لا يمكن أن تستقيم حياة الدنيا وسعادتها إلا إذا كان الإنسان آمنًا على نفسه، مرتاح القلب، هادئ النفس؛ لا يخاف من وقوع مكروه يهدد أمنه، أو ينتقص دينه، أو ينتهك حرماته، أو يستلب خيراته، أو يفرض عليه ما يتعارض مع دينه وثقافته من أفكار ومذاهب وأخلاق ، وبناءً على ذلك فإن من الطبيعي أن ينشد أي مجتمع تحقيق السلم والامن الأهلي وزيادة تماسكه الاجتماعي بين جميع مكوناته, ومن واجب أفراد هذا المجتمع, كل في موقعه ومن منطلق مسؤوليته تجاه وطنه, بذل كل جهد مستطاع بما يكفل للوصول إلى الهدف النهائي وهو تحقيق السلم  والامن الأهلي أو بمعنى آخر السلام الاجتماعي.

ولكي نتحدت  اكترعن هدا الموضوع علينا معرفة  ماهو المقصود  بمفهوم  السلم والامن الاهلى

 معنى كلمة السلم ؟

تعنى سلمية كافة العلاقات والتعاملات الحياتية بين أبناء المجتمع والدولة التي تضمه،  اي بما معنى الرفض الكامل لكل أنواع العلاقات التصادمية والصراع العنفي، بين أجزاء أي مجتمع بشري ومؤسسات الدولة القائمة.

معنى كلمة الأمن ؟

الأمن-عموما- هو عكس الخوف، أي شعور الفرد بالاطمئنان والأمان،في نفسه، مستقرًا في وطنه، سالمًا من كل ما ينتقص من  دينه، أو عقله، أو عرضه، أو ماله. وهو يتحقق من خلال تحقيق أمن الدولة ككل.

معنى كلمة  الاهلى ؟

 يقصد بها مجموعة من الناس لهم تاريخ مشترك، وقيم وعادات وتقاليد وسلوكيات خاصة بهم، وخبرات واهتمامات وطموحات مشتركة، ومشكلات عامة يعانون منها، ويشعرون بأنهم ينتمون إلى بعضهم البعض، ويتفاعلون فيما بينهم بشكلٍ مستمر، فالمجتمع هو الشعب لكل دوله.


ما يهمنا في هدا المقال وما سوف نتحدت عنه هو كيفية بناء سلم وامن اهلى دائما  لليبيا  بااعتبارها احد  الدول التى عانت ويلات الحروب السنوات الماضية وانهكتها الصراعات المسلحة.


يعتبر بناء سلام وامن  دائم في المجتمعات التي مزقتها الحروب من بين الأكثر التحديات صعوبة  التى تواجهة السلم والأمن الاجتماعى فى العالم . ودلك لانا السلم والامن الاهلى لهده  المجتمعات يتطلب  استمرار الدعم الدولي عبر منظمة الامم المتحده  للجهود الوطنية من خلال مجموعة واسعة من الأنشطة - كمراقبة وقف إطلاق النار، وتسريح وإعادة دمج المقاتلين، والمساعدة في عودة المهجرين ؛ والمساعدة في خروج المرتزقه الاجانب  وتنظيم ومراقبة الانتخابات والمساعدة فى  تشكيل حكومة جديدة، ودعم إصلاح قطاع العدالة والأمن؛ وتعزيز حماية حقوق الإنسان، وتعزيز المصالحة  الوطنية.


 وبا اعتبار ان  ليبيا تحت الرعاية الدوليه مندو سنة 2011 وتعانى من ازمة سياسية واقتصادية وامنية صعبه لم تستطيع كل بعتات الامم المتحده السابقه  للاسف  في ايجاد  حل لهده الازمه وايجاد  مصالحه اجتماعيه وبناء سلم وامن اهلى بين الليبين.ودلك بسبب تجاهلها عمدا لدور القبيله في الشان الليبي .  


كلنا يعلم بان المجتمع الليبي يقوم على النظام القبلي  ويتمتع بهويه وتركيبه اجتماعية خاصه تختلف عن باقى دول شمال افريقيا . والقبيله لها تاتير كبير في الشان الاجتماعى والسياسي وحتى الامني والعسكري  ولانستطيع ان نتحدت عن امن وسلم اهلى  بدون موافقة مكونات المجتمع الليبي كافه

الا انه منذو بداية الازمة الليبية   للاسف حاولت ايادى خبيته لاتريد الاستقرار لليبيا تهميش دورها في ايجاد حل  للازمه الليبية وحاولت احلال محلها منظمات ما يعرف با المجتمع المدني بدلا عنها، إلا أنه هده المنظمات لم تصمد  في وجه العاصفه ولم يتبقاء، الا القليل منها على الساحه الليبية  حيت انحصر دورها في العمل الخيري والتطوعي فقط  دون القدرة على النفاذ إلى المكون الإجتماعي  وهي القبيله  والعمل على التأثير فيها سلبا او ايجابا، في حين ظلت القبيلة هي صاحبة الحضورالقوى على الساحه الليبية اتناء غياب الدولة واختفاء دورها بانهيار مؤسساتها الأمنية والعسكرية والإدارية.


كدلك  لعبت لقبيلة دورا محوريا وإيجابياً في حل العديد من النزاعات  التي اندلعت في عموم ليبيا من خلال مجالس الصلح بين القبائل، ولولا نظام التكافل الإجتماعي القبلي الموجود  لعاشت ليبيا كارثة إنسانية بكل ما للكلمة من معنى نتيجة انهيار مؤسسات الدوله بعد سقوط نظام القدافى . أضف إلى كل هذا أن مجالس القبائل الليبية  كانت هي اول من بادر إلى الدعوة إلى المصالحة الاجتماعية  ورأب الصدع ولم شتات الوطن وعودة المهجرين في الداخل والخارج .


  ايضا  القبيله  كانت  هي الجهة الأكثر فعالية في الوقوف وبشكل سلمي في وجه الجنون والعبث السياسي اللذين عاشتهما ليبيا خلال السنوات السوداء  الماضية  التي مرت بها، بل إن دورها فاق  دور بعثة لأمم المتحدة للدعم في ليبيا  والحكومات  المتعاقبة و الأحزاب والهيئات  ومؤسسات المجتمع المدني التي أُريد لها أن تحل محل القبيلة في حل ازمات ليبيا  حيت استطاعت في عدة مرات  اخماد فتيل الحرب  كدلك قامت بتقديم مبادره مهمه  لسلام  وتجنب الحرب الاخيره الا انه  نتيجة تدخل  اطراف خارجية  فشلت هده المبادره مما ادى الى اشتعال الحرب للاسف.

حقيقة لا أرى في المرحله الماضية والحاليه  أي دور يذكر لمؤسسات المجتمع المدني في عملية بناء السلم والامن الاهلى لليبيا  بل على العكس من دلك  في بعض الاوقات كان لهم دور سلبي في الازمه الليبية وكانو معول خراب وليس بناء.

كدلك  الظروف التي تمر به ليبيا حاليا  تستدعي اولا وقبل كل شيء استعادة الأمن والسلم الاهلي وإحلال السلم والوئام  الإجتماعي الدائم في عموم البلاد  دون تاخير وهدا لاتستطيع تحقيقه الا القبائل الليبية بما لها من قدرة التاتير على كافة مكونات الشعب الليبي ، أما عندما تقوم الدولة المدنية في المستقبل فإنه لا شك  فيه سيكون لهذه المؤسسات الدور الأهم والمحوري في إرساء ثقافة السلم والتعايش السلمي وتقبل الآخر شريك الوطن ونبذ ثقافة الكراهية والحقد والتشفي،

خلاصة القول ان اكثر الوسائل فعالية  من وجهة نظرى  في بناء السلم والامن الاهلى لليبيا  تتمثل في  اجراء مصالحة مجتمعية  بين كافة مكونات الشعب الليبي برعاية القبائل الليبية .وهده المصالحة ، لا تقتضي  انشاء وزارة او مؤسسة خاضعه للمتابعة، بل  يجب ان تكون سياسة منهجية مترابطة، في اطار استراتيجية وطنية تشترك فيها كافة القوى والاحزاب والمنظمات والشخصيات الدينية والمفكرين وكافة نخب المجتمع الليبي ، تعيد بناء نسيج المجتمع الذي مزقته الانقسامات والحروب ،

 وترسي  قاعدة  ملزمه لدوله اساسها، المواطنة الحرة المتساوية  بين كافة ابناء الشعب دون تمييز واقصاء وضغائن تاريخية، وتشيع بين مكوناته  مناخ الاخوه والتلاقي والمصلحة المشتركة في اقامة دولة مدنية ديمقراطية مستقرة. وهذه المصالحة الاجتماعية ، ستجعل من كل مواطنٍ حرٍ، لا فرق

في انتمائه القبلي  اوالسياسي،  وسوف تساعد وتعجل  في عملية  بناء السلم والامن الاهلى في كافة ربوع ليبيا.

الآراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة