منفد قد يعبرون منه الى خارج التأزم . الذى احال حياتهم الى عبث ومهزلة لا تطاق . طالت بسفهها كل شيئى . حتى الضرورى من البيولوجى اليومى لحياتهم 

  واذا تخطينا تعاطى هذه الدهنية الاستعمارية البغيضة . مع الواقع المحلى الليبيى واقليمه الجغرافى . وتجاوزنه الى الدولى منه . نجدها في تعاطيها مع الحرب الاوكرانية . قد كانت ولا زالت اكثر من غيرها . حماسا وراديكالية في سعيها لدعم الحرب والمحافظة على ديمومتها . وما يؤكد هذا القول . الزيارات المتكررة العالية المستوى الداعمة (لكيف) من طرف مسؤولي دولتها . بل ولبعض من افراد الهيئة الملكية . رغم الحضور القوى . لإمكانية انزلاق الصراع بأوكرانية . الى اتون نووي لا يبقى ولا تدر . 

     كنت احاول القول . استناد على كل ما سبق . بان هذه الدهنية سوف تكون وتكوّن خطر كبير على السلم والامن الدوليين . ان لم يثم لجّمها وترويضاها انسانيا . من خلال التأكيد لها ويقيننا .  بان الوعى الانسانى . ليس في الامكان اعادته . الى مراحل ما قبل انبثاقه وتشكّيله . فالحياة تتقدم ودائما للأمام . ويجب على هذه الدهنية البدائية ان تعرف وهى لا شك تعرف  . بان العالم صار من حيث التقارب والتواصل والترابط كقرية صغيرة . وما قد يحدث في احد اطرافه البعيدة . سيعم ارجاء القرية في ساعات . والشواهد على ذلك كثيرة  . حالة التازم الليبيى وما احّدثه من ارتداداته سلبية  على الامن والسلم الدوليين . في الفضاء الجغرافى لشمال افريقيا وحوض المتوسط الحيوى . والاثار الغير جيدة على الغداء والطاقة العالميين . الذى جاء نتيجة للحرب الاوكرانية . وجائحة كوفيدا وما خلّفته من ضحاياها وموتى . طالت بضررها الكثير من سكان هذا العالم البائس . فاذا كان كل هذا . لا يجعل ويدفع اصحاب هذه الدهنية الغاشمة . الى اعادت النظر في توجهاتهم . فاذن العالم يقف امام حالة مرضيّة . اذا لم يثم عزلها ومداوتها . ستجر العالم وبقول واحد . الى كارثة نووية .