من المفردات التى جاءت وتسربت . الى قاموس الانتفاضة الليبية مع بداية 2011 م . مفردة التقاسم  . التى اجترحها مؤتمر الصخيرات في مخرجاته وعرّابه . بعدما افتك منظمو هذا المؤتمر , الشأن الليبيى من بين ايادى مجلس النواب المنتخب . وذهبوا به الى تلك المدينة المغاربية . التى اقترن اسمها عند الليبيين . بمحاولة الجنرال المذبوح الاطاحة بالملك . فتمكن الحسن الثانى . من احتواء المحاولة واجهاضها .  ففى ذلك الوقت من الزمان . وفى تلك اللحظة . كانت (ليبيا النظام) مُتخنّدق مع المذبوح في محاولته الفاشلة . 

       فقد جاء - في تقديرى - مُسمى المؤتمر (بالصخيرات)  مُحملا بالكثير من الظلال والمعاني والتلميحات . التى نبشها المُسمى . واستدعاها من الماضى القريب الى حاضر 2011م . وكانه يحاول تذكير الحضور المتواجد في الصخيرات  قبل انعقاده . بانهم ليس غير الوجه الاخر (لليبيا النظام) . في توجّهه وان اختلفت الالوان والشعارات  .  في محاولة واجتهاد  ممن على الجغرافية التى تضم الصخيرات . ليقول من خلال هذا المُسمى :-  بانه لا علاقة له . بالذى سيأتى به المؤتمر من مخرجات . وما يسعى اليه من اهداف ومرامى  . وهو بعيد عنه . كبُعده عن صخيرات المذبوح . ومن وقف وساند صفّه .  

    كنت احاول ان اصل بالقول . من خلال هذا التقديم . بان مفردة التقاسم هذه . كانت حاضرة وبقوة وعلى نحو فج . خلال العقود الاربعة المنصرمة . فقد كانت حكر وفقط . على فيئة ضيقة من جموع الليبيين . بل وكانت هذه المفردة . احد المحرضات لهم على الانتفاض مع بداية 2011 م . على ذاك الماضى البغيض . 

     فجاءت الصخيرات في مخرجاتها رئاسى . اعلاء . نواب . وعرّابها . بعدما افتكت الشأن الليبيى من بين اياديهم . لتحاول اعادة تدوير وانتاج وبعث مفردة التقاسم من جديد . في صيغة جديدة . في ثوب جديد ووجه جديد . ولكن كل هذا . كان يطال الشكل ولا يقترب من المحتوى والمضمون . فقد ذهبت مخرجات الصخيرات وعرابها . بمفردة التقاسم بعيدا عن مصلحة كل الليبيين . عندما انساقت  نحو الارتكاز في تعاطي هذه المفردة مع شأن الليبيين . على التوجه المعنوى لهم  . فكرى . ثقافى . سياسى . قبليي . الخ . وهذا لا يتقاسمه جميع الليبيين الا فى تنوّعه وتعدّده . 

    كنت احاول ان اقول . بان لو تمكن الليبيون من الذهاب . نحو ما يجمعهم كليبيين . واعتمدوه كمنطلق في توجههم نحو مرامي واهداف ما انتفضوا من اجله . لكان لمفردة التقاسم هذه . معنى وبُعد جديد . سينعكس عليهم ايجابا . في شكله ومضمونه . في التأسيس لوطن لكل مواطنيه . في ليبيا لكل الليبيين . 

   فما يجمع الليبيين كليبيين الوعاء الجغرافى الذى يضمهم . والذى يحق لهم فيه ما لا يحق لغيرهم . وجغرافيتهم هذه . تنهض على مفردات محلية ثلاث . واعتمادها كقاعدة . لتفاعل وتفعيل مفردة التقاسم مع الشان الليبيى . ستكون مخرجاتها - في تقديرى- اقرب الى صالح كل الليبيين . من التوجه الموازى لمفردة التقاسم . كما جاءت على يد الصخيرات وعرّابها . 

   فمثلا . التقاسم العادل للثروة . عبر تنكب الجغرافية المحلية واعتمادها وفقط . كوعاء وفضاء لكل الليبيين . حينها يكون الواجب والتوجه . نحو التخطيط والعمل والتوجه نحو اعداد . هذا الوعاء الجغرافى . ليكون فضاء مناسب لممارسة حياة  تتوافق مع ادمية الانسان وتكّريمه  . حيت يستطيع الكل وبها . ومن على اى بقعة  فوق هذا الوعاء الجغرافى . الحصول على ذات الامتياز جوّدة وفعالية . من خلال ما تُوفّره هذه الصيغة . من تقاسم عادل للثروة  . فى هيئة بنى تحّتية . تطال كل مناشط الحياة بالبلاد . خدميّة كانت ام انمائية .  لتكون الحياة بها اكثر يُسر وسلاسة . اثناء التفاعل معها فى وجهها المتعددة  . في داخل هذا الوعى الجغرافى . الذى يحتوى الجميع بتنوعهم وتعددهم . 

       وباختصار القول . ان الوعاء الجغرافى كفضاء لكل الليبيين لا سواه . هو القاعدة الاقرب . للتوزيع العادل لصالح الليبيين . لما توفره من مردود إيجابي على حياتهم  . ضف الى ذلك . ففى هذا التوجّه ايضا . اقحام للجغرافية . لتكون حاضرة في اليومي الحياتي لكل ليبيى . اثناء تعاطيه مع شأنه الخاص والعام  . وفى ذلك كله . خطوة في اتجاه ربط  الليبيى بجغرافيته . وهو خطوة اساسية ايضا . في اتجاه التأسيس لوطن ومواطن ومواطنة .     

الآراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة