كنت احاول ان اصل بالقول . في كل ما تناولته من تحت هذا العنوان سابقا . بان المدخل لاحتواء التأزم الليبيى . ومن ثم تفكيكه . بما سيعود بالرضاء على كل ما تضم الجغرافيا الليبية . من تنوع اجتماعى . يرتكز في تقديرى وفى مُجمله . على العامل الجغرافى . فهو الوعاء الطبيعى والموضوعى . لكل ما تضم ليبيا من بشر ووبر وشجر وحجر .
والوصل الى هذا المدخل . ليس بالامر العسير في تقديرى . ولقد تناولته في عرضي السابق من تحت هذا العنوان . واستطيع ايجازه في استدعاء فزان الى داخل المشهد الليبيى . في ممثلي جغرافياتها الخمسة . الشاطى . سبها . البوانيس . مرزق . اوبارى . وغالبا ما تضاف الى اقليم فزان . الجفرة بفضاءاتها الجغرافية الثلاث وتوابعها . وكل ابتعاد عن الاستناد على البعد الجغرافى المحلى والاقليمى لليبيا في البحث عن مدخل يفضى الى احتوائه ومن ثم تفكيكه - في تقديرى - سيذهب بالكيان الليبيى الى المجهول .
فهذا التأزم الذى يعصف بالكيان الليبيى مند قرابة السنين العشر . ليس ببعيد او منفصل عن الاعصار . الذى يعصف بشرق المتوسط وجنوبه . بل تأزمنا هذا . يعتبر - في تقديرى - احد مفردات هذا الاعصار الاساسية . وهو يرتكز في نشاطه داخل الجغرافية الليبية . على ما جاء به . مؤتمر الصخيرات وعرّابه . من اجسام موازية للخيار الوطنى الليبيى .
ومجارات ونزولا عند اختيار عرّاب الصخيرات . لغرب البلاد وتحديدا طرابلس كحاضنه له . ولما جاءت به الصخيرات من اجسام موازية . وما يُسندها ويُدعمها من مؤسسات مالية . البنك المركزى . مؤسسة النفط . وشركة الاستتمارات الخارجية . سأستند في ما سياتى في تناولى هذا . على ما توالد ويتوالد من احداث . في هذا الفضاء الجغرافى لغرب البلاد . التى جرت ليبيا وفضائها الاقليمى . الى هذا المنزلق الخطير . اثر تولى الصخيرات وما جاءت به من اجسام ادارت دواليب الشأن العام بالبلاد . على نحو ظهر لجميع الليبيين . بانه بعيد عن مصلحتهم ولا يصب في مصلحة الوطن . فتعالت صيحات الاحتجاج المستهجنة . وما لبثت ان انتقلت الى حراك وطنى . قاد شرق البلاد للزحف صوب اسوار طرابلس . لقف عند ابوابها مطالب ومن هناك بتقاسم عادل للسلطة والثروة بالبلاد .
لم يرق هذا الحراك ذو البعد الوطنى لمخرجات الصخيرات وعرّابها . فانتفض هذا الاخير ومن داخل مجلس الامن . استصدر قرار . لعرقلة هذا الحراك الوطنى وشلّه . وفى هذا دعما لما تمور به طرابلس من عبث مليشياوى . يطال كل الليبيين في مقومات حياتهم اليومية . في جوانبها المعنوية والمادية . مذكرا جميع الليبيين بخطوته هذه . بخطوة شبيهه لها في غايتها . عندما جد واجتهد هذا العراب . وسعى الى استخلاص قرار اممى . ليضفى به شرعية دولية على اجسام ما بعد الصخيرات . كحصن ودرع لها . من كل ما قد تتعرض له . من طعون ذات بعد وطنى شعبى .
وعندما طال الحصار والوقوف على ابواب طرابلس . وشعرت اجسام ما بعد الصخيرات وعرّابها . بخطورة مالآت التوابع الوطنية لهذا الحصار الطويل . عليها وعلى حاضنتها طرابلس . ذهبت الصخيرات وعرابها . الى اجيرها التركي . بعدما امنّت لهذا التركي . غطاء يحميه من كل اعتراض دولى . يحمل صبغة قانونية . قد تعترض طريقه وتعرقله . تحت مسمى اتفاقية تركية ليبية .
يقوم هذا التركى بموجبه . بترّحيل مرتزقة من متعددي الجنسية . ونقلهم من شرق المتوسط (شمال سوريا) الى جنوب المتوسط (طرابلس الغرب) بعدما انهى هؤلاء مهامهم الموكل لهم . من طرف هذا العرّاب الانجلوسكسونى . ومقابل ذلك ينال هذا الاجير التركي . عند شروعه في التمدد والتوسع الى خارج مياهه الاقليمية . دعم ومساندة هذا العراب الانجلوسكسونى . كى يتمكن بها اردغان التركى . مشاركة جرانه البحريين . وبحصة وافره من غاز شرق المتوسط .
كنت احول القول . بان هذا التركى لا يزيد في شيئى . عن كونه اجير لهذا العرّاب الانجلوسكسونى . يتولى وبمقابل معنوى او مادى . نقل مرتزقة من مكان الى اخر . واذا تطلب الامر تأجير بعض من جغرافيته التركية . والى حين . كما حدث مع فضاءه الجغرافى . الذى يحادد به الشمال السورى والعراقى . الذى تحول الى منطقة تحشيد وانطلاق للمرتزقة المتعددى الجنسية . نحو الجغرافية السورية والعراقية . والى عموم الفضاء الجغرافى لشرق المتوسط . مع بداية تخلّق ما عرف في ما بعد (بداعش) وانبعاثها في دنيا الوجود .
فهذا الانجلوسكسونى يعرف تاريخ هذا التركي . الذى يتكئ على ارث إمبراطوري واسع . اقتطع في زمنه . قدر ليس بالقليل من جغرافية اوروبا الغربية والشرقية ايضا . ولم يتوقف الا عند الحدود الجنوبية لروسيا القيصرية .
فهذا الانجلوسكسونى . يعرف جيد كيف يلجم يتعامل مع هذا التركى . ولن يسمح لنفسه الا بالتعاطى معه كأجير وفقط . ولن يسمح له ولا لنفسه . بان يُمكن لهذا التركى من الفرصة . التى قد تستفز وعّيه الإمبراطوري الغابر . فيسّتعيده . ويعمل على النفخ فيه من روحه . ليصير في ما بعد وبه . منافس وخصم له . في هذا الفضاء الجغرافى الحيوى والهام .
واتكأ على ما سبق . لا مكان للاعتقاد - في تقديرى - بان يُفسح هذا العرّاب الانجلوسكسونى . لهذا التركى . والذى نعته ذات زمن بالرجل المريض . ولو بمساحة موطى قدم على جغرافية هذا الفضاء الحيوى . خاصتا على الجغرافية الليبية . التى تتموضع قبالة (كعب آخيل الاوروبى) الكامن في جنوبها .
ومن هنا - وفى تقديرى – يجب التعاطى مع هذا التركى على قاعدة ليس غير اجير في خدمة سيده الانجلوسكسونى . وهذا سيكون تحصيل حاصل . عندما نتفاعل مع التأزم الليبيى . كنتاج جهد وفعل عراب مؤتمر الصخيرات الانجلوسكسونى . وان الالية التى اتكأ عليها هذا العراب ولايزال . في نشاطه داخل الجغرافية الليبية . ليس غير ما جاء به مؤتمر الصخيرات . من اجسام موازية . جاءت بديل للخيار الوطنى الليبيى . الذى اسس لمجلس نواب من خلال عملية انتخابية قاصرة ومشوهه . فجاءت بمجلس نواب فاشل . هيأ بفشله هذا . البيئة المناسبة بل وشارك مخرجات مؤتمر الصخيرات . في التأسيس وزراعة الخراب والدمار في جغرافية جنوب المتوسط . وجَعَّل طرابلس حاضنة وراعية لهذا الخراب .
واذا لم يتم العمل على احتواء هذا الخراب . محليا . اقليميا . دوليا . سيتمدد ليعصف بجغرافية جنوب المتوسط وحوضه . وفى تقديرى . ليس من السهل تفكيك هذه الالية المدمرة . التى جاءت مع الصخيرات وعرابها . على نحو متوازن . الا من خلال الاستناد الى الجغرافية كأرضية ومنطلق موضوعى . في جانبها الداخلى المحلي لليبيا . ومع الجغرافيات الاقليمية في فضاءها الواسع . للجوار الليبيى وحوض المتوسط .
الآراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة