يقوم الفيلسوف النمساوي هانس كوكلر للمغرب، بزيارة إلى قسم الفلسفة بجامعة محمد الخامس، حيث يشارك في ندوة مهداة لروح الفيلسوف المغربي للراحل محمد سبيلا، أحد أصدقائه المغاربة، وذلك يوم 1 يونيو 2002، حول موضوع: "الفلسفة والتقنية"، كما تعوده الزيارة الى مدينة فاس يوم 2 من نفس الشهر للمشاركة في ندوة بقسم الفلسفة بجامعة سيدي محمد بن عبد الله تحت عنوان: "الفلسفة والترجمة وحوار الثقافات".
وفي 5 يونيو المقبل، يشارك في ندوة بالرباط ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض النشر والكتاب، حول موضوع: "فلسفة التعايش والحوار بين الثقافات". لينهي بقسم الفلسفة بجامعة بن طفيل بالقنيطرة يوم 7 يونيو، بمشاركة في ندوة: "مهام الفلسفة في الوقت الحاضر".
ويرافق الفيلسوف النمساوي هانس كوكلر للمغرب، أحد أهم مترجمي أعمال كوكلر من الألمانية إلى العربية هو الباحث المغربي د. حميد لشهب، المقيم في النمسا. بالمناسبة سيتم تنظيم حفل توقيع ما ترجم له في الشهور الأخيرة في أروقة ناشريه بمعرض النشر والكتاب بالرباط ككتابه: "الشك ونقد المجتمع عند مارتين هيدجر" و"تشنج العلاقة بين المسلمين والغرب. الأسباب والحلول" المنشوران من طرف دار النشر الأردنية "خطوط وظلال" الحاضرة بالمعرض، و"هيدجر وريبة الكينونة" المنشور من طرف دار التوحيدي (دار نشر مغربية)، و"هكذا تكلم كوكلر: المنشور من طرف دار النشر النورس بالرباط.
ويرتبط الفيلسوف النمساوي هانس كوكلر بعلاقة فكرية متميزة مع الساحة الثقافية والفلسفية المغربية منذ أكثر من ربع قرن، حيث حَاضَر في أ اعلب الجامعات المغربية واستضاف ثلة من الباحثين والمشتغلين بالفلسفة المغاربة لتقديم محاضرات في مؤسسات جامعية نمساوية في مناسبات عدة وفي أوقات مختلفة.
كما يعتبر كوكلر النشاط الفلسفي في المغرب مؤشرا على صحة وعافية، ليس فقط التفكير الفلسفي المغربي، بل الحقل الثقافي برمته، و يثمن أيضا تعميم تدريس الفلسفة في الكثير من الجامعات وكل الثانويات المغربية، يعد هذا بالنسبة له نوعا من حماية الشباب من كل أنواع التطرف، لأن الفلسفة تساعد على إعمال العقل وإشعال فتيل النقد، حيثما كان ذلك ضروريا. ولا يرى أي تعارض بين الفلسفة والدين، بل يؤكد بأن الميدانين يكتملان في الكثير من الجوانب، على الرغم من المرجعيات المختلفة لهما. ويؤكد على ضرورة التعاون بين الميدانين في زمن ما يسميه "التشرد الميتافيزيقي Metaphysische Heimatlosigkeit"، الناتج عن التطور الخطير للتكنولوجيا، التي لا تفهم نفسها كبديل للميدانية معا فقط، بل كهدم لهما معا، ليعيش الإنسان في تيه وجودي لم يسبق له نظير في تاريخ الحضارة الإنسانية. وإذا ما نجحت في هذا، فإن عصر "العدمية" الحقيقي سيبدأ، بما يعنيه هذا لمصير الإنسانية جمعاء.