ليس الامر تأييدا او مناصرة للقذافي بل لشناعة الامر وفظاعته ولانه ذكرى مفضوحة شاهد العالم واقعتها وأسند عليها فكرة مشوهة عن سلوك ظاهر لابناء الشعب الليبي وهى ليست من سلوك ابناء الشعب الليبي الا طائفة منه لاتعبر عن السلوك العام الذي ينبذ الشناعة والفظاعة .   

في لحظة فارقة من لحظات تاريخ ليبيا لم تعرف ليبيا مثلها  أسر القذافي وهو رجل مسن كهل ودفع من قفاه والدماء تسيل من أعلى راسه فتغطي وجهه  من أثر شظية صغيرة لحلف الناتو وكان يتعرض بين الحين والآخر الى الركل والصفع  ورواية بارزة في هذه الحادثة بانه طعن في دبره بحربة ( سكين سنكي ) حادة بلغت منه مابلغت ، ثم ألقوه على ظهر مقدمة سيارة مباهاة بغنيمة ماكانت غنيمة لرجل كهل بل هى جريمة وتداول المحاربون الاتصالات بينهم بأسر القذافي ، اندفعوا اغلبهم باتجاه موقع الأسير تاركين مواقعهم في مدينة سرت واجتمعوا عليه ولم يكن فيهم قاضيا كما هو معروف في الدول الحضارية بل كان الحقد الذي يغوي الى الثأر هو القاضي كما في المجتمعات البدائية ففوضوا قتله لأحدهم  فأ طلق  عليه رصاصة اصابت جبينه فأرداه قتيلا  .

ولا يعبر ذلك الا خروجا عن القواعد الاخلاقية  والدخول في قواعد سلوكية جديدة لم تعرف على الليبيين تظهر البشاعة بكل تفاصيلها ، فمهما كان القذافي ومهما فعل وهو بهذه السن ماكان يجب ان يعذب ويهان ثم يقتل وهو رهينة للأسر بل كان الأجدر اخلاقيا ودينيا وإنسانيا  ان يكون بين يدي العدالة مثلما حدث في جمهورية مصر مع الرئيس حسني مبارك ولم يتوقف الامر عند ذلك بل وضع جثمانه في ثلاجة لحفظ اللحوم في مدينة مصراتة وعرض للفرجة وكأن القذافي في اذهانهم أعجوبة لايموت يتداعى عليه الناس لمشاهدته ميتا ، الاغرب من ذلك هم ساسة وقادة ليبيا الجدد الذين قطع بعضهم مئات الكيلو مترات لمشاهدة جثته ميتا وكأن الموت أعجوبة ان يداهم بشري من البشر مما يدلل حقيقة على سفه عقلي عند هؤلاء الساسة والقادة او هو على مايبدو تشفي بالموت ومن يتشفى بالموت الا السفهاء في عقولهم وان اصاب الموت القذافي فهل سيستثنيهم الموت وهو قدرا محتوم على الاحياء ؟. 

لم يثني هؤلاء مافعلوه من اهانة وقتل للقذافي ثم تمثيل بجثة القذافي فيدفعهم  الذنب افتراضا لختم مرحلة التشفي والحقد بالقذافي الى بعض الاخلاق وبعض الشرف بل ان جماعة  خولت نفسها في خروج غافل عن كل القوانين والاعراف الاجتماعية بإخفاء جثته ودفنها في مكان لاتعلمه الا هذه الجماعة حصرا والتعهد فيما بينها بعدم الكشف عن مكان دفنها وهذا مايعد بحسب نصوص القانون الليبي جريمة يعاقب فاعلها طبقا لنص المادة ( 294 ) من قانون العقوبات الليبي  فمن ذَا الذي يخول نفسه دون القضاء بإخفاء جثة والتعهد بعدم الكشف عن مكان دفنها الا في بلاد العقل فيها في أدنى صوره البدائية وان هو الا مبلغ من مبالغ السوء النادر خصوصا اذا علمتم ان شيعة العراق ورغم العداء البالغ الذي يناصبونه للرئيس العراقي صدام حسين فقد قتلوه وسلموا جثته لاهله بخلاف هذه الجماعة المتعاهدة على الاخفاء لجثة القذافي  ،الله يرحم معمر القذافي وصدام حسين . 

كاتب ليبي 

[email protected]

الآراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة