انقلبت حياة عائلة سورية رأساً على عقب بعد اكتشاف أن أحد أبنائها، الذي كان يعتقد أنه ميت، على قيد الحياة.
فقد وجدت زوجته، سناء، نفسها متزوجة من رجلين في الوقت نفسه، والرجلان شقيقان أيضاً.
في بداية الحرب والفوضى الأمنية في حلب، العام 2011، اختفى الشاب عمار حلو، وتلقت عائلته تأكيدات بأنه توفي تحت التعذيب.
كانت زوجته سناء، حاملاً في شهورها الأولى، وبعد تقبل العائلة موت الابن عمار، بدأت تفكر في طريقة تضمن بقاء سناء وطفلها مع العائلة، فقامت بتزويجها من أخ زوجها المتوفى، ليحافظ على المولود الجديد ويقوم بتربيته وإعالته. وبعد ذلك أنجبت سناء ولدا آخر من زوجها الجديد.
كانت سناء قد بدأت تتعافى من مصيبة فقدان الزوج الأول، وباتت مندمجة في حياة جديدة، مع طفلين وزوج من العائلة نفسها، إلا أن ما كان يفترض أن يكون حدثاً مفرحاً تحول إلى صاعقة دمرت العائلة.
فقد تبين أن الابن "المتوفى" ما زال على قيد الحياة، وعاد إلى منزله ليجد زوجته على ذمة شقيقه، وطفله كذلك في كنفه.
روت سناء القصة لصحيفة "البيان" الإماراتية، وهي في فاجعة أليمة، لا تعلم ماذا تفعل، وتقول: "انتابتني مشاعر متناقضة بين فرح وحزن". فبين حبها لزوجها والواقع الجديد الذي فرضه نبأ موته في المعتقل والطفل الذي تم إنجابه من أخيه، لا حلول توافقية. هي المأساة مسجدة بكامل أركانها.
انزوت سناء بإحدى زوايا البيت وبدأت تبكي باحثة عن حل. هل تعود إلى الزوج الأول أم تبقى مع الزوج الثاني؟ هل يمكن أن يتجاوز الشقيقان هذه المحنة؟
الإجابات كلها تؤدي إلى تعميق المحنة التي ما زالت معلّقة. فالزوج الأول، عمار، قطع صلته بعائلته، وهو لا يعرف صحة ما قام به صحيح أم لا، لكن مشاعره المتناقضة لم تترك له حلاً سوى الاختفاء، وكأن خبر وفاته ما زال ساري المفعول. بينما بات شقيقه؛ أي الزوج الحالي لسناء، كارهاً للعودة إلى المنزل والعائلة، وبات يقضي أغلب وقته في الخارج، وأهمل واجبات العناية بالعائلة.
وماذا عن سناء؟ سناء تعيش المأساة مرتين. هي الحرب تجعل أحياناً البقاء على قيد الحياة عبئاً ثقيلاً.