نقلت وسائل إعلام ليبية عن موقع "تاسك آند بيربوس" العسكري الأمريكي تقريرا تناول تصريحات صحفية لقائد القيادة العسكرية الأمريكية بإفريقيا "أفريكوم" الجنرال "مايكل لانغلي"، الذي أشار فيها إلى بحث واشنطن عن حلفاء جدد في المنطقة بما في ذلك الليبيين، ما أثار تساؤلات كبيرة في الشارع الليبي والعربي، عن احتمالية ترسيخ نفوذ أمريكا في ليبيا، وعلاقة ذلك بالقوات والنفوذ التركي في العاصمة طرابلس.
ووفقًا للتقرير قال "لانغلي" للصحفيين قبيل مؤتمر بوتسوانا الدفاعي الإفريقي: "مع عدم الترحيب بالقوات الأميركية في النيجر نبحث عن حلفاء جدد في المنطقة بما في ذلك الليبيين". مع الإشارة إلى نفي "أفريكوم" فيما بعد وجود نية للولايات المتحدة الأمريكية لنشر قوات على الأراضي الليبية واستبعاد فرضية نشرها قريبًا.
وتأكيدًا على ما سبق تجدر الإشارة إلى ان "معهد الشرق الأوسط" في واشنطن، أكد أن "حلف شمال الأطلسي" ("الناتو") بدأ الانخراط بشكل أكبر في الشرق الأوسط وأفريقيا، بسبب التهديدات المختلفة ضد الملاحة البحرية والبنية التحتية، وأنه من المقرر أن يبحث الحلف في قمته القادمة في الفترة بين التاسع إلى الحادي عشر من يوليو المقبل جميع التهديدات التي يواجهها الحلف في القارة الإفريقية وليبيا، في لحظة بالغة الأهمية من مسيرة الحلف.
وتناقلت مؤخرًا وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي الليبية، أخبارًا مفادها وصول الفريق الأمريكي "تشارلز براون" إلى مدينة مصراتة ولقائه أعيان وشخصيات نافذة في المدينة لدراسة إمكانية إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة.
التقارير الأخيرة وتصريحات المسؤولين والجنرالات الأمريكيين أصبحت مصب اهتمام المحللين العسكريين والباحثين السياسيين، الذين أجمعوا على نقطة تتعلق بمواجهة واشنطن للنفوذ التركي في الغرب الليبي في المقام الأول، قبيل مواجهة وصد النفوذ الروسي المتمدد شرقي ليبيا على وجه خاص وفي القارة الإفريقية بشكل عام.
حيث أشار الباحث في مركز "المعارف للدراسات السياسية" التونسي عادل الخطيب، إلى جدية الإدارة الأمريكية في توطيد نفوذها وسيطرتها على ليبيا بعد خسارة إحدى أكبر قواعدها في النيجر، الأمر الذي من شأنه أن ينعكس بشكل دراماتيكي على النفوذ التركي في الغرب الليبي.
وأكد الخطيب أن واشنطن لن تتقاسم نفوذها مع حلفائها سواء تركيا أو غيرها من الدول المعنية بالملف الليبي، وهذا ما نراه في تصريحات الذراع السياسية لواشنطن في ليبيا، السفير الأمريكي "ريتشارد نورلاند"، الذي تحدث في أكثر من مناسبة عن ضرورة إجلاء جميع القوات الأجنبية من الأراضي الليبية.
وفي السياق أكد محللون عسكريون، أن تصريحات قائد قوات الأفريكوم "مايكل لانغلي" وزيارة الفريق "تشارلز براون" إلى مصراتة هي نقطة يبدأ منها العد التنازلي لإنشاء قاعدة عسكرية أمريكية رسمية على الأراضي الليبية، تخلف الشركة الأمنية الأمريكية الخاصة "أمينتوم" التي مارست أعمالها بعيدًا عن عدسات الإعلام.
وتوقعوا أن تسلط واشنطن الضوء في أعمال قمة حلف الناتو المقبلة مع حلفائها على ضرورة انشاء قاعدة عسكرية لها في ليبيا، لمواجهة النفوذ الروسي المتنامي في القارة ككل، الأمر الذي سيضع المزيد من الضغوطات على أنقرة من قبل حلفائها الذين تلقى نفوذهم صفعات من روسيا والصين في القارة السمراء، كفرنسا.
وأضافوا أن تركيا ستجد نفسها قريبًا في موقف مأزوم لن يسمح لقواتها وقواعدها العسكرية بالاستمرار في التواجد على الأراضي الليبية، خصوصًا وأن أمريكا تحظى دومًا بالأفضلية سواءً عند صناع القرار في ليبيا أو بين حلفائها الذين ينظرون إلى ضرورة مجابهة التواجد الروسي في ليبيا، الذي يشكل خطرًا على مصالحهم.