حذر برنامج الأغذية العالمي، الجمعة، من أزمة "غير مسبوقة" تلوح في الأفق، حيث يواجه تراجعًا حادًا في التمويل بنسبة تصل إلى 40 في المئة هذا العام، مما يهدد حياة 58 مليون شخص حول العالم، وتتفاقم الأوضاع بشكل خاص في القارة الإفريقية.
وأعربت المنظمة الدولية عن قلقها البالغ إزاء هذا التراجع، مشيرة إلى أنه يأتي في وقت يشهد فيه العالم مستويات قياسية من الاحتياجات الإنسانية. وأكدت في بيان صادر عن مقرها في روما أن "حدة هذا التراجع، مصحوبًا بالمستويات القياسية للأشخاص المحتاجين (للمساعدة) أدى إلى أزمة غير مسبوقة بالنسبة إلى عشرات ملايين الأشخاص حول العالم الذين يعتمدون على المساعدات الغذائية".
ورغم أن المنظمة لم تحدد دولًا بعينها، إلا أن التراجع في التمويل يأتي في ظل تقليص العديد من الدول المانحة لمساعداتها الخارجية، بما في ذلك الولايات المتحدة، أكبر مانح للبرنامج، وألمانيا، والمملكة المتحدة.
وأشارت رانيا دقش-كامارا، المديرة التنفيذية المساعدة للشراكات والابتكار لدى برنامج الأغذية العالمي، إلى أن البرنامج يمنح الأولوية للبلدان ذات الاحتياجات الأكبر، ويحاول تقليص حصص الإعاشة على خط الجبهة، لكنها حذرت من أن "أزمة تمويل وشيكة ذات تداعيات تهدد الأرواح" تلوح في الأفق.
وأوضح البرنامج أن 28 من عملياته الأكثر حيوية تواجه قيودًا مشددة على التمويل، ونقصًا حادًا في الإمدادات الغذائية حتى أغسطس القادم. وتضم هذه المناطق العديد من الدول الإفريقية، مثل السودان وجنوب السودان وتشاد والنيجر وبوركينا فاسو وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومالي والصومال وكينيا وملاوي وبوروندي وإثيوبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى.
ويأتي هذا التحذير في وقت حرج، حيث يواجه مئات الآلاف من الأشخاص في غزة خطر المجاعة وسوء التغذية الحاد، بعد أن أعلن البرنامج عن نفاد مخزونه الغذائي في القطاع خلال أسبوعين.