في اخر تغريده لمرشح المليشيات و حزبها "العتيد" لمنصب الحكومة الجديدة, قال إنه "فخور بمشاركته في هذه العملية الديمقراطية الشفافة", والتي يقصد بها الحوار المتعدد الجنسيات, المتنقل بين عواصم العالم, والذي تم تصميمه من قبل مافيا الفساد في الامم المتحدة على مقاس نخب الفساد و الدكتاتورية, المنبثقة عن صراع ال فبراير وبقايا ال سبتمبر على مقاليد الحكم, ومناصب الادارة في ليبيا في نسخته الحالية 2020/2021.

لا ندري أي ديمقراطية يتشدق بها هذا "الديناصور" ومن معه, ومن دفع به, والمليشيات التي تدعمه, والتي لاهم لها الا استمرار هيمنتها الجهوية والقبلية تحت مسمى" الحفاظ على الدولة المدنية". هل هي ديمقراطية ال 75 مغتصبا لتمثيل ارادة الشعب الليبي, والذين ارتضوا ان يكونوا ادوات في عملية استمرار رهن ليبيا للدول الغربية وروسيا عبر ما يسمى "بعثة الامم المتحدة للدعم في ليبيا".

ما يحدث في ليبيا اليوم هو احتلال مباشر, وتحكم من بعد, في مصير شعب كامل من قبل الغرب وروسيا, وبتواطؤ من بعض الحكومات العربية والاسلامية, والتي رضيت من الغنيمة ان تكون من شهود الزور على تحطيم وطن, وتقسيمه بعد ان كان دولة, واحتلاله بعد ان كان مستقلا.

المحتلون موجودون مباشرة مثل الفاغنر الروسي, والقوات التركية والايطالية, والمرتزقة السوريين, والافارقة, و غير مباشر من امثال باقي الدول الغربية والعربية المتدخلة في الشأن الليبي والتي يتمرغ ديناصورات الحكم والسياسة الليبية بين اقدامهم كل يوم, مقدمين ما يستطيع كل منهم, وما تحت يديه من مصالح بأثمان بخيسة, وعروض مخزية لكي يتم احتسابهم في منظومات الولاء المتنافسة بين الغرب وروسيا.

يا ايها الذين اعمتهم المناصب الزائلة, والاحقاد القبلية والجهوية المقيتة, انتبهوا لما تم اقحامكم فيه من عملية فاسدة, وعروض مخزية, هدفها تحطيم القيم الوطنية لهذا الوطن, وروح العظمة لهذه الامة. هل هناك في نخب شعوب العالم اليوم من يجرؤ على القبول بتقديم اوراق ترشحه لتقلد منصب من مناصب الحكم في بلده لعجوز من وراء البحار؟, او شرذمة من المرتشين العرب في بعثات الامم المتحدة للهدم والفساد كما فعلتم؟ 

اي وطنية هذه؟, واي ثورة تتحدثون عنها؟ وقد اعمتكم بطونكم وشهواتكم الحيوانية عن بلوغ اقل مراتب الاهلية لتمثيل شعب كريم, وامة عظيمة, وتراب طاهر الا من انجاس خياناتكم لامتكم ووطنكم.

إن الحوار الذي ارتضيناه ودعونا اليه هو حوار بين الليبيين الذين يعيشون في هذا الوطن, يصبحون ويمسون على رائحة ثراه, ويتقاسمون قساوة العيش فيه, حوار يتم فيه ارجاع الامانة الى صاحبها الشرعي والوحيد الشعب الليبي, لا أن يتم تحديد مصيره من قبل أغلبية من متعددي الجنسية, المرتبطين بدوائر الغرب, البائعين وطنهم ودينهم بقليل من الدولارات, وببضع ايام تعيسة في فنادق الخمس نجوم.

من مهزلة ليون والصخيرات الى فرمانات ستيفاني وليمز وحوارات تونس وجنيف, تستمر عمليات تدوير نفايات فبراير وما لحق بهم من بقايا سبتمبر ليتكالبوا على حكم هذا الشعب باسم الغرب وروسيا, وبتنسيق من الموظفين المرتشين في بعثة الامم المتحدة لإدارة عملية الهدم والقتل في ليبيا, وبين عملية واخرى تتعالى اصوات التحريض, ودعاوى التهميش, وادعاءات البطولة الزائفة, لتتحول الى ارتال من جموع تائهة ليس لها هدف محدد الا تلبية رغبات حيوانية, ونزعات شيطانية للنهب والقتل والتدمير.

والى الله عاقبة الامور.


الآراء المنشورة ملزمة للكاتب  و لا تعبر عن سياسة البوابة