دعوني اقول من البداية . وللتأسيس لما سأتناوله فى الاتي من السطور . بان المكوّن الاجتماعي بشرق البلاد . قد تمكن من اجترح خطوة متقدمة ومُبكرة . فى اتجاه التأسيس لمفردة الوطن . عندما شرع فى خلق وصناعة الارضية الضرورية التى سينهض علية الكيان الليبيى . فى سعّيه واجتهاده لربط مفردته الاجتماعية . ببُعدها الجغرافى . فصارت مفردته بذلك ذات بُعد ثنائي , اجتماعي - جغرافي . ومن ثم تمخض عن هذه الثنائية .  ما يُعرف بإقليم برقة فى وجهه الاجتماعي الجغرافي  . 

      فبرقة ليست جغرافية وفقط . بل جغرافية واجتماع . ليس هذا وحسب . بل إنبثاق اقليم برقة . قد اسس وشارك فى تشكّل وصياغة . بما عُرف (بالغرباوي) اخوه اللدود وشريكه فى الوطن الليبيى . وهو كل ما يضم ويحتوى الوعاْء   الجغرافي لغرب البلاد . 

      غير ان هذا (الغرباوى) فى نُخبه , لم يستطع رغم المدى الزمنى الطويل . الذى قطعه مند ولادة اقليم برقة حتى يومنا هذا . من ربط مكوّنه الاجتماعي بوعائه الجغرافي تراب غرب البلاد . وهذه احد الاساسيات التى تنهض عليها كل الارتباكات التى تعصف بالوطن الليبيى . ومن هنا ولتخطي ذلك . يجب على ليبيا - فى تقديرى - وابنها الغرباوي . البحت عن الكيفية التى تجعل وتُلزم هذا (الغرباوي) بالتخلي عن تقّليب بصره و بصيرته فى اتجاهات عدّة .  وتثبيتهما وفقط , الى وعلى ما بين قدميّه الى وعلى التراب الليبيى الى وعلى الوعاء الجغرافى الليبيى . وهى خطوة اولى فى اتجاه حط الرحال والاستقرار به داخل الجغرافية الليبية .  او سيضل غرب البلاد ودائما , يمثل الخاصرة الرخوة للوطن , ومعّبر دائم  ستتسلل منه كل الشرور الى الكيان الليبيى . و ستنتهى فى الخاتمة الى تشظّيه وتفككه وتلاشيه . 

   اما عن الجنوب الليبيى وبما عُرِف بإقليم فزان . فهو الاقرب الى مُحاكات اقليم برقة . وذلك  بما يمتلك من عديد المقومات  . فمسمى فزان ينسحب على جميع المساحة الجغرافية للاقليم . فهى الوعاء الجغرافي للإقليم لما فيه من تعدد وتنوع . ولفزان ايضا , مفردات محلية محددة . نستطيع تفّقيطها فى . الشاطى . مرزق . البوانيس . اوبارى . سبها . الجفرة . بمعنى نستطيع استدعاء فزان واختصارها . وبيسر كامل فى مضمون مُخّرج حوارات و مداولات مُمثلي هذه المحلّيات الستة . ضف الى ذلك . دُخول الاقليم بعدما كان قفْر وفقرا , كرقم ومُعادل مهم فى   الارادات الليبية . من خلال تموّقعه على خزان هائل من المياه يتغدى عليه شمال غرب البلاد , وما يعادله من نفط وبترول يمد خزائن المال بالبلاد بما يقارب نصف ايراداتها . والاقليم مُموّل أساسي للشمال الليبيى بالمُنتج الزراعي والحيواني وغيرهما . 

   كل ما سابق ذكره عن اقليم فزان , يجعل من الاقليم  مؤهل بدرجه عالية . ليحدوا حدو اقليم برقة . وليكون ركيزة اساسية فى تثبيت بنيان الوطن الليبيى , وابعاده عن دروب ومسارات التشظي والتفكك و التلاشي . 

    وهذا لا ياتى على نحو تلقائى . بل باجتهاد وتفعيل هذا التوجّه , بايادى وعمل نخب الاقليم . فمثلا . باستطاعة من ثم اختياره ممثلا للاقليم بالمجلس الرئاسى . ان يجعل من الاقليم . حاضر بقوة فى المشهد الوطنى الليبيى وداعما له . عبر حضور فزان  بصيغ عديدة . من خلال تأطير يشتغل لينتهي بمُخّرج للاقليم , عبر حوارات ومداولات مُمثلي محلياتها الست , التى تتقاسم جغرافيتها  . والحرص ايضا . على حضور ما يُقدمه الاقليم للوطن الليبيى فى البُعد الاقتصادي .  وإظهاره كخلّفية للمشهد . عند حضور فزان كمفردة محّورية يتناولها النقاش والحوار والتداول . فى المجالس والمُنتديات الرسمية  . 

    وفى كل هذا مردود إيجابي على الاقليم  . من خلال اقحام هذا الحراك . الذى يتدثر بمسمى اقليم فزان . فى نشاط ميداني . سيكون وعلى نحو غير مباشر نشاط تأهيلي للإقليم . سيعود ايجابيا على اشتداد عوده  . وبه سيكون الاقليم اكثر فعالية وانتاجية لصالح الوطن . وللوعاء الجغرافي لفزان . ويُبعده بذلك عن حياة الذيّلية والهامش , فى داخل اطار الحراك الوطني الليبيى . ومن زاوية اخرى . فحضور الاقليم على هذا النحو داخل المشهد الليبيى , سيعيد ترتيب المشهد برمته بكل مفرداته .  ليتخذ به صبّغة وطنية تحتاجها ليبيا لتخطى تأزمها . 

الآراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة