تعاني الكثير من المدن الحضرية من مشاكل إرتفاع منسوب المياه الجوفية لعدة أسباب ، منها لطبيعة التربة أو للتغيرات الجيولوجية ، وكذلك للتوسع الحضري والزيادات المطردة في التطور العمراني ، وخصوصا بالمدن الساحلية في غياب تخطيط عمراني استراتيجي مبني على دراسات مائية وجيولوجية وهندسية معمقة .. مما يخلق طبقات من التربة المشبعة وغير نفاذة للمياه السطحية الناجمة من مياه الامطار والري والصرف، واستخدام طرق وأساليب ري أو شبكات مياه لا تتناسب وطبيعة الأرض والتربة ، مما يساهم بشكل كبير في ارتفاع منسوب المياه الجوفية ، والتي تشكل خطورة على سلامة المباني والبنى التحتية ، وتهدد سلامة السكان وحياتهم ، مع تزايد احتمالية حدوث الفياضانات في مواسم الامطار والسيول.
فكلما زاد منسوب المياه الجوفية زادت إحتمالية تشكل البرك والمستنقعات التي تكون موطن للبعوض والحشرات والقوارض وما يترتب عنها من امراض ، وتسرب المياه الجوفية للمباني وتشبعها يهدد سلامتها ، وانتشار الرطوبة في الحوائط والأرضيات التي تشكل البيئة للطحالب وما ينتج عنها من مشاكل صحية متعددة ..
وما تعاني منه مدينة زليتن أو غيرها من ارتفاع في منسوب المياه الجوفية سبق وان عاتت منه مدن ليبية ومدن كثيرة على مستوى العالم ، وتحتاج للتدخل العاجل ، والتكاثف الجدي والعمل الرسمي بين الجهات المختصة في التخطيط العمراني ، وخبراء الهندسة بفروعها وتخصصاتها ، وخبراء المياه ( الهيدرولوجيا وخبراء المياه الجيولوجيين ( الهيدروجيولوجيا ) والخبراء الجيولوجيين وخبراء الزراعة والصحة ، لإعداد الدراسات العلمية لمعرفة الأسباب الحقيقية للظاهرة ، وإيجاد الحلول العلمية الناجعة والآمنة ، مع وضع الخطط الإستراتيجية لتفادي إحتمالية الأخطار الناجمة عن إرتفاع منسوب المياه الجوفية مثل الانهيارات في المباني والطرق والكباري والبنى التحتية ، وسيولة التربة ، والفيضانات واحتمالات حدوث الزلازل .
مع وضع الترتيبات الوقائية مع الجهات ذات العلاقة للحماية من الامراض المعدية والوبائية المتوقعة .. وضرورة الاهتمام بدراسة جميع المدن الساحلية والمدن التي تشهد تطور عمراني أو اعادة اعمار لتفادي حدوث مثل هذه الظواهر.. وضرورة الاستفادة من التجارب الناجحة في العالم ..