ماكانت هذه الحرب الملتهبة في مدينة طرابلس  لتكون وما كان الموت البشع ليحصد ابرياء وليحصد عائلات كاملة وماكان لشباب وفتيات في حيوية أعمارهم يموتون وماكان لاطفال مدينة طرابلس يعيشون لحظات قاسية صادمة من الهلع والصفع النفسي المؤلم المدمر لكياناتهم الحساسة الرقيقة من دوي القذائف وطرقات الرصاص وهم ينظرون لعائلاتهم المهلوعة المخلوعة  وماكان لبيوت عائلات بنيت بإدخار دينار بعد دينار في العمر العسير ان تدمر وتهدم وماكان لعائلات ان تفر من بيوتها هلعا ورعبا لتدخل في عداد العائلات النازحة المهجرة وماكان لقلوب امهات ان تحترق على فقد اولادها الذين يتساقطون إهدارًا بين موتى وجرحى .  
  
 ماكان ذلك ليكون لو ان حكام ليبيا من بعد سنة 2011 م حكماء ولكن من حظ ليبيا ان يكون حكامها اغبياء تشريعا وتنفيذا . ماكانت هذه الحرب لتكون الا بوجود مجلس نواب بائس ووجود مجلس دولة خامل ووجود حكومة في شرق ليبيا وحكومة في غرب ليبيا غارقتان في الفساد الى حد الاغراق لايتنازلون لاجل مصلحة ليبيا وشعبها مع تعارض اتجاهاتهم الانانية الشخصانية والمناطقية والدينية المتنطعة .. 
  ماكانت هذه الحرب لتكون الا بوجود ساسة في بالغ الخساسة ماينبغي لهم ان يكونوا ساسة وما ينبغي لهم ان تسلم لهم  ليبيا لانحطاط في عقولهم وضعف قدراتهم اتوا على حكم بلاد تعاقبا وأسسوا  تأسيسا سياسيا وبنيويا شاذا لبلاد هى بكر وذلك ضد لطبيعة بناء البلدان مثله مثل  الشذوذ الجنسي بان شرعنوا ورسموا لعصابات دينية وسياسية وإجرامية بذات هيكليتها العصابية بان تكون هذه العصابات في بنية الدولة بدل من التاسيس على قواعد سوية بتفعيل او تاسيس جيش نظامي كما هو معروف في دول العالم ثم من يتعاقب منهم حاكما يدعم ويعتمد عليهم فان ذلك يعني ان هؤلاء لم ياتوا لينهضوا بالبلاد بل لتوريطها في الحروب المتكررة . حتى في اثناء تحرك الجيش القادم من شرق ليبيا  ماكانت لتكون حربا في طرابلس لو ان حكام طرابلس لديهم ثقافة وطنية او لديهم تفكير او تدبير .. 

جيش من الليبيين قادم من شرق وجنوب ليبيا يريد ان يفرض سيادته العسكرية بدل السيادة العصابية المفروضة على طرابلس من العصابات ويريد ان يدخل الى معسكراته وحسب ماالمانع من دخوله الى طرابلس  حتى اذا أخذتم عليه تعهدات الا ان حكام طرابلس لايريدون لليبيا ان تكون الا دولة عصابات وبلاد مشتتة وغير مستقرة وذلك بقصد او بغير قصد . ما المانع ان ينظر حكام طرابلس الى مصلحة ليبيا ومصلحة شعبها .. المانع انهم غرقى في مصالحهم ونهب واهدار الاموال العامة .ماسيكون لاحقا من هذه الحرب مأساة ليبية كبرى اذا استمرت هذه الحرب واحسب انها ستستمر طويلا ولن تختلف عندها اوضاع اطفال ليبيا عن اطفال بلاد اليمن الذين تشاهدونهم عبر القنوات الفضائية في سوء التغذية وتفشي الاوبئة ولن تختلف اوضاع ابناء ليبيا عن ابناء البلدان الافريقية التى داهمتها المجاعات والأوبئة ، هذا سيحدث لامحالة اذا لم يحسم سريعا احد الطرفين الحرب لصالحه ..  لك الله ياليبيا .. اعتصامكم بالله ياأبناء ليبيا من حكام وساسة هم البلاء .. هم الوباء .. هم الداء .  

  [email protected]


الاراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة