في الذكرى الأولى لكارثة درنة، أكد رئيس الحكومة الليبية الدكتور أسامة حماد، أن مرحلة إعادة إعمار مدينة درنة مستمرة رغم الألام والأحزان التي خلفتها الكارثة سبتمبر الماضي.
وقال رئيس الحكومة في تغريدة له على منصة اكس، "مرت سنة كاملة على الفاجعة التي أقضت مضاجع الليبيين جميعا بعد الكارثة التي خلفها إعصار؛"دانيال"، ونقشت خطوط الحزن والألم في ذاكرتهم بصفة عامة وأهل درنة والمدن المتضررة بصفة خاصة، مترحما على كافة ضحايا الفيضانات، وداعيا الله لهم جميعا بالرحمة والمغفرة وأن يدخلهم فسيح جناته."
وأضاف "سنة كاملة لم ننسى فيها كل دمعة حزن وكل لحظة ألم مر بها أهلنا الكرام في درنة الزاهرة والمدن والمناطق الأخرى، لقد أثرت المشاهد الأولى للموت والفقد والدمار في نفوسنا جميعا. وكما يقال من رحم المعاناة يولد الأمل فلم نستسلم جميعا للإحباط أو اليأس وإنما كانت أحزاننا وألامنا دافعا قويا وحافزا حقيقيا ليتعاضد جميع أبناء الشعب الليبي مع إخوته المتضررين في مدن ومناطق الجبل الأخضر، وكذلك فعلت الدول الصديقة والشقيقة وفرق الإنقاذ المحلية والدولية".
وأوضح أنه "بجهود واضحة ومباشرة من ابناؤكم في القوات المسلحة استطعنا جميعا أن نتجاوز مرحلة الإنقاذ وانتشال الضحايا وجبر الأضرار وانطلقت عملية صرف التعويضات التي تمكن المتضررين من تجاوز المحنة، ومعالجة المختنقات العاجلة وإزالة الركام وفتح المسارات؛ كخطوة استباقية للتعامل مع الأزمة والتجهيز للمرحلة التالية".
كما أشاد أسامة حماد بدور المواطنين ووعيهم ومساهمتهم الهامة في عمليات الإعمال قائلا وفق نص التغريدة "ساهم أبناؤنا من مدينة درنة وباقي مدن الجبل الأخضر من مهندسين وإداريين وفنيين وتقنيين في أعمال الإعمار، وكان لهم دور هام في وصولنا لما وصلنا إليه اليوم وترونه على أرض الواقع".
وقال رئيس الحكومة" بعد أن انتهينا من لملمة الجراح كان حقا علينا أن نسير قدما في مرحلة مهمة وهي الإعداد لمرحلة إعادة الإعمار والبناء في مدينة درنة بشكل خاص وباقي المدن والمناطق التي أضرت بها السيول والفيضانات بشكل عام، فتم في بداية شهر نوفمبر من العام الماضي تنظيم حدث هام وفعال وهو المؤتمر الدولي لإعادة إعمار مدينة درنة والمدن والمناطق المتضررة، والذي انعقد على مدار يومين في مدينة درنة وبنغازي، وشارك فيه عدد غير مسبوق من الأدوات والمؤسسات التنفيذية المحلية والإقليمية والدولية، وكان فرصة حقيقية لعرض وتبادل الأفكار والمقترحات للخروج برؤية واضحة ومحددة لإعادة إعمار المدينة، ولهذا الغرض تم إنشاء صندوق إعادة إعمار مدينة درنة والمدن والمناطق المتضررة، وخصصت له الميزانيات اللازمة".
وأفاد أنه"بعد إعداد الدراسات والخطط اللازمة أعلنا رفقة القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس النواب عن انطلاق أعمال ومشاريع إعادة الإعمار والتنمية، وبدأ الصندوق مهامه على الفور وبحماس واضح وجدية في العمل من مديره المهندس بلقاسم خليفة حفتر وباقي الفريق المصاحب له، حيث بدأنا في التعاقد مع الشركات المحلية والدولية، لتنفيذ عدد ضخم من المشاريع الكبرى في مختلف المجالات في مدينة درنة وباقي المدن الأخرى".
وقال" مرت قرابة عشرة أشهر منذ بدء أعمال الإعمار والبناء، ولم يكن المستهدف هو إعادة إعمار ما دمرته الفيضانات فقط، وإنما شملت الخطط استكمال المشاريع المتوقفة منذ سنوات سواء في مجال الوحدات السكنية أو على مستوى المرافق الصحية أو التعليمية وغيرها، وصيانة وإنشاء ومد شبكات مياه الشرب والكهرباء، وقد تم إنشاء عدد كبير من الوحدات السكنية الجديدة وصيانة المباني العا والخاصة التي أضرت بها السيول والفيضانات، وقد تم شق الطرق الجديدة وصيانة المتهالك من الطرق والشوارع القديمة وتوسعتها بالقدر المطلوب، وغير ذلك من المشروعات التي ورغم قصر المدة إلا أنها تم الإنتهاء من تنفيذها، وأخرى وصلت نسب إنجازها إلى مستويات عالية، وكل ذلك مع مراعاة الجودة والإتقان في التنفيذ".
وأضاف" لقد كان لتوجيهات قياداتنا التشريعية والعسكرية المتمثلة في المستشار عقيلة صالح والمشير خليفة بلقاسم حفتر، وحرصهم التام أقوى دافع لتقديم كل ما هو أفضل لأهلنا في مدينة درنة وغيرها، قياداتنا الذين كانوا على متابعة مباشرة ودقيقة لكل ما يتم إنجازه، وقد تكررت زيارتهم الميدانية وإطلاعهم على حسن سير العمل وتقديم كافة الدعم المادي والمعنوي؛ لنصل إلى ما وصلنا إليه اليوم.
وأكد رئيس الحكومة في ختام تغريدته "تعهدنا جميعا بأن يتم إعادة إعمار وبناء مدينة درنة وباقي المدن إلى أفضل مما كانت عليه، واليوم وبتظافر جهود الجميع نستطيع القول إننا أنجزنا جزء كبير من عهودنا ووعودنا، ولازالت جهودنا مستمرة حتى وضع آخر حجر في مسيرة البناء والإعمار والتنمية".