محمد بعيو

الأستاذ خالد عمار المشري الحراري رئيس المجلس الأعلى للدولة الإستشاري إسماً وشكلاً الإستثماري التجاري فعلاً وواقعاً، الذي هو {الـمـتـحـوّر} المتخلف وليس المتطور، من المؤتمر الوطني العام، 
ولأنه {مـتـحـوّر} متخلف وبدائي انشق على نفسه أو تـحـوّر مرة واحدة في ديسمبر 2015، في معمل الأحياء الديناصورية في الصخيرات المغربية [التي ارتبط إسمها بالخيانات ومحاولة الإنقلاب الدموية على الملك الحسن الثاني رحمه الله سنة 1971]، فطرد نحو مائة عضو مشاكسين من المؤتمر الوطني العام، من بينهم قائد ثورة فبراير السابق، مرشح الرئاسة الحالي المناضل (نوري ذي السهمين سهم عند إخوان الحوزة الأصوليين، وسهم عند إخوان الصفا الباطنيين)، واحتفظ بالمائة المسالمين رجالاً ونساءً محترمين، لكنهم مستسلمين تماماً لسيطرة المشري، الذي نجح بالتحالف مع تنظيمه الإخواني وآخرين في طرد زعيم الوهم التاريخي عبدالرحمن السويحلي، من بيته السياسي في ضربة مباغتة تكررت مرتين، وقضت على الرجل ذي الثلاثة أرباع قرن من العمر، أمضى ثلاثة أرباعها في مجاهل الماضي الذي لن يعود، متوهماً أن إرث جدّيه رمضان وأحمد السويحلي يكفيه لمحاولته الفاشلة ليحكم لــيـبـيــا الوطن الكبير، مثلما يحاول أن يحكم بيته العائلي الصغير.
ومنذ تحوره الأول والأخير قبل ست سنين، بقي المؤتمر الوطني العام في شكله الجديد القديم، مجرد منصةٍ لشخص واحد هو السيد خالد المشري يستخدمها كما يشاء حيث يشاء، ويستعمله في إلحاق صفة تسبق إسمه، ومصدراً قانونياً لتغطية مصروفاته العامة والخاصة، التي أهمها رحلته الأسبوعية إلى إسطنبول، حيث تقيم عائلته الكريمة منذ سنين لا تغادر رفاهية عاصمة المولات الزاهرة والمطاعم الفاخرة، حيث المسافة البعيدة عن طرابلس منعت أولاده من اللحاق بمعركة الدفاع عنها قبل ثلاث سنين، والتي دامت 14 شهراً، لم تكن كافية لإلتحاقهم بها، ولا لإلتحاق عشرات المتزعمين الكذابين والزاعقين التلفزيونيين، الذين هربوا يومها تاركين السيدين فـائـز الـسـراج وفـتـحـي بـاشـاغـا، يقودان آلاف الشباب في حرب مرفوضة لكنها مفروضة، والذين دفعوا أرواحهم وأطرافهم ومستقبلهم في إحدى المعارك الخاطئة للحرب الأهلية الآثمة، 
واليوم وإذ يحاول باشاغا إنجاز سلام الشجعان، يزايد عليه الجبناء والعملاء دون حياء .. 
ولله في خلقه شئون.
صديقي خالد المشري المستعد لبيع كل شيء، ليشتري أي مكان في السلطة العبثية الغنائمية المسيطرة في غياب الدولة الحقيقية، بدءً من التنكر لحزبه الإخواني الذي أعلن التخلي عنه، والذي يشاكسه الآن ويخالفه ويورطه في قفزاته وبهلوانياته وانتقالاته، التي آخرها مناوراته مع السيد عقيلة صالح {ثلب برقة القديم وشيخ مجلس النواب المقيم}، ليصبح رئيساً لحكومة جديدة بديلاً عن حكومة المزاج والفساد والعمولات العائلية الحالية، وليس انتهاءً بخداع أمراء الحرب الشباب عبر بروباغندا الخطاب.
يا سيد خالد المشري، عندما أصفك بالمتحور السياسي، أنا لا أقصد إهانتك أو الإساءة إليك، بل محاولة توصيفك والتعريف بك، وأنت الشخصية العامة ليعرف هذا الشعب وهو سيعرف حتماً، من حكموه ومن استخدموه ولم يخدموه، ومَن وأدوا حلمه في أن يذهب إلى صناديق الإقتراع ليستعيد شرعيته وينتخب سلطته، وفي هذه الجريمة لست بالتأكيد وحدك الشريك والمرتكب، لكنك للأسف الأعلى صوتاً، والأكثر استفزازاً، والأمهر ابتزازاً، والأسرع تحركاً وربما تأثيراً وتحولاً... وتــحــوّراً. 
واليوم إذ تستمر في نفس اللعبة بذكاء لابد من الإعتراف به، يمكن أن أقول لك بالليبي [صحة لك فقد لعبت مع الجميع وبالجميع]، لكنني من باب النصيحة وقد جمعنا الخبز والملح وغدائي في بيتك قبل أسابيع، أقول لك، إنك تخاطر وتغامر بنفسك، فخذ حذرك لتحمي نفسك، أمّا وطنك الذي تتلاعب به وتلعب فيه، فإن له ربٌّ يحميه، وفيه شعب سيستعيد ذات يوم ربما لن يكون بعيداً، وعيه وقدرته ويغضب ويثور ويفعل وينتصر، وحينها ستندم أنت وتندمون جميعاً، أيها البائعون له في أسواق نخاسة السياسة، يوم لا ينفع الندم، وما أمر الذين سبقوكم منكم ببعيد، لكنكم قومٌ ليس منكم حتى الآن رجل رشيد، وإنكم لا تحبون الناصحين.
ولـتـبـق لــيـبـيــا حـتـى زوال الـزمـن.. وزوالكم .. وإنـكـم بإذن الله قريباً زائلون.