.
لقد ارتبط اسم الجيش . فى جغرافيات دول العالم الثالث . بما عُرف بالانقلابات العسكرية . كوسيلة لوضع يده على دواليب ادارة البلاد . ومن ثم تسّير مؤسساتها بصيغة صارمة . تتوافق وتتناسب مع ما اكتسبته كوادره . داخل مؤسساتها التأهيلية . من ثقافة تُقدس التراتبية التقليدية - النظام - والانضباطية الصارمة . المشبّعة بحس وطني ظاهر . ويرجع فى تقديرى . خروج الجيش الغير تقليدي والغير مألوف من ثكناته . الى الفضاء المدني بدول العالم الثالث . الى سبيين اثنين .
* اولهما داخلى . استطيع حصره . فى عجز الجناح المدني فى مؤسسات ادارة تلك الدول . عن الوصول الى خلق قواعد متينة . تنهض عليها مؤسسات دولة . مدعومة بمؤسسات مجتمع مدنى موازي . تمّتلك به حد ادنى . من الادارة الرشيدة . فى تسّير الشأن العام . وما قد يترتب على كل ذلك . من ظهور بيئة تنعكس فى مفّردتها . سلبا على حراك الناس فى حياتهم . فهذه من الاسباب . التى تدفع فى اتجاه خروج الجيش الى الفضاء المدنى . لإعادة مسار الحياة . بما تتوافق مع حد ادنى . من الادارة الرشيد لحياة الناس . ومن ثم . وفى الغالب العودة الى ثكناته .
* وثانيهما خارجى . ويرجع فى تقديرى . الى نهايات المرحلة الاستعمارية . التى ظهر فيها ازدياد ملحوظ . فى منسوب وعى شعوب العالم الثالث . عندها استشّعرت اليد الاستعمارية . بخطورة هذا الوعى الناهض . وبما يمتله علي مصالحها . فى استثمار موارد هذه البلدان . وتوظيفها فى خدمة مسّتعمريها . كل هذا وغيره دفع باليد الكولونيالية . نحو التطوّر بما يتناسب مع إعادة انتاج ذاتها . من خلال جيوش العالم الثالث . والتى كانت اليد الاستعمارية عرّابها . فى زمن الوصاية العتيدة . فدعمت ودفعت هذه الاستعمارية بجيوش تلك البلدان . نحو افتكاك مقاليد ادارة البلاد واحتكارها . لتحّتفظ هذه اليد . ومن خلال تلك الطغم . على ديمومة حضورها بما يخدم مصالحها . فى تلك البلدان المتخلفة .
ولكن ثمت وجه اخر للجيش . يثم فى تقديرى . تجاهله والتعتيم عليه . يتمثل فى . انه كان وفى مراحل تاريخية مِفّصلية . اداة ويد ودراع فى بعث دول وشعوب . من تحت الانقاض والخراب والتفتت الى دنيا الوجود . واحياننا بعثها بعد النفخ فى روحها . الى دنيا الوجود من العدم .
ويرجع ذلك .- فى تقديرى- لأن الجيش التقليدى . كان ودائما لا غيره . الجسم الوحيد المنظم المنضبط الصارم وطنيا . الذى تحتاجه تلك المراحل المِفّصلية التأسيسية الجادة . من حياة تلك الدول والشعوب . ومن الشواهد على ذلك مثالين اثنين . قد لا يكون الضرف الزماني المكاني . الذى تمر به جغرافية شرق المتوسط وجنوبه . وبما يحملانه من شحنة استفزازية قد تستثير العامة . فى غير صالح استدعائهما والاستدلال بهما . كنموذجين على ما سلف من تناول . ولكن لا خيار اخر امامنا . فهما الاقرب . الى واقعنا المعاش ديمغرافيا وجغرافيا . * فالنموذج الاول . يظهر فى جمهورية تركيا . بعد هزيمتها فى الحرب العالمية الاولى . وانبعاثها الى الحياة الى الوجود . من تحت الانقاض على يد جيشها . * النموذج الثاني . جاء على يد الجيش الإسرائيلي .. فى بعث دولة من العدم الى دنيا الوجود .
كنت احاول الوصول بالقول . بعد كل التناول السابق . بان الجيش الوطنى بقيادته العامة . كان يحاول ويجتهد . رغم كل ما لحق به من اذى فى بنيته . عبر العقود المنصرمة . كان الجيش . يسعى نحو محاكة واقتفاء اثر تلك الجيوش الوطنية . التى سعت واجتهدت وفى ظروف تاريخية مِفّصلية . تُحيط بها عواصف وزوابع . تسعى هذه وتحاول دفع بُلدانها . نحو التداعي والانهيار و التفتت والتلاشي فى العدم .
ولهذا - فى تقديرى – واستناد لما يقوله التاريخ فى ماضيه . لا يجب وضع وتأسيس العراقيل . التى تقلل من اندفاعة الجيش . نحو هذه الغاية النبيلة . بل يجب فى تقديرى .الاتجاه نحو دعمه . ليكون الحامي والراعي . لنهوض الدولة المأمولة . على اسس متينة . وقواعد مؤسساتية . تسّتلهم ما نضج . من تجارب شعوب الارض .
فخلق المبررات لدخول الجيش التركي الى البلاد . ليضع يده على غربها . وليدعم طرابلس المليشياوية . التى يسعى الجيش الوطني لتفكيكها . لتخليص البلاد من شرورها . ثم الاجتهاد فى تحّفيز هذا التركى . نحو إعادة انتاج نفسة . فى تأطير وكودرة طرابلس الملشياوية . التى احتكرت طرابلس المدينة . طرابلس كل الليبيين . وعصفت بمؤسسات ليبيا الحيوية . ووظفت كل قدرات هذه المؤسسات الحيوية . فى كل ما يخدم التركي والمليشياوى . وبعيدا عن حاجة ومصلحة ليبيا والليبيين . كل هذا وغيره . يُظهر وبوضوح تجاهل صاخر . لما يقوله تاريخ الشعوب الحيّة . وفيه ايضا . تغافل مشبوه حدّ التواطؤ مع الغريب . فى هذه المرحلة المِفّصلية من تاريخ ليبيا . وهذا كله ان لم يوقف ويُحجّم ويلّجم . باستغلال ما تقدمه الهيئة الاممية . فى مبادرتها الاخيرة عبر مندوبيتها بليبيا . سينتهى فى تقديرى . بغرب البلاد الى حالة يُحاكي فيها . الكيان الهجين بجبل طارق . وسوف يكون ايضا . شوّكة تقلق خاصرة دول شمال حوض المتوسط . وبؤرة لزرع اللاستقرار والخراب . فى فضاء دول شمال القارة وغربها .
الآراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة