الجزء الخامس من مقال "ستيفاني وليامز": سفه سياسي .. وعين على بريمر!! ؟
رغم أن الجيش الليبي ولد بمنطقة أبورواش المصرية في 9 أغسطس 1940، وحيث مايزال نصبه التذكاري ينتصب هناك حتى هذه اللحظة، ورغم أن بريطانيا حليفة دولة وليامز، كانت قد ساهمت بظهور الجيش الليبي، وبزمن لم يكن القذافي قد جاء فيه إلى الدنيا أصلا، إلا أن الكذوبة وليامز وصفت الجيش الليبي وبكل وقاحة بمقالها موضوع هذا الرد ، بـ "جيش القذافي" !!
ولم تكتفي وليامز بتلطيخ مقالها بهذه الكذبة الغبية التى تعكس ضحالة ثقافتها حيال التاريخ الليبي فقط ، بل ولقد اختارت هذه الامبريالية ايضا أن يكون نعتها الذميم للجيش الليبي بـ "جيش القذافي"، ضمن عبارة كارثية أساءت بها إلى أكثر من طرف واحد بذات الوقت . حيث أنها أوردت وصفها هذا بعبارة قالت فيها حرفيا: (ومع حلول العام 2018 هزم حفتر الجماعات المتطرفه ببنغازي، واستوعب في قواته مجموعات مسلحة مختلفة، والعديد من "فلول جيش القذافي" "السابق" !!.
وفي الوقت الذي أدين فيه وبشدة هذا الوصف الوليامزي الفاجر للجيش الليبي، فأني لابد وأن أسألكم أنتم أيها المتلقون الكرام، عن مفهومكم لكلمة (السابق) عند اقترانها بجيش !!؟ وذلك علني أعثر على الجواب الغائب عن هذا السؤال، بين تعليقاتكم المبجلة التى يمكنكم إدراجها أسفل هذا المقال بالموقع المنشور فيه؟ وذلك لأنني لا أعرف شخصيا متى ينطبق على "جيش من الجيوش" معايير هذه الوليامز اللئيمة باعتباره جيشا سابقا أو حاليا !! ؟ أى وكأن كيان الجيش عند هذه الشريرة، يمكنه هو الآخر أن تنتهي صلاحيته مثل جواز سفر أو علبة سردين !! أو أن يموت الجيش !! أو أن يتنحى !! أو أن تنتهي ولايته !! كما هو الحال مع الحكام والحكومات!؟
وعليه دعوني أسأل هذه الوليامز أيضا : عن المعايير التى يجب أن تتوفر بالجيش الأمريكي مثلا - باعتباره جيش بلادها وباعتبارها الأدرى به - لنعتبره جيشا سابقا أو منتهي الصلاحية وفقا لهذه التفاهة !! وإلى أن نتلقى منها جوابا مقنعا، فأنه لن يكون هناك من معنٍ لاستخدامها لهذه العبارة، إلا لأن هذه الوليامز تعتبر أن كل أبناء الجيش الليبي هم من الفلول!!
ولمن لا يعرف معنى (الفلول)، فأن هذا النعت يعني (بقايا قوات مهزومة بحرب) . وأن هذه الفلول أو بقايا القوات المهزومة ماتزال تواصل هروبها من الطرف المنتصر، وأن هذا الأخير – أى المنتصر - يُفترض به ملاحقة هذه الفلول حتى القضاء عليها!!
وعلى فكرة فأن هذه هى النظرة الانجلوسكسونية الفعلية للدولة الليبية السابقة، أى أن ليبيا هى دولة مهزومة بالنسبة لهم، وبذات القدر الذى انهزمت به ألمانيا واليابان والعراق أمامهم.
ما يعني أيضا أن هذه الشريرة وليامز، والتى كانت تحتل موقعا أمميا رفيعا يُفترض به أنه (موقع وسيط إيجابي محايد بحالة نزاع مسلح)، قد تطرفت وأضحت مجرد إرهابيه تُحرض وعن سابق إصرار وتصور كلا من (سياسيي الصدفة) و(سياسيي السلاح) الليبيين على مواصلة العنف ضد أبناء الجيش الليبي، وذلك بدعوتهم صراحة إلى مواصلة تبني النعت المخابراتي الانجلوسكسوني (جيش القذافي) !!.
هذا إلى جانب تورطها عمليا أيضا بتحريضهم (انطلاقا من نعتها السافل هذا) على مواصلة تصعيد العنف ضد كل من هو عسكري!! إضافة إلى تورط هذه الوليامز بعبارتها هذه، بتحريض مسلحي غرب البلاد ضد الرجمة، وذلك باعتبار أن هذه الأخيرة – بحسب وصفها لها - قد أضحت وكرا لفلول "جيش القذافي"!!
ولأننا سبق وأن وعدناكم في الجزء الأول من هذا البحث، باننا سنسوق لكم اقوى الادلة المادية الملموسة على أن هذه الوليامز لم تمثل يوما لا الأمم المتحدة ولا أية قيمة من قيمها النظرية طوال جولتيها الذين أبتليت بهما ليبيا، فأن أُولى الأدلة القوية والدامغة التى خطتها لنا هذه الوليامز بمخالبها هو وصفها للجيش الليبي "بجيش القذافي" !!
حيث أن هذا النعت الذى لا يمكن وصفه بغير النعت الامبريالي وغير الأممي وغير المحايد وغير النزيه، يعني بوضوح أن هذه الشريرة لم تمثل حقيقة طوال مدة مكوثها بليبيا تحت صفات أممية متلونة، سوى الوجه الأمبريالي القبيح لواشنطن ولندن .
وعليه فأن استخدام هذه الوليامز لهذا الوصف الانجلوسكسوني العاهر لابد وأن يصِمُها كموظفة أممية بالخزي القانوني والعار المهني والاخلاقي من أخمص قدميها وحتى أعالى أذنيها. كما أن استخدامها لهذا الوصف السفيه (الذى لا ينقصه سوى تبنيها لوصفي الجرذان!! والطحالب!! اللذين قد نجدهما فعلا منشورين بمقالات قادمة لها طالما أنها "مقعمزه لليبيين على ركبه ونص") ، إنما يؤكد قطعا بانها لم تكن مؤهلة أبدا للعب دور الوسيط الشريف والنزيه بأى صراع مسلح، حيث بدا واضح جدا أن هذا الدور لم يكن يناسبها فيه إلا الوجه المخابراتي الأمبريالي. وعليه فأن ما كانت تقوم به هذه الوليامز تجاه الليبيين إنطلاقا من وكر الانسميل، لم يكن إلا شرا أمبرياليا مستطيرا .
والحقيقة هى أنه لسنا نحن من نقول هذا، بل الأمم المتحدة نفسها، حيث أنه وبينما تمنع التشريعات والقواعد الأممية على المبعوث الأممي إلى مناطق النزاعات المسلحة، بل و تُحرم عليه قطعيا تبني النعوت العدائية لأطراف الصراع، او إعادة استخدام أي ألفاظ او مفردات مستفزة أو خطاب كراهية تتبادله هذه الأطراف فيما بينها للتشهير أو التحقير، وخاصة تلك النعوت التى عُرفت باسهامها بتأجيج العنف وإطالة امد الصراع، أو تغليب طرف على آخر بواسطة تبني وجهة نظره وعضد خطابه أونعوته للآخر. وبينما تُلزم ذات القواعد أيضا المبعوث الأممي بضرورة تبني الحياد الايجابي النزيه، وعلى رأسه تطهير لسانه من الألفاظ المهيجة للصراع، وتركيز جهوده بالضرورة على تعزيز الثقة وتهدئة العنف وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتحاربة، ومساعدتهم على صناعة التوافق والمصالحة وإبرام اتفاق السلام المناسب بينهم، الذى يضمن تحقيق المصالح المشروعة لكافة الأطراف بما يُحلِل فيهم السلام المستدام .
فإننا نجد أن هذه الوليامز وعلى العكس من ذلك تماما، قد كشفت على أنها قد ذهبت إلى أقصى درجات التطرف والأنحياز المباشر لصالح طرف من أطراف الصراع، باستخدامها المتعمد لهذه الفاحشة النعتية المدانة، والتى يُعد التلفظ بها علنا من خلال نشرها بمقال – إظهار مستفز لحقيقة معتقداتها التى أدارت بها الصراع الليبي المُصنّع برمته بمعامل المخابرات الانجلوسكسونيه، ومنذ أن كانت مسؤولة بالبعثة الأممية في ليبيا – وهو ما يُعد تعديا سافرا وإخلالا قبيحا ومذموما بكل القيم الأممية النظرية التى عُينت هذه الشريرة بليبيا لأجلها، ذات زمن حالك السواد.
كما أن استخدام وليامز لهذا النعت الكريه إنما يشكل غعلانا صريحا (وهو ما لا اظنها مخطئة فيه) بأن خطاب الفتنة العدائي المسموم الذى تمارسه التنظيمات السياسية الاسلاموية المتطرفة ضد المؤسسة العسكرية، والذى مايزال مستمرا حتى هذه اللحظه انما هو صناعة امريكية خالصة، بل أن هذه الصناعة لم تقف عند حد العسكريين، بل ولقد تم نشرها على نطاق واسع أيضا لتعمل ضد كافة مؤسسات الدولة المدنية وكوادرها وكبار موظفيها، وهو ما عبر عنه المتطرفون المحليون من أنصار وليامز بالعام 2013 بجر التكنوقراط وخبراء الدولة المدنية وكوادرها أيضا إلى نفس مصير العسكريين ، وذلك عبر إيداع بعضهم السجون والمعتقلات وإخضاعهم لأشد أنماط الانتهاكات الفاشية، وإغراق من بقي منهم طليقا بالمستنقع المتجرثم لقانون العزل السياسي الذى فرضوه على البلاد والعباد باستخدام العنف والإرهاب والرصاص، وذلك في سابقة فاشية مشينة ومقرفة ومقززة تحولت فيها الكفاءة والخبرة والتراكم المهني المُشرف بخدمة وطن وأهله، بمؤامرة انجلوسكسونية منحطة، إلى لعنة يستحق صاحبها الاعتقال والتعرض للذل والمهانة والاقصاء وقطع الرزق الشريف عنه !!.
ولعل ما يدفع كل ليبي شريف بهذا المقام، إلى الإحساس بأشد درجات الاستهزاء بالنفس وجلد الذات حتى الاغماء، هو التلميح شبه الصريح الذى أورده روبيرت جيتس وزير الدفاع بفترتي بوش وأوباما بمذكراته الشخصية التى ظهرت بكتابه المعنون بـ " الواجب" ، وهو التلميح الذى بين من ورائه بأن قانون العزل السياسي سيء السمعة الذى اجتاح دول الربيع العبري، إنما كان صناعة أمريكية خالصة بنسخه الثلاث، سواء أكانتا النسختين الذين اسقطهما الشعب بكلا من تونس ومصر، أو كانت النسخة الثالثة التى ورطت الدولة الليبية بولوج نفق مظلم من الحروب والفوضى والتوازي الحكومي والانقسام والتشظي المجتمعي، واشتداد سطوات الفساد والإرهاب والجريمة المنظمة.
حيث لمح جيتس وبكل الغطرسة اليانكية المعهودة عنهم، إلى أن قانون العزل السياسي الذى خلق جدلا واسعا واستنفارات عنفية واسعة بدول الربيع العبري، إنما كان امتدادا طبيعيا لقانوني اجتثاث البعث وحل الجيش العراقي اللذين فرضتهما واشنطن ولندن في العراق. ومن هنا، فأن وصف الفاشية وليامز بمقالها للجيش الليبي بـ "جيش القذافي"!! ليس إلا دليلا أخر على أن كل الفتن التى افترستنا وما تزال تفترسنا، ما هى إلا سياسات أمريكية مصنعة بأروقة المخابرات الانجلوسكسونية وخاصة الامريكية منها، والتى كانت وليامز على صلات قوية معها، ومنذ أن جاءت إلى ليبيا لتعمل كموظفة بسفارة بلادها.
أن وصف وليامز للجيش الليبي بمقالها بأنه "جيش القذافي" لا يمكن وصفه إلا بالإجرام الأمبريالي الصريح وخطاب الكراهية البشع الشنيع، ناهيك عما يتضمنه هذا النعت من تحريض على العنف والتصفية ضد أفراد الجيش الليبي ضباطا وجنودا، وهو ما قامت به الجماعات المسلحة في بنغازي فعلا على امتداد سنوات حالكة السواد، والتى لا يُستبعد أبدا أن تكون قد تلقت (أى تلك الجماعات) أوامر القتل والتصفية من المخابرات الامريكية ولو بنظام الاحتواء والتوجيه عن بعد، وخاصة في ظل حقيقة أن تلك الجرائم إنما خدمت وبمثالية ملفتة كافة السياسات الأمريكية تجاه المؤسسة العسكرية الليبية، القائمة على اعتقاد وليامز بفكرة (جيش القذافي) التى تشربتها عن مخابرات بلادها. حيث أن هذا النعت المنحط لا يكشف عن طبيعة اعتقاد وليامز الشخصي فحسب، بقدر ما يعكس العقيدة المخابراتية الامريكية تجاه اتمام مشروع انتقامهم من عدوهم القذافي وتشغيل كل عوامل خلق وتأجيج الفوضى بليبيا لسلب دولته من بعده. وخاصة إذا عُلمنا بأن المخابرات الامريكية لا تنسب الجيش فقط إلى القذافي ضمن مشروعها النهبوي الشامل لليبيا، بل و تنسب إليه أيضا أرصدة ليبيا الخارجية، رغم أنها مسجلة في الخارج بحسابات رسمية للدولة الليبية وليس باسم القذافي، وذلك تحضيرا وتمهيدا للسطو عليها، والذى أظنه قد تم فعلا.
وحتى نقدم المزيد من الأدلة الجوهرية على استهداف السياسات الانجلوسكسونية المباشر للجيش الليبي فأننا بحاجة إلى العودة لالقاء نظرة كافية لإثبات هذا الستهداف على ماضي الجماعات المسلحة المتطرفة التى كانت تسيطر على بنغازي ودرنة تحت الرعاية المباشرة للمخابرات الامريكية والانجليزية ولما يزيد عن الثمانية أشهر، وهى المدة التى استغرقها ظلام الأوديسا اللعين قبل انتهاءه من اسقاط الدولة الليبية، واستغرقتها تلك الجماعات بالسيطرة على جبهة البريقة وهي تحت الإدارة المباشرة للنيتو. وهي الفترة أيضا التي بدأت فيها فعليا أولى فصول جريمة تصفية الجيش الليبي بخطف الجنرال عبدالفتاح يونس الرمز المحترف للمؤسسة العسكرية، ومن ذات الجبهة، وذلك قبل نقله إلى مكان قتله و التمثيل بجثمانه شر تمثيل، في مشهد مروع مثل اسقاطا رمزيا على طبيعة المصير الذي كان يعده الانجلوسكسون للجيش الليبي. خاصة وأن أنباء تسربت من كواليس السلطة بذلك الوقت تقول بأن جريمة القتل تلك قد قامت على ترويج عملاء أمريكيين لأخبار بين المتطرفين تتهم الراحل بخيانة فبراير، بل ولقد قالت ذات الأنباء إن أوامر انجلوسكسونية قد صدرت فعلا للمجلس الانتقالي عقب الجريمة، بعدم تشديد التحقيق حول اغتيال يونس أو إعطاء الأمر أى أهتمام استثنائي، وهو ما حدث فعلا.
ولعل وصم هذه المخابراتية للجيش الليبي (بجيش القذافي)، يجعلنا لا نستغرب أبدا مواصلة تلك الجماعات لاستهداف الجيش الليبي بالقتل والتصفية فور سقوط الدولة الليبية وسيطرة الانجلوسكسون عليها، وهي الجرائم الكارثية التى بلغت رقما مروعا تجاوز تصفية الـ 1000 ضابط وعسكري، وجملة من النخب الوطنية التى عُرفت بانتقادها الشديد للمليشيات وممارستها لضغوط متواصلة لأجل عودة المؤسسة العسكرية والأمنية. وخاصة أيضا وأنه قد كان من الملفت جدا للانتباه أن جميع القادة العسكريين الذين تمت تصفيتهم قد تم اختيارهم بعناية فائقة تتجاوز قدرة تلك الجماعات على تحديدهم بتلك الدقة بذلك الوقت المبكر من سقوط الدولة دون مساعدة أجنبية والتى أراها شخصيا وقد ظهرت بوضوح بكون جميع القادة العسكريين الذى أستشهدوا على مخالب تلك الجماعات كانوا من العسكريين التأسيسيين.
أى من الذين كان يُفترض بهم لعب أدوارا مهمة بإعادة جمع وتشكيل وتنظيم الجيش من تحت ركام النيتو والإرهاب. ما يعني أن جهازي المخابرات الأمريكية والبريطانية لم يكونا بعيدين أبدا، ليس عن تحديد أسماء الضحايا فقط، بل وعن مد الجماعات المتطرفة بعناوين الشهداء، خاصة وأن كثير من أولئك الضحايا كانوا قد غيروا عناوين سكنهم، بل أن منهم من استغنى حتى عن لقبه الذى عُرف به، بل ويبدو أيضا أن هذه المخابرات قد زودت المتطرفين حتى باسماء المساجد التى كانوا يترددون عليها لأداء الصلاة والتى سقط عدد منهم شهداء على أعتابها الطاهرة.
بيد أن ما يعكس سخف وتفاهة هذه الوليامز حقيقة وبصورة تثير التقزز، هو نعتها للجيش الليبي بجيش القذافي بذات الوقت الذى اعتمدت فيه بجانب واسع من اتصالاتها العسكرية على (جيش القذافي) نفسه !! ولعلنا نحتاج للتوسع بفهم هذا الغباء الأمبريالي إلى مواجهة الشريرة وليامز بجملة هذه الأسئلة :
إذا كان الجيش الليبي هو فعلا (جيش القذافي) المقرف بالنسبة لك ؟ وإذا كان هذا الجيش يشكل لك لعنة فعلا ؟ فلماذا إذاً تجالسين اليوم أنت ومسؤولي بلادك الناظوري والحداد ؟، والذين كان أخر من جلس معهما هو جنرالكم مايكل لانغلي بروما قبل أيام ؟ أم أن الناظوري والحداد هما جنرالين هنديين تجنسا بالجنسية الليبية بعد الـ 2011 ؟ أم إنهما صُنعا بمعاملكم وأروقة مخابراتكم التى صنعتم بها النزاع الليبي المسلح؟ أم إنهما لم يتخرجا من جيش القذافي ؟ بل اسقطتهما السماء عليك بعد قداس بأحد كنائسكم لهج فيه رهبانكم للرب بأن يرزقكم بجنرالين ليبيين لطيفين ؟
وإذا كان جيش القذافي ملعون عندك ولا يستحق غير ملاحقة فلوله لأجل سحقها، إذاً لماذا تجالسون حفتر والجويلي وحسين عبدالله والمنفور وادريس مادي وعبدالرحمن الطويل والمنقوش، والمئات من القادة العسكريين الآخرين ؟ أم أنك تجالسينهم لأنهم زعماء نقابيين أم لأنهم قادة كشافه أو أعضاء بفرقة مسرحية ؟ ثم من أين جئت بعشرتك التى كونت منها مسارك العسكري؟ والذين ما انفكيت لا أنت ولا كل المسؤولين الانجلوسكسون عن التغزل فيهم ؟ حد أن تغزلكم فيهم لم ينقصه سوى سعيك لدى بابا الفاتيكان ليطلب لهم تزكية الله أيضا ؟
فهل هؤلاء العشرة هم من العسكريين الصوماليين مثلا ؟ أم أنهم سقطوا على الليبيين مع صواريخكم التى قوضت وطن وسحقت شعب وزرعت الشر والدمار إينما سقطت ؟ أم تراهم عسكريين من إنتاج كلياتكم العسكرية العظيمة التى زينتم بها البلاد بعد عامكم المشؤوم الذى أسقطتم فيه الدولة على رؤوس أصحابها ؟ أم أن هؤلاء العشرة هم نفر من الملائكة ساقهم الرب إليك لتصنعي منهم مسارك ؟
أليسوا هؤلاء جميعا من (جيش القذافي) ومعهم الألاف ممن يعملون اليوم بظروف بالغة الأخطار والصعوبة، لمساعدة وطنهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا على بلوغ بر الأمان، أيتها السفيهة الضالة، وصاحبة مقال الإفك والظلم والضلال؟ وإذا كنت ستقولين بوقاحتك المعهودة بأنكم قد اكتشفتم بأن هؤلاء عسكريون طيبيون ومسالمون ويحبون الديمقراطية ؟ فإذا كنتم قد وجدتم هؤلاء كذلك، فما بالك بباقي أفراد الجيش الغلابة - أيتها الظالمة - وهم الذين لا يملكون مهارات هؤلاء العسكريين في استعراض المهارات وفرض الذات وإنتزاع الأدوار؟
بيد أننا نعلم يقينا أيتها الوليامز بأنكم ليس لديكم أى مانع أصلا بالتعامل مع أي عسكري متى ما جاءكم فردا، أو حتى ضمن كيان مسلح غير جامع. فأنتم لا تحملون حتما أي موقف فردي معادي تجاه أي عسكري ليبي عينا، بل لعلكم على استعداد تام لإظهار أجمل المشاعر وألطفها تجاه كل رجال الجيش. بيد أن شركم وسمكم وحقدكم وكيدكم وما يجعلكم تتحولون إلى وحوش شنيعة خلال دقائق هو كل أمر يتصل رأسا "بوحدة الجيش" و "لم شمله" . لأن هاتين القيمتين هما اللتين تتشكل منهما كفاءة الجيش وتتكون منهما واعتمادا عليهما فاعلية قادته وقوة أركانه وامتلاك قدرته على ردكم على أعقابكم مهزومين. وعليه فأنكم لن يضيركم أبدا الترحيب والاحتفاء بكل عسكري يأتيكم فردا، بل وحد تعظيم شأنه، طالما ظل الجيش نفسه مفككا ومتشرذما .
وأما أنتم أيها الليبيون، فعليكم أن تعلموا بأنه بينما كان من بين أهم أسباب تعافي المجتمعين التونسي والمصري (وخاصة الأول باعتباره مايزال يخوض بمخاض حالة 14 جانفي) ، هو تخلصهما من فاشية وتنمر التنابز بالألقاب الصراعية والمفردات العدائية للفوضات العبرية التى اجتاحت المنطقة، حتى أن المجتمع التونسي قد نجح فعلا بتأديب حركة النهضة أشد التأديب عن ممارسة الخطاب الإسلاموي الفاشي بإجبار قادتها على تطهير ألسنتهم من كل العبارات الفاشية الاقصائية والتخوينية حيال منافسيهم أو خصومهم السياسيين والتكنوقراطيين، وحتى صاروا بخطابهم وكأن يد الله قد امتدت إلى أمخاخهم لتمحو منها كل أدران النعوت الفاشية المخزية. فأن الأمبريالية الفاشية وليامز التى ابتلانا الله بها، ماتزل تعمل بالمقابل وباصرار شديد على اضرام نيران الفتن والعنف والظلام بينكم . ولعله من المفيد لكم أيضا هنا، طالما إنه لا فائدة من إقناع هذه الأمبريالية بالتخلي عن شرها ضد الليبيين، من أن نوجه حزمة جديدة من الأسئلة لهذه الوليامز وقومها من مخترعي وصف "جيش القذافي" :
كيف أمكنك يا وليامز أو أمكنكم، وصف الجيش الليبي (بجيش القذافي!) ؟، بذات الوقت الذى لا تصفون فيه (المصرف المركزي) ببنك القذافي؟ ، و (مؤسستي النفط) بمؤسسة نفط القذافي ؟ و (مؤسسة الاستثمار) بمؤسسة استثمار القذافي ؟ وتدعون إلى سحقها هي أيضا ؟ ووصف كوادرها بالفلول كما تفعلون خزاكم الله مع مؤسسة الجيش!!؟ بل وخاصة مؤسسة الاستثمار، باعتبارها صنيعة قذافية مائة بالمائة طالما أنه لم يكن لها من أثر قبل عهده !!؟ وأى شر هذا الذى جعلكم تصفون مؤسسة الجيش (بجيش القذافي) ولا تدخرون وسعا بسحقها وتدميرها، بينما تحاصرون هذه المؤسسات بهيمنتكم حصار السوار للمعصم ومنذ العام المشؤوم 2011 وحتى اليوم، وحد أنكم أنتم من تقررون من يبقى على رؤوسها ، وتحددون لها كيف تعمل ؟
ولإنكِ جبانة ورعديدة تجاه قول الحقيقة حد الرعب، دعيني أجيبكِ بنفسي عن سبب ازدواجية معاييركم الفاشية التى عُرفتم بها وعُرفت بكم .
أن حقيقة تحقيركم وإهانتكم للجيش وتسليطكم لكل الأخطار عليه وضده، وتحريضكم على تصفيته واجتثاثه، وإصراركم على نسبه لشخص (بعد أن ظننتم بأنكم قد نجحتم بتحويل هذا الشخص إلى عدو ولعنة لشعبه) ، هو أنه ما كان لكم أن تصلوا إلى احتلال البنك المركزي ولا مؤسستي النفط والاستثمار، بل ولا البلاد برمتها وتضعوها حكومة وترابا تحت نعالكم ، ما لم تقوموا بسحق الجيش الليبي واجتثاثه ومواصلة نشر دعايتكم الكريهة ضده . حيث أن هذا الأمر يعد أمرا طبيعيا جدا ولا يختلف عليه عاقلان طالما أن هذا الجيش هو الذى طرد قواعدكم العسكرية من ليبيا وطهرها من دنسكم ذات يوم. ولان هذا الجيش هو الذى أمم شركاتكم النفطية ومصارفكم الأجنبية واستعاد حقوق الليبيين فيها. ولأن هذا الجيش هو الذى أجبركم على احترام خط الموت 32.5 وألزمكم حدودكم بحضرة المياه الأقليمية والاقتصادية الليبية. ولأن هذا الجيش هو الذى أطاح بمؤامرتكم، (مؤامرة إدماء الانف ثم الاجتياح) التى نصبتموها لليبيا في تشاد لتنالوا من استقلال البلاد .
ولأن هذا الجيش يحمل عقيدة الدفاع عن استقلال ليبيا حتى الموت. ولأن هذا الجيش ما كان لكم أن تجمدوا أرصدة البلاد وترسلوها وهي أمانة عندكم لتسلحوا بها أوكرانيا لو كان موجودا. ولأنه بوجود هذا الجيش ما كان لكم أن تعودوا لنهب موارد البلاد من جديد . ولأنه بوجود هذا الجيش ما كان لكم أن تسحقوا استثمارات الليبيين في الخارج وتشيعوا فيها النهب والخراب. ولأنه بوجود هذا الجيش ما كان لكم أن تهينوا كرامة الليبيين وتذلوهم في الداخل قبل الخارج كما تفعلون اليوم .
وعليه فكيف يستقيم لكم أن تصفوا البنك المركزي ومؤسستي النفط والاستثمار (بمؤسسات القذافي)، وأن تطالبوا بسحقها كما تفعلون مع الجيش، وقد ترك لكم القذافي هذه المؤسسات وهى تعج عجا بالكنوز، والتى مايزال لعابكم الكريه يسيل لأجلها على جوانب أنيابكم حتى هذه اللحظه !!؟
***
وللحديث بقيه ،،
للاطلاع على الأجزاء الأربعة السابقة... عب الرابط