تتواصل الجهود والاتصالات الدولية والاقليمية لمنع سيناريوهات الحرب الشاملة في منطقة الشرق الأوسط في ظل التهديدات المتبادلة بين ايران وإسرائيل منذ اغتيال القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر وزعيم حماس إسماعيل هنية.
وفي الوقت الذي سارعت فيه دول حلف شمال الأطلسي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية على تجديد دعمها لإسرائيل في مواجهة ايران، يقف لبنان وحده في مواجهة كل الاحتمالات السيئة والصعبة، وما لها من تبعات على الشعب اللبناني.
ويعيش لبنان منذ اندلاع الحرب بين الإحتلال وحماس في 7 أكتوبر الماضي وضعا استثنائيا، حيث أدت الهجمات الإسرائيلية الى تهجير سكان المناطق الحدودية وضرب الموسم السياحي في لبنان قبل أن يبدأ.
ويخشى اللبنانيون من أن تهاجم اسرائيل مطار بيروت في حال تفجرت المواجهة بينها وبين حزب الله ما يعيد للأذهان مشاهد من حرب تموز 2006 حين استهدف الجيش الاسرائيلي مسارات الطائرات ومخازن في المطار، وقد ردت الحكومة الإسرائيلية وقتها على الانتقادات الواسعة التي طالتها بسبب قصف المطار الدولي وقالت إن طهران كانت تستخدمه لتزويد "حزب الله" بالسلاح والعتاد، وهي الحجة نفسها التي تتخذها في كل مرة يتم فيها استهداف مناطق في لبنان.
وكان قد صرح رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في أكثر من مناسبة بأن «التطورات الإقليمية مقلقة وتُنذر بارتفاع منسوب الخطر»، مؤكداً «أنّ الرهان على الجيش يبقى الضمانة الأكيدة لوحدة الوطن ما يجعل الالتفاف حول المؤسسة العسكرية واجباً وطنياً جامعاً».
وخلال شهر يوليو الماضي شهد مطار رفيق الحريري انخفاضاً كبيرا في عدد الركاب الوافدين، في حين عانت الموازنة اللبنانية من تراجع قطاع السياحة الذي يعد ركيزة من ركائز الاقتصاد اللبناني بسبب إلغاء الحجوزات السياحية ووقف عدد كبير من شركات الطيران رحلاتها إلى لبنان مؤقتا، بعد ان كشف الأمين العام لاتحاد النقابات السياحية جان بيروتي إلى أن خسائر الموسم السياحي فاقت 3 مليارات دولار الى جانب انخفاض نسبة إشغال الفنادق إلى ما دون 20%.
كي يطرح السؤال نفسه وهو ما سيكون مصير لبنان في حال تكرار سيناريو حرب تموز 2006، وكيف ستكون تداعياته على المنطقة كلها في ظل حالة التوتر العسكري الذي تشهده أكثر من دولة بالمنطقة، سواء بسبب حرب غزة أو بسبب الاقتتال الداخلي، وفي كل الحالات يبدو ان المنطقة تتجه لترسيم جديد، وبمعنى أدق ربما تشهد المنطقة في القريب العاجل ولادة سايكس بيكو جديد.