سقوط النظام الوطني والثوري في الخارطة الجيوسياسية في الوطن العربي مكن العدو الصهيوني من الانتقال فورا لأخذ مكانه في افريقيا والذي كان معمر القذافي يملأ هذا الفضاء الواعد بما يحوزه من خيرات متنوعة أغلبها لازال مدفون وغير مكتشف ويحتاج إلى استثمارات طائلة ومتنوعة للاستكشاف والتصنيع والتسويق وهي سوق واعدة.
 تحجم الدول الغنية على بقاء افريقيا بنفس الوضع وبنفس الحالة خوفا من المنافسة والاحتكار التي تمثلها منتجاتها وخوف من المزاحمة التي تمثل دول العشرين المجتمعة حاليا ببيونس آيرس بالأرجنتين 60‎%‎  من التجارة العالمية ماجعل نتنياهو رئيس الكيان الصهيوني ينتقل إلى تشاد ليس لإقامة علاقات سياسية متميزة وليس لتبادل الزيارة وليس لحاجة "اسرائل" لموقف تشادي تحتاجه في دعم مجابهتها مع العرب، فهي بفعل "الربيع العربي" ضمنت بالراحة والانسجام تمدد مشروعها الاستيطاني في كل أرض فلسطين، وضمنت أن الاٍرهاب والجماعات الاسلامية الإرهـابية لن تهدد أمن واستقرار كيانها بالمطلق، وبدليل مشروع الدولة الإسلامية في العراق والشام، ووصول إمكانياته وقدرته المادية إلى مستوى قريب من هذه الدولة، مما أعطى الأمن لهذه الدولة، ولم تطلق ولا رصاصة واحدة في إتجاه ما وراء الجولان شمالا، وبالتالي لحملة زيارة نتنياهو دوافع وأهداف محددة تتضمن استغلال اليورانيوم وتوريده غلى مجمع ديمومة المعروف من أجل التخصيب وتزويد الدول الأخرى سيما أن هذه الدولة لا فيتو على استعمالها للوقود النووي، ولم توقع على الاتفاقيات الخاصة بالتصنيع النووي، ولم تقبل بالتفتيش على نشاطها النووي وهذا جانب آخر من التعامل الدولي وفق المقاييس غير المتكافئة حتى فيما يتعلق بخطورة استعمال السلاح النووي، إذ أنه حتى استعمال الوقود النووي للاغراض السلمية يتطلب المراقبة من قبل المنظمات الدولية المختصة، إلا دولة الكيان الصهيوني خارج المعادلة ومرفوع عنها المتابعة لأنشطتها النووية بمافيها الاسلحة والذخائر المحرمة دوليا.

الاراء المنشورة ملزمة للكاتب و لاتعبر عن سياسة البوابة