في  البدء دعوى اتساءل لأقول . هل في قُدّرة الليبيين التعاطي مع مخرجات برلين في مسارته الثلاثة على نحو يمكّنهم من استعادة شأنهم الى ما بين ايديهم ؟ . ويصوبون به ويصححون  المسار الذى اوّصلهم وجغرافية بلادهم . بل ومصيرهم  الى هذا الذى جعلهم  لعبة في أيادي الدول الاخرى . 

    هذا في تقديرى . لا يحتاج وللوصول اليه . وبرفقة ومساندة الهيئة الاممية . سوى البحث عن قاعدة صلبة . يستندون عليها وتمكنهم من تَوّحيد  اللسان الليبيى . في دلالاته ومعانيه للمفردات والمفاهيم التى يتلفّظ بها  . اثناء تناول الشأن الليبيى داخل قاعات وجلسات مسارات برلين .  بمعنى . ومثلا . عندما نتعاطى مع مفردة الوطن في فضاء هذه المسارات الثلاثة . يكون القصدْ من ذلك تحديدا . ليبيا في نطاقها الجغرافى المتعارف عليه   . وليس ما قبل او ما بعد  . لان في تخطى ذلك . وفى حالتنا الليبية هذه . خُروج المسارات الى ما شأت من المسارات الا ان تكون مسارات  ليبية تلامس التأزم الليبيى وارتداداته على ليبيا ومحيطها الاقليمى الاقرب والقريب .  

    ولكن التساؤل المهم يقول . من اين لك بالقاعدة المتينة . التى لا يطالها الطعن والتشكيك . لتتخذها اداة ووسيلة تلمّلم بها الليبيين ولسانهم الى هذا المقّصد والغاية ؟ .  وهذا التساؤل . سيدفع بنا نحو البحث عن ما يجمع الليبيين . ويعتبر المشترك الوحيد الذى لا يقاسمهم فيه احد سواهم  . وهذا يتجسّد فى مُسمّاهم الليبيين . ولكن مَن الذى  الْبَسَ هذا التنوّع الديمغرافى الثقافى الليبيى وجلّببه بمسمى الليبيى . وهنا لا نجد امامنا لتعليل ذلك . الا الجغرافية الليبية بوعائها الواسع المعاصر . فهى من ضم واحتضن في كنفه هذا التنوّع الديمغرافى الثقافى . ووَسَمه وجلّببه بمسمى الليبيين . 

   واذن فالجغرافية الليبية . هى الثابت الموضوعى المحسوس والملموس  . والقاعدة التى لا يطالها الطعن والشك . لتكون والوحيدة . المرجع الثابت لتوحيد لسان الليبيين . في مرحلتهم التأسيسية المصيرية هذه . وعندما نقول الجغرافية الليبية . نعنى بذلك الجغرافية الليبية في كنف امتدادها الاقليمى الطبيعى . الذى يُجذِرها مفردة في فضاء شمال غرب افريقيا . وثابت رئيسي على الخريطة الجغرافية والديمغرافية والثقافية لحوض المتوسط الحيوى  . 

     وفى تقديرى . بالاتكاء على هذا الثابت الموضوعي . واعتماده مرّجعية تصّويبية في قاعات الحوار وجلسات النقاش . التى ستحتضنها مسارات مؤتمر برلين . سيقربنا هذا كثيرا من المبتغى . وسيتخذ وبالضرورة . هذا الضرب من التعاطي والتفاعل مع الشأن الليبيى . صبّغة ليبية . وان شأتم هيئة حوار ليبيى ليبيى . حتى وان كان بعيدا عن ليبيا والليبيين   . 

      فالجغرافيا فى تقديرى . كانت دائما مرّجع رئيسى . اثناء مرحلة تأسيس كيانات الدول الطبيعية . فهى ومن الواقع الموضوعي . من يحدد المحيط الإقليمي الاقرب فالقريب . وهؤلاء هم من يكوّن ويرّسم و يحدد المجال الحيوى للكيان الجديد . وستكون لهؤلاء وبالضرورة الوجودية . الاولوية بالاهتمام والتعاطى على من سواهم . لما لهم من تأثير حيوى ومباشر على الكيان الجديد . 

      فما تقوله الجغرافية – في تقديرى – في مفرداتها اثناء مراحل التأسيس  . تمثل القواعد والاسس الصلبة . التى تنهض عليها الكيانات السويّة . التى ستنتهى الى دول طبيعية . في فضاء هذا العالم البائس . ليس هذا وحسب . بل سنحتاج وفى حالتنا الليبية هذه . لجغرافية ليبيا المحلية في اقاليمها المعروفة  ,  ولو مرحليا . لنلمّلم بها هذا التمزق والتشتت . ونبّتغيها وسيلة لتخطى المركزية المقيتة . وارتداداتها السلبية على حياة الناس . 

      وفى تقديرى . اذا ارادة الهيئة الاممية في بعثتها بليبيا . الوصول الى نتائج ايجابية في مسارات برلين الثلاثة . لا بديل لها . عن الدفع في اتجاه ايجاد لسان ليبيى مشترك . يساعد هذا التنوّع الليبيى المتواجد في داخل قاعات مسارات برلين الثلاثة . على التواصل السلس البناء . وهذا سيساعدها كثيرا في وصول المسارات الى مخرجات بناءة . ستنعكس بالإيجاب على ليبيا ومحيطها الاقليمى  .          

      وهذا لا يثم الا باستدعاء المُشّترك الجغرافي . الذى ينّصهر جميع الليبيين بكل تنوعاتهم  مذاهب ومشارب داخل حضّنه  . ليكون حاضرا وبقوة . داخل قاعات وجلسات مسارات برلين  . فهو الاداة الاساسية . التى لا غنى عنها لضبط الحوار والنقاش داخل القاعات . ليضل داخل دائرة الوطن . ويصوّبه اذا انزلق الى ما قبل او اندفاع الى ما بعد .

        وهذا في متناول الهيئة الاممية . اذا اجتهدت وعملت على  استدعاء المشّترك الجغرافي للحضور . ليكون حاضر في حضور الطرف الثالث . الى قاعة حوار المسار السياسى  . بل دعونى اذهب الى ابعد ذلك . لأقول. بان على الهيئة الاممية . وبعد تعاطيها وتفاعلها الصعب مع التأزم الليبيي  . ان تذهب في اتجاه ربط منح غطائها الاممى لمخرجات مسارات برلين . بدرجة حضور وتفاعل المشّترك الجغرافى الليبيى الايجابى . وبدرجة فعاليته داخل مسارات برلين الثلاثة .     

   ويجب ايضا . على المحيط الجغرافى لليبيا الاقرب والقريب . ان يدفع في هذا الاتجاه . وعلى نحو إيجابي بالدعوة الى ملتقيات بدولهم  . تتناول الشأن الليبيى وتتعاطى معه عبر هذا المدخل الجغرافى . لما في ذلك من مردود حسن . على دولهم في الامن والاستقرار المستقبلي . الذى يعتبر رافعة كل بناء ونهوض وتقدم .    

الآراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة