اعتقد بان السيد امين عام الهيئة الاممية من خلال مندوب الهيئة بليبيا والكادر التابع له  . عندما يعملوا ويجتهدوا على ابعاد الدول المتصارعة عن رقعة الجغرافية الليبية الى خارجها . كما يظهر امامنا   في هذا الاحتراب والتدافع بالوكالة . من خلال بيادق محلية  واقليمية . تحركها تلك الدول . كيفما شاءت على هذه الرقعة المنكوبة . فان الهيئة وكادرها بليبيا  يقومون بهذا العمل . ليس تحيزا منهم الى ليبيا والليبيين وحسب .  بل لان في سعّيهم هذا  . انفاذ للمهمة  التى جاءت المنظّمة الاممية لتعميمها على رقعة هذا العالم الواسع . ومن بينها التقليص والقضم من رقعة  الاحتراب والقلاقل . التى بها سيُضاف الى مساحة الاستقرار والسلم العالميين . وهو ما يحتاجه كل بناء ونهوض في هذه الحياة على رقعة هذا العالم البائس . 

      وفى المقابل ايضا . عندما يذهب الليبي نحو الضغط على الهيئة الاممية في بعثتها بليبيا . ودفعها في اتجاه عدم منح غطائها الاممى . لكل خطوة لا تصب في صالح انفاد وخدمة ما جاء بهذه الهيئة الى دنيا هذا العالم . لتُحاوله وتكّريسه كثقافة . ولتقّعيده وتجّديره كواقع معاش . فالليبي هنا وبفعله هذا . لا ينحاز الى الهيئة ومنظومتها الانسانية واعرافها الدولية وحسب . بل يسعى نحو ابعاد جغرافية بلاده . عن ان تكون ساحة صراع . تُسّتنزف عليها طاقته البشرية والطبيعة بعيدا عن مصلحته . ويُوظف فيه موّقع بلاده الجغرافى . في خدمة اهداف الاحتراب والقلاقل . واشاعة التوتر في الاقليم وحوض المتوسط الحيوى  . 

     كنت احاول واتكاء على ما سلف .  ان اصل الى القول . بان هذا التقارب والتقاطع في المصالح ما بين الليبي في ذرأ الاحتراب بعيدا عن جغرافية بلاده . وبين  الاممي في انتهاز الفرص المتاحة . لإنفاذ ميثاقه واعرافها الدولية على جغرافية هذا العالم . لا يقف بهما هذا التقاطع عند هذا النقطة وفقط . بل يذهب بهما الى ابعد من هذا . في ان كِلا الطرفيين الليبيى والاممى . يستمد من فعاليّة حراك الطرف الاخر . كل الطاقة التى تُغدى جهده في اندفاعه .نحو تحقيق غايته وهدفه . 

     وبقول اخر . ان تعاطى الليبي مع شأنه المأزم . بصيغ مُغلّفة بما جاء فى مواثيق الهيئة واعرافها  . واجتهاده في جعل مفردات هذه المواثيق حاضرة وعلى نحو دائم . في جميع اوجه وصيغ تفاعله مع الهيئة . ومع التأزم العابث ببلاده في بُعّديه الداخلى والخارجي . سيوفر به وبلا شك  . ضغط معنوى على الهيئة . وسيدفعها نحوى التفاعل مع التأزم في بُعده المحلى الاقليمى الدولى . من خلال هذا المنظور وعبر هذا النهج . وفى كل هذا يظهر تذكير واضح للهيئة . ويُحمّلها الزام ضمني  بعدم مجانبة هذا السبيل . الذى ينتهى ويتقاطع مع احلام ومطالب الليبي . التى جاء بها مع انتفاضته   . وهو وفي ذات الوقت . جهد إيجابي يسعى لخلق متكئ متين للهيئة . يساعدها ويسّندها فى تقّعيد وتجّسيد مبادئها  التى جاءت لتعميمها كثقافة انسانية . قد تساعد هذا العالم  في تخطى بعض من ازماته الكثيرة . 

     واقول ايضا  . ليس من   صالح الهيئة . ولا من مصلحة الليبي . ان تتعاطى معه في تنوّعه وتعدّده في هذه المرحلة التأسيسية .   بل عليها ان تذهب في اتجاه السبيل الذى تستطيع به التعاطى مع الليبيى والتفاعل معه ككيان واحد . والابتعاد عن ما سواه  . ففى دلك خدمة لتوجهات انتفاضته . في سعيه نحو التأسيس المأمول لدولة المواطنة . وفي هذا الفعل ايضا . انحياز من الهيئة لذاتها بانسجامها مع ما جاء في ميثاقها . التى تسعى ومن خلال مشاغلاتها للازمات بهدف تفّكيكها . ان تجعل من بنوده مرتكز لثقافة انسانية . قد تسود العالم  . وهو في وجه من وجوهه . يتمثل في مساعدة الشعوب للخروج من ضيق وتضيق العسف والجور الى براح الحرية .  من خلال دعمها ومشاركتها في التأسيس لدولة المواطنة .. 

     وبقول اخر وفى المجمل . واستناد على ما جاء آنفا  . يجب على الليبي مساندة الهيئة . والدفع في اتجاه الرفع والزياد في منسوب فعالية حراكها . داخل التأزم الذى يعصف ببلاده  . من خلال استدعاء ما جاء به ميثاقها . وجعله حاضر وعلى الدوام . اثناء التعاطى والتفاعل معها . وعلى الهيئة الاممية ايضا . التحرك في اتجاه كل ما يدعم ويرفع من فعالية الليبي . في تعاطيه مع التأزم الذى يعصف به وببلاده . من خلال الاتجاه نحو التعاطى معه ليس في تعدده وتنوعه . بل في التفاعل معه ككيان واحد  . الذى يؤمنه  وبيسر البُعد الجغرافى الحاضن لكل تنوعه وتعدده  . وهو ما تحتاجه المرحلة التأسيسية التى يمر بها كيانه الواحد . وبمختصر القول . ان يجعل منها شريك لا وسيط في حلحلة تأزمه . وان تجعل منه ظهير في انفاد وتفعيل ما جاء به ميثاقها على ارض جغرافية بلاده . 

   في النهاية . استطيع القول . بان التعاطى مع الهيئة الاممية بعيدا عن هذا التناول . لا يصب بالقطع في مصلحة ليبيا والليبيين . وما هو الا جهد ضائع لا يخدم الا الاخر . وايضا اقول . ان كل تعاطى مع ليبيا والليبيين من طرف الهيئة الاممية . خارج هذا التوجّه . ما هو الا اعادة انتاج لمخرّجات مؤتمر الصخيرات . وما انتهى بنا اليه عرّابه . فى تقاتل واحتراب ودمار .               

الآرء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياس البوابة