هل هى محاولة لإعادة تدّوير المفردات التى تَشكّل ويتَشّكل منها المشهد الليبيى ماضيا وحاضرا . لتسّتلم ادارة البلاد وشؤنها ولعقود جديدة من الزمان ؟ ! . هذا ما يسّتنتجه استفهاما . كل عقل وفكر مُتأمل متابع ومهتم . لإرهاصات مؤتمر برلين . فى الحُضور الدولي المنّتقى . والقاءات والبيانات والمقترحات والتسريبات وغيرها . التى تتناول المؤتمر وتتعاطى شأنه.
والملفت في كل هذا . ومن خلال استعراض الواقع الليبيى ماضيا وحاضرا . في الاسماء والوجوه والآليات . وحتى المليشيات الملوّنة الآتية من جنوب الصحراء . نتبيّن بان هذا الكم . هو لا غيره . من شكّل المشهد الليبيى ماضيا وحاضرا . وهو بعينه من يحتل المشهد الآني برمته .
فهذا المجّمل الذى يعصف بليبيا مند عقود . ينتهى في المفردات التى تُشكله وتُصيغه . الى منظومة واحدة . تتصارع في ما بينها على من يتصدر المشهد . وممن ينزاح الى الظل وليس الى خارجه . ليقبع بعيدا عن الاضواء . حتى حين . هذا الهاجس . الذى يتكئ على قرائن داله . تدّعمه بل وتؤكده . تدفعنا نحو تساؤل يقول . هل الهيئة الاممية على بيّنة من هذا الامر ؟ .
ومن هنا اقول . سيكون لزاما على الهيئة الاممية . اتنا حضورها المؤتمر . ان تتخذ من ميثاقها الأممي . مرّجعها المعنوي الوحيد . اتنا تعاطيها مع الحدث ببرلين . بمعنى . ان كل مداخلتها بالمؤتمر وتعاطيها معه . يجب ان تكون محمّلة بمضامين . تسّتقيها من كل ما جاء به ميثاقها . لتقّيد به جموح المؤتمر وتلجم به جنوحه . بل ويجب على الهيئة ان توضح للحضور صراحتا وبدون مواربة . بان الميثاق الاممى والحال هذه . سيكتسب مصّداقيته وتتعزز مكانته . بخضوع واضِعيه لما جاء فيه - وهم اساس الحُضور في القاعة - . قبل غيرهم او سواهم من امم العالم .
اقول هذا . لأنه - وفى تقديرى - سيعي الجميع من النافدين في هذا المؤتمر . نحو التوّسيع من دائرة نفوده . او المحافظة عليها . على حساب المعروض امامهم . وهو وفى حالتنا هذه . الليبيون وجغرافية ليبيا . فعلى سبيل المثال . سيسعى الحضور الإنجليزي في ذلك المؤتمر . نحو المحافظة وتثبيت نفوده الانجلوفوني وعلى كل ما في يده . وسيسعى غيره في ذات الاتجاه . اما بيادق العالم الثالث من الحضور . فستّتجه الى ترّجيح كفّة الاسياد .
ومن واقع الحال نتبيّن .بان لجل هذا الحضور الدولى المنعقد ببرلين . اجسام وميليشيات وبيادق تتحرّك ويُحركها على الجغرافية الليبية . امّا وفى غياب اصحاب الجغرافية . فقد اوّكل المجتمع الدولى ضمنا . امّرهم الى الهيئة الاممية . التى يجب الا تخّذلهم . وتجتهد في ذلك . متكأه على ميثاقها . الذى يقول بحقوق الانسان . وعلى توجهاتها التى تسعى نحو الزيادة في رقعة السلم العالمى على هذه الارض . وتعمل في ما تعمل على مساندة القضّم من مساحة العسف . لصالح الزيادة في الرقعة الديمقراطية . على جغرافية هذا العالم . والذى هذه المنطقة البائسة .
ولهذه الافعال . التى تتماس مع ميثاقها وتتماهى مع توجهاتها . لا شك بان الهيئة ستسمح وبدون مواربة . باستخدام وتوظيف مضلّتها . كغطاء اممى . تدعم به كل فعل . يسعى الى اِنّفاذ ما يُزاح به عن كاهل الشعوب المغبونة . خاصتا في القضايا التى لا يخالطها لبس كحالنا في ليبيا .
وهذه الوسيلة والاداة في يد الهيئة . لا شك بانها اداة فاعلة ومؤثرة . فلا يجب ان تمنحها الهيئة . تحت اى ضرف . في ما لا يخدم توجهاتها ويتعارض مع مواثيقها . اوفى ما لا يخدم مصلحة الشعوب .او ما لا يرفع من منسوب السلم العالمى . والمزاج الديمقراطى على الجغرافية الديمغرافية . لهذا العالم البائس .
ضف الى هذا . على الهيئة الاممية . وباعتبارها ممثل الغائب الحاضر . ان تستند على الجغرافية الليبية . اتنا تعاطيها مع الشأن الليبيى فى الاقليمى منه والدولى . بمعنى . ان تفرض على المؤتمر وحضوره . ان يتعامل مع ليبيا . كمفرده جغرافية من مفردات شمال غرب افريقيا . فهذه حقيقة لا يستطيع احد القفز من فوقها . وايضا كبلد يحتل شاطئ طويل على الضفة الجنوبية للمتوسط . فهى تتقاسم مع دول الحوض الجغرافية والديمغرافية والثقافة . وهذه حقيقة يصّعب تجاهل تأثيرها علي ليبيا وعلى الحوض . وليبيا ايضا . واتكاء على الواقع الموضوعى . تنّشدْ بوشائج ديمغرافية ثقافية وايضا جغرافية نحو الفضاء المغاربى . وهذه جميعا يجب ان تكون حاضر وبقوة . اتنا التعاطي مع المعضل الليبيى بمؤتمر برلين . فتجاهلها لا يخدم ليبيا والليبيين والاقليم والحوض . وغيابها عن الحضور سيكون لها تأثير سلبيي على مجّمل ما فات . اما فى الشأن الداخلي المحلى . يجب استدعاء ايضا الجغرافية المحلية . في فضاءاتها الثلاث لليبيا . لتكون فيصل موضوعى . في اعتمادها كمرتكزات اساسية ثلاث . اثنا تقاسم الثروة والسلطة بالبلاد .
وفى النهاية اقول . لا باس ان جاء في تناولنا هذا . عبارات كقولنا . يجب على الهيئة فعل كذا . او على الهيئة ان تقول كذا . فهى هنا وتحديدا . وفى هذا المؤتمر تنوب بوجه من الوجوه عن الغائب الحاضر . وهم الليبيون وبلاهم . فقد يكون في هذا مبرر لما اسلفنا .
الآراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة