هل يمكن أن تعيش بلدة كاملة من دون جهاز شرطة، وهل يستطيع مواطنوها حماية أنفسهم ذاتياً والاضطلاع بمهام الشرطة، وهل يمتلكون المهارات والكفاءات اللازمة لذلك؟
يشكو أهالي بلدة هارتلبول بمقاطعة دورام الإنجليزية، من نقص حاد في الخدمات الأمنية بسبب النقص التدريجي في عدد رجال الشرطة بالبلدة على مدى السنوات الأخيرة، نتيجة خفض الميزانية المخصصة لشرطة «كليفيلاند»، التي يتبعها قسم الشرطة بالبلدة إدارياً.
ووفقاً للتقرير الذي نشرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أمس، فقد أدى خفض الميزانية إلى تسريح 500 شرطي من شرطة «كليفيلاند» بأكملها في غضون السنوات الثماني الأخيرة.
وكان قسم شرطة هارتلبول هو الأكثر تضرراً من هذا النقص، حيث لم يعد يعمل بالقسم سوى 10 رجال الشرطة فقط.
وحينما نعلم أن عدد سكان «هارتلبول» يتجاوز 92 ألف نسمة، ندرك حجم المشكلة الأمنية الحادة التي يواجهها السكان، فكيف لـ10 رجال شرطة فقط أن يحموا ويُؤَمنُوا 92 ألف شخص؟ وبدأت آثار المشكلة تظهر بشكل ملموس في الآونة الأخيرة، حيث تفشت حوادث السرقة والسطو في «هارتلبول» أخيراً على نحو مثير للقلق.
وأخفق رجال الشرطة العشرة بقسم شرطة «هارتلبول» في منع وقوع هذه الحوادث أو حتى اعتقال مرتكبيها، بل أنهم في بعض الأحيان يتجاهلون اتصالات تليفونية من أهالي البلدة يخطرونهم فيها بوقوع حوادث أو جرائم، لأنهم مشغولون بجرائم أخرى أخطر وعددهم لا يسمح بالنظر في الجرائم كافة.
علاوةً على ذلك، أعلنت شرطة «كليفيلاند» الاثنين الماضي إغلاق حجرة الحجز في قسم شرطة هارتلبول، بما يعني أنه عندما يتمكن شرطيو هارتلبول من اعتقال مجرم، فسيضطرون بعد ذلك أن يسوقوه إلى أقرب قسم شرطة آخر ليحتجزوه هناك، وهو قسم شرطة «ميدلسبره» الذي يبعد 15 ميلاً.
ونتيجة كل ما سبق، اضطر سكان هارتلبول إلى الاعتماد على أنفسهم في إقرار الأمن بالبلدة، فباتوا يسيرون في دوريات أمنية أهلية على مدار اليوم. كما يلجأ أهالي هارتلبول الآن أيضاً إلى بث محتويات كاميرات المراقبة في منازلهم ومتاجرهم عبر موقع «فيسبوك» عند وقوع حوادث سرقة، موجهين السؤال التالي إلى رواد الموقع: «هل يعرف أيٌ منكم الجناة الظاهرين في شريط الفيديو؟».