الجزء الثاني من سلسلة ("ستيفاني وليامز": سفه سياسي .. وعين على بريمر!! )
يعرف جميعنا بإن إبتلاء الليبيين بستيفاني وليامز قد جاء على جولتين كارثيتين ، خاضت المذكورة كل جولة منهما - رغم قُصر المدة بينهما - تحت مُسمى وظيفي مختلف عن الأخرى، بيد أن هذا الاختلاف بالمسمى الوظيفي كان من الناحية النظرية فقط ، لانها حتى حين توظفت تحت حيلة المستشارة الخاصة لغوتيريش ، فإنها لم تُمارس بهذه الوظيفة الماكرة الدور الكامل للمبعوث الأممي فحسب ، بل وعمِلت أيضا بكامل صلاحيات مندوب سام لدولة محتلة ، وأما صفة (الخاصة) التى ألحقت بنعث المستشارة ، فإنها لم تكن سوى إختراع انجلوسكسوني خبيث لتمكينها من الجمع ، بين منع أعتراض مجلس الامن الدولي على وظيفتها الاستشارية الخداعة من جهةٍ، ومن جهة أخرى لمنع اصطدامها بهذا المجلس ، طالما كانت وظيفتها ذات طابع استشاري خاص بغوتيريش لا شريك له فيها.
بيد أننا سنخصص هذا الجزء الثاني من هذا المقال للتصدي لمسألة أساسية، وهى تفسير سر عودة ظهور وليامز علينا كأعصار مدمر جديد ، وضمن جولة ثالثة لا تقوم هذه المرة ، لا على دور المبعوث الأممي ولا على دور المستشارة المفترسة لأحلام الناخبين ، وإنما تقوم على نهج مُطاردة الليبيين مطاردة منظمة، سرية الخلفية والمقصد ، ومجهولة المدة و الأهداف. ورغم إن هذه الجولة الستيفانية الثالثة تبدو كما لو أن وليامز تُديرها من وراء حجب بعيدة، إلا أن الراصد لأنشطة وليامز الليبية منذ أن غادرتنا برحيلها الثاني الذى ظنناه رحيلا إلى غير رجعة وحتى هذا اليوم ، لا يمكنه ان يرى غير ملاحقة لصيقة لليبيين ، حتى أنها تكاد تحك جلودهم ، وبكل ما في هذه الكلمة من معنى . حيث أن هذه الوليامز ماتزال تتعمد عج ظهورها بمرحلتها الأحدث هذه ، بممارسة كل أشكال التدخل المكثف والمباشر بشؤون الليبيين ، وذلك بدك أنفها بكل حركة صغيرة او كبيرة قد تطرأ على فوضى ركام الحطام السياسي الذى خلفته وراءها في ليبيا ، بل والذي باتت تسعي من خلال دورها الجديد لتضيف إليه المزيد من النفايات السياسية.
ولقد انطلق تدخل وليامز الغامض هذا ، فور مغادرتها لنا عقب انتهاءها من إضرام النار بانتخاباتنا المغدورة وما يزال هذا التدخل مستمرا ، بل وتزداد وتيرته بتصاعد مقلق حتى لحظتنا هذه ، وبصورة لصيقة ومنتظمة ومتجددة ومتعددة الصور و الوجوه ، ابتداء من استمرارها باختلاق فرص لاصدار تصريحات حول ليبيا عموما ، ومهاجمة قادتها - تحقيرا وتخوينا - على وجه الخصوص حتى جعلت من هذا الهجوم سنة جارية على ألسنة كل المسؤولين الاجانب ، مرورا بترتيب انشطة ومناسبات موجهه لتشريح الحالة الليبية على طريقة تشريح القتلى، إلى جانب كتابتها لمقالات مصممة عينا لتاجيج الفتن والخلافات بين الليبيين - على ركاكة واختلال هذه المقالات - وانتهاء بحفاظها على نشاط التعاون الوثيق مع مريديها، وكل من قامت بإرضاعهم من صبياننا الجانحين .
ولعل ما يدعو الليبيين أكثر للحاجة الملحة للكشف عن سر هذه المطاردة المشبوهة ، أو لغز هذه الجولة الستيفانية الثالثة الأكثر شُبهة باستهداف الدولة الليبية، هو حقيقة أن وليامز تقوم بهذه المطاردة الأحدث لليبيين وهى تقع خارج أي سلطة أجنبية تخص ليبيا ؟
إضافة إلى وجود ما هو أكثر إثارة للشبهة والشك، وهو أن مطاردتها الراهنة لليبيين عقب قضاءها لدورتين أمميتين ببلادهم، هو أمر لم يسبقها إليه أحدا من المبعوثين الأممين، لا من الذين أبتُليت بهم ليبيا على كثرتهم ؟ ولا من الذين أبتُليت بهم مناطق النزاعات الأخرى؟
حيث أنه لم يُسجل على أي مبعوث أُممي غادر منطقة نزاع كُلف بأمرها لفترة من الزمن (والتى لم يُسجل أيضا أنها قد زادت على فترة واحدة) إنه قد عاد و أعطى لتلك المنطقة (بغير ظهره) فور انتهاء عمله فيها ، وذلك باعتبار أنه من الطبيعي جدا أن يترتب على كل تلك المُغادرات إنشغال اصاحبها بالتفرغ التام إما لتقاعدهم، وإما لوظائفهم ومهامهم الجديدة التى كُلفوا بها !!.
بينما نجد بالمقابل وكأنه لم يكفِ هذه الوليامز هيمنتها الأمبريالية المطلقة على الحالة الليبية طوال المرحلتين السابقتين، اللتين قادت فيهما السياسة الليبية بصورة لم ترقى ولا حتى إلى حالة العقم باعتبارها خلفت الكثير من المصائب، والذين لم توفر لأجل تحقيق هيمنتها الكاملة على كل من فيهما ولا حتى استخدام جريمة انتحال الصفة، لنُفاجأ اليوم بعودتها إلى العمل على التأثير على أكوام القمامة السياسية التى خلّفتها فينا للمرة الثالثة !! ؟ وذلك عبر اختلاقها لمرحلة جديدة ثالثة لتعقبنا، واضح جدا إنها قد خططت هي ومن وراءها لتطارد الليبيين خلالها من مكمن يشبه مكامن التماسيح على ضفاف الأنهار انتظارا للفرائس الغافلة.
وذلك دون أن يعرف أحد منا حتى هذه اللحظة، ولا من "كومبارس دول دراه الكبد الاقليمية المتدخلة بشؤوننا بقرف مقزز" لا طبيعة وظيفتها الجديدة بهذه المرحلة الثالثة ! ولا أهداف من سلطها علينا هي ومرحلتها الجديدة هذه !!.
بيد أن محاولة الكشف عن سر هذه الملاحقة الستيفانية لليبيين عقب قطع كل أوصالها الرسمية بليبيا، لابد وأن يدفعنا إلى التمهيد لهذا الكشف عبر طرح جملة من الأسئلة الاستنكاريهةالملحة وهي : تُرى لماذا تواصل هذه الستيفاني (الفاشلة في ليبيا حتى النخاع) مطاردة الليبيين حتى بعد تخلصهم المرير منها .. لا بل وأن تمارس هذه المطاردة بهذا الإصرار الشديد واللزج الذي لا تنافسها فيه إلا "أونس" ، تلك المعتوهة الأمريكية غريبة الأطوار التى تطمح "بسبب من شدة هوان الليبيين على الناس" ، إلى أن تصبح رئيسة لليبيا ؟
أو بصيغة أخرى : لماذا تستمر هذه الوليامز فعلا – بعد أن مرمطت الليبيين شر مرمطة – بمواصلة مطاردتها لنا مطاردة قطعان الكواسر للفريسة الجريحة؟ رغم علمها بأن تاريخها المشين الذى تركته خلفها في ليبيا، وحطامها السياسي الذى تناثر بالطرقات والأحياء وأقفل أبواب الحياة من كل إتجاه على الليبيين ، لن يجعلها تنال منا بتكرار ظهورها علينا غير السب واللعنات.
فهل هذه السيدة الباردة برود الجليد (خالية شغل فعلا ) ؟ أو أن حكومة بلادها قد همشتها ودفعتها إلى ظلام معتم حقا فصارت (بلا شغله و لا عمله) سوى التسلي بملء فراغها بمطاردة الليبيين ؟ أم أنها باتت تشعر فعلا بعقدة الذنب تجاهنا على جريمة نحرها لانتخاباتنا المغدورة، فباتت تبحث عن فرصة لتعويضنا عن مصابنا؟ أم أنها سيدة سادية تعشق تذكير ضحاياها بصورة مستمرة بتدميرها لكل فرص استعادتهم لسلامهم واستقرارهم؟ بما سطرته فيهم من كفر سياسي وخليط فاحش من (التآمر والفشل الذريع) الذي ماتزال عواقبه الوخيمة تحاصر الليبيين حتى هذه اللحظة بكل الأشرار والشرور والأخطار؟
ولأنه حين تغيب الإجابات القاطعة القائمة على المعلومات المباشرة بحل الألغاز والأسرار، فإنه لابد وأن تبرز الحاجة الملحة إلى قوة "القرائن" كبديل للأدلة، مضافا إليها استخدام علوم التحليل والقياس التقديري لحل اشكالية الكشف عن الأسرار والألغاز موضوع القلق والانشغال . فإننا سنلجأ هنا مضطرين إلى الكشف عن سر هذه الجولة الستيفانية الثالثة، بتبني منهج التفسير الأرجح لطبيعة هذا السلوك الذى طغى على تصرفات وليامز تجاه ليبيا بمرحلتها الثالثة شديدة الغموض، وذلك بالاعتماد على حصاد جيد من القرائن الأمريكية القوية التى باتت متوفرة بين أيدينا فعلا ، بعيدا عن سخف إفتراض تحولها إلى عاطلة عن العمل، أوعبط الإعتقاد بسعيها للتخلص من عقدة الذنب حيال الليبيين، أو وهم تهميش السلطة الأمريكية لها ، أو تبرير إصابتها بداء السادية الذى يجعل صاحبه يتلذذ بتعذيب وعذاب الآخرين !!.
وتعود شرعية هذا المنهج التفسيري الذى سنلجأ إليه، إلى قوة وشدة حجية القرائن الأمريكية الصارخة التى قدمتها لنا المخابرات المركزية الامريكية نفسها بهذا الخصوص، والتى ضمها بين غلافيه كتاب "إرث من الرماد " . وهو كتاب من تاليف الصحفي الأمريكي الشهير تيم واينر، الذى عمل مراسلا لصحيفة نيويورك تايمز مختصا بملاحقة أنشطة المخابرات المركزية الأمريكية CIA لأكثر من 20 عاما دون انقطاع ، بل والذى أستخدمته "السي آى أيه" دون علمه، بالكثير من عمليات "التسريب التوظيفي" للأسرار عبر استخدام أساليب لم تشعره ولا مرة واحدة – كما قال - بأنه كان يُستخدم لخلق التوطئة المناسبة من خلال ما يتم تسريبه لارتكاب جرائم سياسية أمريكية ببقع مختلفة من العالم، بل وعلى العكس من ذلك تماما فأن تلك التسريبات جعلته يشعر دائما – وبكل إختراق مخابراتي يجري عبره - بأنه قد أكرمه الله فعلا بالحصول على سبق صحفي كبير يستحق أن يفتخر به . ولقد اعتبر كبار المفكرين وقادة الرأي الأمريكيين ، بل وحتى الغربيين الأجانب منهم، بأن كتاب "ارث من الرماد" ، يعد واحد من أفضل الإصدارات الأمريكية التوثيقية وأكثرها صدقا خلال العقود الثلاثة الماضية .
وأما ما يهمنا من ذلك الكتاب بهذا المقام، فهو تأكيد الوثائق الدامغه التى قام عليها، والتى تزيد على "خمسين ألف وثيقة" من وثائق المخابرات المركزية الأمريكية التى رفعت عنها السرية، والتى تغطي أكثر من أربعة عقود سبقت صدور الكتاب، تأكيدا مطلقا بأن تجنيد المخابرات الامريكية لديبلوماسيي بلادها ، وخاصة القادمين منهم من مناطق النزاع ، أو من دول عدوة أو حتى صديقة تصنفها الولايات المتحدة على أنها دول حساسة بسبب طبيعة مصالحها الحيوية فيها، إنما يعد ومنذ عقود طويلة، واحدا من أهم الأذرع التجسيسة التى تمدها المخابرات المركزية الامريكية عبر العالم للإمساك بكل الخيوط التى تمتد أطرافها بين واشنطن وبين كل الدول التى تعتبرها هذه الأخيرة مهمة لمصالحها، أو إنها تشكل خطرا على هذه المصالح.
بل ولقد قام هذا الكتاب بتقديم أسماء كل الديبلوماسيين الأمريكيين الذين مارسوا التجسس المباشر لحساب المخابرات المركزية الامريكية "والذين أشرنا إليهم أعلاه باعتبارهم قرائننا القوية والمعتبرة بهذا التحليل الذى نخوض فيه " . بل أن كتاب "إرث من الرماد " لم يكتفي فقط بتقديم أسماء الديبلوماسيين الأمريكيين المعنيين بالتجنيد المخابراتي بصورة مجردة ومباشرة، بل وقدم أيضا كل تفاصيل ارتباطاتهم الواردة بالوثائق المرفوع عنها السرية، والمتصلة بارتكابهم عمدا لضرب وتحطيم كل من تخبرهم بلادهم بانه يشكل خطرا على مصالحها، واحتواء وتدليل كل من يشكل بردا وسلاما على هذه المصالح ألى ان يحترق ويصبح غير صالح للعمالة. بل ولقد كشف ذلك الكتاب أيضا بمعرض سرده لحكايا أولئك الديبلوماسيين الأمريكيين التى يشيب من هولها الولدان، حتى أسماء الدول الضحية والفترات التاريخيه التي عملوا فيها، بل وكذلك أسماء العملاء المحليين الذين عملوا لحسابهم، وأسماء الكوادر السياسية والعسكرية والمدنية من الأمريكيين الذين شاركوهم أو عملوا معهم بتنفيذ مهامهم السرية.
بيد أن أهم ما أرتكز عليه هذا التجنيد، والتى يبدو من الواضح جدا أن وليامز تقوم اليوم باستنساخها واقتفاء أثرها. هو تعيين أغلب هؤلاء الديبلوماسيين (الذين تعدهم الوكالة خبراء متمرسين بالمناطق التى عملوا فيها) "كمدراء لمحطات المخابرات المركزية الأمريكية بالدول التى عادوا منها" ، وذلك ليقوموا بكل عمليات التجسس وجمع المعلومات، وتنفيذ الإنقلابات والأغتيالات والعمليات التخريبية الضرورية، وإشعال الانتفاضات، وقيادة عمليات التضليل البياني، وغسيل الأدمغة، وتقويض الثقة بين الفاعلين أنفسهم من جهة ، وبينهم وبين مجتمعاتهم من جهة أخرى، وإشعال الفتن وتأجيج الصراعات، إلى جانب اضطلاعهم بمهام صناعة القادة المحليين لحساب واشنطن، وتحطيم القادة المناوئين، والقيام بالتجنيد التجسسي على كل المستويات السياسية والعسكرية والأمنية والإجتماعية والحزبية والصحفية، وإنشاء جماعات الضعط وتشكيل وتنصيب الرؤساء والحكومات، وتأسيس الأحزاب والمنظمات غير الحكومية، وأحتواء وتجنيد وتحييد القادة النقابيين، وإقامة الروابط مع المافيات وبارونات الجريمة المنظمة، وتحقيق التلاعب بالزعماء المحليين الحزبيين والقبليين والجهويين الذين سبق للديبلوماسي الأمريكي المعني أن ارتبط معهم بصلات مختلفه خلال فترة عمله فوق أرضهم .
ويمكن لمن أراد التأكد منكم من رعب هذا الواقع الأمريكي، وتطابقه التام مع طبيعة ما تقوم به وليامز بمرحلتها الثالثة هذه، أن يتصدق ببضع ساعات أو أيام من وقته على أداء "فريضة الوعي" ، يطالع خلالها هذا الكتاب المخيف وطبيعة الوثائق المروعة التى بنىّ عليها .
وعليه فأن تفرغ وليامز التام لتوجيه جولتها الثالثة المقتحمة لحياة الليبيين بمطاردتهم بوتيرة مهنية منظمة تقوم على مواصلة تصريحاتها حول أزمتهم، وتقويض الثقة بين السلطة والمجتمع، واستدامة تواصلها مع الفاعلين الحكوميين والمتحزبين والناشطين والناشطات وقادة قطاعات حساسة، وربما تأسيسها وتمويلها لكيانات مختلفة مانزال نجهلها، واستمرارها بكتابة المقالات الفردية والمشتركة على ركاكتها، وتنظيمها للورش والندوات حول القضايا الليبية الحساسة، والذى يعد بحسب كتاب - إرث من الرماد - اقتفاء محترفا ومباشرا واستنساخا دقيقا لواجبات وسلوك أولئك الديبلوماسيين الأمريكيين الذين قادوا محطات مخابراتية لـ CIA ببقاع مختلفة من العالم، لا يمكن أعتباره أو النظر إليه على أنه إقتفاء أو استنساخ جاء بطريق الصدفة المحضة إلا من طرف "شخص أهبل ، أو طفل قاصر" .
وخاصة حين تكون المقتفية لآثار أولئك الديبلوماسيون المخابراتيون، أو المستنسخة لسلوكهم هي ديبلوماسية أمريكية، عائدة من دولة نزاع مسلح تعدها واشنطن شديدة الأهمية لمصالحها الحيوية الضاربة بجذورها إلى أيام "حرب السنوات الأربع والسفينة فيلادلفيا" ، و"تاريخ الشقيقات الأمريكيات البتروليات السبع" ، و "قاعدة هويلس الأضخم خارج أمريكا" ، و"خليج سرت" ، وفي الوقت الذى تكون فيه هذه الوليامز أيضا ، لا هى تركت الخدمة بحكومة بلادها، ولا هى تتمتع بأي وظيفة رسمية في ليبيا، ولا هي تابعة لأي منظمة دولية أو أقليمية غير حكومية، يمكنها أن تبرر من خلالها استمرار ملاحقتها لليبيين بهذه الصورة الملعونة !!.
وهكذا فأنه لم يبقى لنا من تفسير موضوعي ورفيع الاحتمال لتركيز وليامز على توجيه كل هذا الإهتمام لليبيين، وتفرغها التام لمطاردتهم ليل نهار بهذا القدر اللصيق، وبهذه المرحلة أو الملاحقة الثالثة الغامضة والمجهولة الأهداف، غير تعاظم فكرة تعيينها "رئيسا لمحطة الـ CIA في ليبيا" .
وللحديث بقيه ،،