أمست تونس الشقيقة على فوز رئيس جديد في انتخابات ديمقراطية نزيهة و شفافة ..
و عاد التونسيون الى بيوتهم بحزمة امل بعد أن أبلوا البلاء الحسن في تطبيق الكاتالوج الديمقراطي لا عنف و لا سلاح حتى الاسلاميون قبلوا النتائج على مضض اما عن قناعة بأن ساكن قصر قرطاج لن يتمدد خارج الاطار البروتوكولي و اما انهم قرأوا الخارطة الدولية والمحلية و اقتنعوا بالشغل على الخفيف .
ينام التوانسة اليوم على سلة احلام بان بابا نويل سيقضي على الفساد و يدفع الديون و يجلب الاستثمارات و ستمتليء القفة حتى اذنيها و بأسعار الزمن الذي لا يعود .
الدكتور قيس سعيّد (22 فبراير 1958) سياسي وأستاذ جامعي تونسي، مختص في القانون ... شغل السيد قيس سعيد منصب رئيس قسم القانون في جامعة سوسة ، سيترك محاضراته و لن يداوم في الكلية و سيدخل القصر مدججا بكل النظريات العلمية .
في الصباح سيأتونه بالفاتورة الصعبة ديون بقيمة 72  مليار و خدمة دين تلتهم خمس الميزانية .
و بضعة متطرفين في جبل الشعانبي و قوائم بمجاهدي الربيع في دولة العراق و الشام ..و مواطن ينتظر الكثير و سياحة ارعبها الارهاب و نقابات تطالب بتحسين الظروف و صحافة لا ترحم و خارطة نيابية تدس العصا في الواليب و مماحكات قوى سياسية مغرمة بجمع النقاط ..
بالتأكيد نظرية الحق و تعاقديات روسو و هوبز لن تدير دواليب الدولة لكنها ستعلق اطارا جميلا في المناسبات العامة .
من الاولى ان نهنيء الاشقاءفي تونس بهذا الاداء الجميل لكن جمال الاداء لن يدفع الفواتير المتراكمة من تسع حكومات كلما دخلت امة لعنت اختها ..
ربما يكون الفاصل بين الحكومة و الرئيس سيكون متراس قرطاج في مواجهة الازمات المقبلة ليكون حكما لا طرفا في حال توافرت الرغبة في وقف النزيف الاقتصادي ..
الديمقراطية اداة و اسلوب لكنهاليست تعويذة سحرية الا اذا توفرت شخصية مثل لولا دي سيلفا الذي رفض الاقتراض بل تحدى بان تقرض البرازيل الاخرين و مع ذلك وقف في قفص الاتهام بتهمة الفساد و لم يغفر له انه حقق معجزة اقتصادية ..
بالتاكيد  د قيس رجل القانون ليس لديه حلم بمعجزة و لا يمكن لرجل يعلم طلابه القانون ان يفكر مجرد التفكير في خرق القانون ..
احلام سعيدة للاشقاء


كاتب و صحفي ليبي