في الواقع ان اغلب مقارباتي . التى تناولت الشأن الليبيى . حاولت ان اجعل منها - ما استطعت - ان تشد بعضها بعض بخيط رفيع . يحاول جرّها هذا الرابط . نحو تفكيك استفهام وتساءل ضاغط . يسعى وبجهد مكثف إعلام ما بعد الصخيرات وعرّابه . مسنود بروافده الاقليمية والدولية . عند تناوله الشأن الليبيى . الى دفن وتغيب وردم مقومات ومفردات هذا الاستفهام وكل الاستفهامات التى تحاكيه . تحث ركام من القراءات والمقاربات والتناول . تتخطى وفى جميعها - في تقديرى - كل ما يخدم ليبيا والليبيين . وتُغرد بعيدا عن سربهم .
استفهام يبحت عن كيفية الوصول الى آلية . يتمكن بها الليبيون من الولوج الى داخل فضاء واحد . فيه ومن خلاله . تتوفر جل الظروف . التى يستطيعون بها . ان احسنوا ادارتها . الوصول الى توظيف موارد بلادهم . داخل بلادهم . لصالح بلادهم . لصالحهم . ففى هذا التفكيك والوصول من خلاله الى الاجابة . خطوة اساسية نحو احتواء التأزم . ومن ثم حلحلته . وتجاوزه الى ما سلف . وبدون هذه الخطوة . لا يحدث التأسيس لأمن واستقرار . ومن بعد نمو ونهوض لوطن و تقدم ورخاء .
كل هذا نحاوله . وكما هو ظاهر امام الجميع . فى كنف خضم عاصف من تصارع اقليمى تابع . ادواته بيادق محلية واقليمية . تمارس نشاطها من فوق وعلى الجغرافية الليبية . يسعى من خلاله . هذا الكم التُبع او المأجور وفى مجّمله . نحو اعلان ولائه المطلق وتبعيته لسيده الانجلوسكسونى . عبر اظهار نشاطه وتفاعله مع الشأن الليبيى . كصدى لتوجّه وتحركات تخدم رغبات سيده على الجغرافية الليبية . .
واسّتطيع القول عن هذا الانجلوسكسونى وبعيدا عن كل تحفظ . بانه يمثل قطب الرحى ومحورها . التى تطحن ليبيا بليبيها . ولن تتوقف جعجعتها . حتى تأتى بطحين يسّتسيغه هذا العرّاب و يستطيع ابتلاعه وبيسر تام .
واستطيع القول ايضا . بان مكوّناته وقوام . ما يسعى اليه هذا العراب . وكما تقول لنا سوابق من شواهد تاريخه . على هذه البقعة الجغرافية الواسعة . لا يزيد في شيئي . عن الذى تمكن به . ومند قرابة قرن من الزمان . من الوصول الى التقّعيد والتأسيس . لما عُرف حينها ويُعرف حتى وقتنا هذا (بسايس - بيكو) . والذى به وعن طريقه . استطاع ان يضع كل يده . على جل شرق المتوسط . ومن ثم امتدت الى جنوبه .
وبقول اخر . كنت اسعى الى القول . بان هذا العراب كان ولازال . وكما نحسّه ومن على حاضر الجغرافية الليبية . وفى داخل حيّزها المحلى . يجتهد و يسعى نحو اعادة انتاج الماضي . في مادته الاولية . التى تخلّق وتشكل منها . والتى بها . سَهُل عليه تطويع فضاء هذا الاقليم الواسع لغايته ومبتغاه .
والتى ولازالت وبفعّله . تحتفظ هذه الاوّلية ببدائيتها . وتتخذ هيئة بُنى (ماقبل وطنية) . تجسّدت في كيانات اجتماعية . انّبتتها واحتضنتها الصحراء . كى تتمكن بها هذه (الدزرتْ) من اعادة انتاج ذاتها . وعلى نحو دائم . عبر مسيرة التصحّير والتصحّر ومن تم الانتهى الى الصحراء . يتبلور ويتشكل كل هذا . في داخل دائرة مغلقة لا فكاك منها . الا عبر مساعدة هذه البُنى (الماقبل وطنية) في الانتصار على ذاتها . وذلك بكسر ايقاع تلك الدائرة المغلقة . التى ما فتأت على مداومة . انتاج التصحير والتصحر والصحراء . .
والوجه الاخر للعمّلة . التى يجتهد هذا العراب وبإصرار ملّفت. على اعتماد تداولها من على وداخل الجغرافية الليبية . نستطيع اختصاره في ما يعرف (بالمافوق وطنيه) في بُعده الدينى . وهو وجه ظاهر وبفعالية وعلى نحو ساطع . في تعاطى وتفاعل مفردات ورموز اجسام ما بعد الصخيرات في غرب البلاد مع الشأن الليبيى . وهى اداتها الاساسية في تطّويع ما تحت قبضتها الى خدمة وغاية عرّابها .
وكِلا الوجهين . ليس غير مضلة . يستطع هذا العراب ومن تحتها . اجتراح كل الشعارات الكبيرة . التى تتغدى على وهّم يسّتمد مادته ويرتكز على وجههى عملته الزائفة . ليستطيع وفى ضل ما تحدثه هذه الشعارات الكبيرة من ضجيج هستيري . الاشتغال وبدون مُنغصات على توظيف موارد ليبيا وليبييها . ليجعلها في تصرّف و خدمة بلاده . ومشاريعها داخل وطنه وخارجه . والشواهد على ذلك كتيرة . يستطيع وبيسر تام كل من اراد الوصول اليها . الذهاب الى تصفح مفردات تاريخ هذا العراب مع الفضاء الجغرافى . الذى يغطى رقعة شرق المتوسط وجنوبه .
لقد اجتهد وجد هذا الانجلوسكسونى . وبتوظيف كل قدراته الظاهرة والخفية . للترويج والعمل على تثبيت وتجدير عمّلته الثنائية الوجه (الماقبل والمافوق وطنية) . كي تصير وتعّتمد . آداه التداول الوحيدة . على وفى داخل الجغرافية الليبية . جاء هذا الفعل على يده . عندما تخطى خيار الليبيين الوطنى . الذى جاء بمجلس نواب في ممثليهم . وجرجرهم الى قاعات مؤتمر الصخيرات . بعدما اختار ووفق رغبته الحضور والمشاركين في المؤتمر . متخطيا ومتجاهلا ارادة الليبيين . وانتهى بمؤتمره . الى افتكاك شأن الليبيين من بين ايديهم . والقى به . الى ما بين أيادي مخرجات الصخيرات . لتتصرّف وتُديره . بعيد عن مصلحة ليبيا والليبيين . وبما يتوافق مع توجهات عرّابه . لكى تضل وتستمر يد وِصايته مُسّتترة وحاضرة في آن . على الجغرافية الليبية .
ولهذا نراه كان ودائما . مند ما بعد مؤتمر الصخيرات . عائق وعقبة في طريق كل المحاولات الوطنية . التى كانت تحاول تخطى الصخيرات ومخرجاته . بعدما تبين لليبيين ومحيطهم الاقليمى القريب والبعيد . عجز ما جاء به الصخيرات . عن استدراج الامن والاستقرار الى الفضاء الليبيى ومحيطه الاقليمى . كخطوة اولى واساسية في اتجاه احتواء وتفكيك التأزم الليبيى .
وفى الخاتمة اقول . لا فكاك - في تقديرى - لليبيين ومحيطهم الاقليمى والمجتمع الدولى ومن خلال الهيئة الاممية . من الذهاب الى الجغرافية في بُعّديّها المحلى والاقليمى . واعتمادها القاعدة الاساسية والوحيدة . للانطلاق من عليها نحو تفكيك التأزم الليبيى . فهى الوعاء المحلى الوحيد . الذى يضم الليبيين بجميع تنوع وتعدد توجهاتهم . وهى ايضا في بُعدها الاقليمى القريب . الفضاء الجغرافى المباشر . الذى سيتأثر سلبا وايجابا بالواقع الليبيى . والذى سيحتاج الليبيون الى استنهاضه وتفّعيله والاتكاء عليه اثناء توجّههم . نحو استدراج وصناعة الامن والاستقرار . في داخل بلادهم ومحيطهم الجغرافى القريب والبعيد .
الآراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة