حليب بالعسل يخفف ألم الحلق، الليمون الساخن يقضي على نزلة البرد وأكياس البصل تخلّص من ألم الأذن.. هذه هي البعض من العلاجات المنزلية التي يتم تناقلها من الجدات إلى الأحفاد.. ورغم أن نصف الألمان يلجأون إليها غير أنها لم تحظ بالبحث العلمي على نطاق واسع.
تقول شتيفاني يوس، أخصائية الطب العام ورئيسة معهد الطب العام التابع لمستشفى توبينجن الجامعي في ألمانيا، إن الوسائل المنزلية لم تخضع أبداً للدراسة بشكل صحيح.
وتشرح أن شركات الأدوية التي تمول البحث العلمي تعتبر أن هذه العلاجات لا تستحق كل هذا الاهتمام.
يؤكد ذلك يورج ميرفول، رئيس معهد الطب، التابع لمستشفى فرايبورج الجامعي، حيث يقول إن القائمين على صناعة العقاقير الدوائية قلما يهتمون بالاستثمار في الأبحاث المتعلقة بمدى فعالية العلاجات المنزلية في مداواة الأمراض، مما يستوجب دعم هذه الأبحاث بأموال عامة.
تؤكد وزارة التعليم والبحث العلمي في ألمانيا، وهي الجهة العامة التي تدعم الأبحاث العلمية، إن برنامج أبحاث الصحة التابع للوزارة منفتح على جميع القضايا، لكن البرنامج لم يتلق بالفعل طلبات لإجراء أبحاث ذات صلة مباشرة بهذه الوسائل.
عبر ميرفول عن أسفه بسبب عدم إجراء دراسات بشأن العلاجات المنزلية، "ولأسباب علمية أكاديمية كنت أود أن نقول للناس ما إذا كان علاج منزلي ما يساعد على سبيل المثال في مواجهة نزلة البرد أم لا".
تأسف الطبيبة يوس على عدم توفر هذا البحث العلمي، وتقول: "العلاجات المنزلية تقابل دائماً ببعض التندر والسخرية، وهذا جحود لمفعولها.. لأن تأثير أكياس البصل ربما كان أفضل في بعض الحالات الفردية عن تأثير الأقراص المسكنة، ولكننا بحاجة لدراسات بهذا الشأن لنتمكن من إعطاء توصيات يعتمد عليها".
وأشارت يوس إلى أن دراسات قامت بها بنفسها أظهرت أن كبار السن بشكل خاص، وكذلك النساء، يستخدمون علاجات منزلية في مداواة أنفسهم كونهم يتمتعون بمعرفة أوسع بهذه الأمور مقارنة بجيل الشباب.